المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    “الاحتلال” يُمعن في قمع الضفة و”السعودية والإمارات” تُجهض آمال إعمار غزة

    في مشهد يعكس استمرار سياسات القمع والعدوان، تواصل قوات...

    مخاوف التصنيف الأمريكي لـ “أنصار الله” تسبب انقسام دولي قبيل جلسة مجلس الأمن

    بات قرار الولايات المتحدة تصنيف حركة أنصار الله على لائحة الإرهاب، الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، محورًا للجدل الدولي والإقليمي، وسط مخاوف متزايدة من تداعياته الخطيرة على الأمن البحري والاستقرار الإنساني في اليمن.

    هذا القرار، الذي يأتي في ظل تصعيد إقليمي متنامي، يُنظر إليه كخطوة استراتيجية أمريكية تهدف إلى تعزيز الضغوط على صنعاء، لكنه أثار انقسامًا دوليًا واضطرابًا في المشهد السياسي والإنساني.

    تفاقم المخاطر الأمنية في الممرات البحرية

    وتتواصل ردود الأفعال الدولية عقب إعلان الولايات المتحدة دخول قرار تصنيف حركة أنصار الله على لائحة الإرهاب حيز التنفيذ وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الأمن البحري في المنطقة. حيث أثار التصنيف موجة قلق بين شركات الشحن العالمية، التي تخشى تصاعد الاضطرابات في الممرات البحرية الحيوية بالخليج والبحر الأحمر.

    وكشف كبير مسؤولي السلامة والأمن في جمعية “بي إم سي” للشحن عن توقعاته بأن يؤدي هذا القرار إلى تفاقم الوضع الأمني، مع احتمال عودة العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر.

    وفي خطوة تصعيدية، أعلنت القوات اليمنية إسقاط طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9 قبالة السواحل الغربية لليمن، بعد ساعات قليلة من إعلان القرار الأمريكي.

    ويشير هذا التطور إلى أن واشنطن قد تواجه تحديات جديدة في المنطقة، خاصة مع استمرار الدعم اليمني لقطاع غزة، الذي أثمر خلال أكثر من عام عن إجبار الأساطيل الأمريكية على الانسحاب من بعض النقاط الاستراتيجية بعد مواجهات مباشرة أسفرت عن إصابة عدد من السفن الحربية.

    ومع التصعيد الإسرائيلي الجديد ضد غزة، يتوقع أن تشهد الممرات الملاحية مواجهات جديدة، حيث تسعى واشنطن لاستخدام القرار كأداة ضغط على صنعاء لوقف عملياتها البحرية.

    انقسام دولي حول الملف اليمني

    على الصعيد الدبلوماسي، عمقت الخطوات الأمريكية حالة الانقسام الدولي بشأن الملف اليمني، الذي يُعتبر من أبرز القضايا في الشرق الأوسط. ويأتي ذلك قبيل جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تطورات الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد.

    وبينما تعمل واشنطن على شرعنة تصعيدها دوليًا، تبرز تحركات موازية من دول أخرى مثل الصين وفرنسا، التي أعربت عن رفضها للقرار الأمريكي.

    وفي سياق هذه التحركات، التقى السفير الأمريكي لدى اليمن بوزير خارجية حكومة المرتزقة الموالية للتحالف، سعياً لإقناعه بتبني الرواية الأمريكية بأن القرار لن يؤثر على الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن، الذي يعاني بالفعل من عقود من الحرب والحصار.

    وفي المقابل، التقى السفيران الصيني والفرنسي بنائب الوزير مصطفى نعمان، حيث ناقشا التبعات الإنسانية والاقتصادية للإجراءات الأمريكية. وأعرب السفيران عن قلقهما من أن القرار قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة، لا تستثني حتى المناطق “الهشة اقتصاديًا” في الجنوب.

    وتعكس هذه التحركات الدبلوماسية حجم الانقسام داخل المجتمع الدولي بشأن اليمن، حيث تسعى واشنطن لدفع مجلس الأمن لدعم خطواتها التصعيدية، بما في ذلك تشديد الحصار الاقتصادي. ومع ذلك، أكدت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، رفضها للقرار الأمريكي، مشددة على استمرار المنظومة الدولية في تنفيذ مهامها لإنقاذ الأرواح.

    spot_imgspot_img