المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ورد الآن.. حدث هام جدا في إيلات وشمال البحر الأحمر

    ورد الآن.. حدث هام جدا في إيلات وشمال البحر...

    بيروت: غدا تشييع تاريخي لقادة المقاومة

    دعا الشيخ علي دعموش رئيس اللجنة العليا لمراسم تشييع...

    شاهد ردة فعل الأسرى الصهاينة خلال عملية التسليم

    أقدم أحد الأسرى الصهاينة الثلاثة الذين أفرجت عنهم حماس...

    40 شركة تصنيع أسلحة صهيونية تعرض منتجاتها في أبوظبي

    فتحت السلطات الإماراتية الأبواب على مصراعيها لشركات تصنيع الأسلحة...

    اليمن يستنفر وفاءً لسيّد الوفاء.. الشعب في بيروت و “نصر الله” يملأُ “صنعاء”

    تشهد اليمن على كُـلّ المستويات حراكًا كَبيرًا مع قرب مواراة جثمان شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، حتى بدت بيروت في صنعاء، ليجسد اليمنيون أروعَ صور مبادلة الوفاء بالوفاء لسيد الوفاء.

    تشهد اليمن على كُـلّ المستويات حراكًا كَبيرًا مع قرب مواراة جثمان شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، حتى بدت بيروت في صنعاء، ليجسد اليمنيون أروعَ صور مبادلة الوفاء بالوفاء لسيد الوفاء.

    من التصريحات الرسمية والثورية التي تجعل من القائد نصر الله حضورًا متجددًا، مُرورًا بآلاف اللوحات والصور التي زينت الشوارع والأحياء ومعها الحضور الشعبي في عموم المحافظات الحرة، ثم الزخم الإعلامي الكبير في وسائل الإعلام الوطنية التي باتت لا تنطق إلا بنصر الله، والحراك غير المسبوق في مواقع التواصل الاجتماعي الذي جعل من “أبي هادي” أيقونة كُـلّ المِنصات بصوره وخطاباته وكلماته التي ما تزال تؤرق العدوّ من قريب وبعيد وتثبّت معادلة هذا الشهيد المجيد، ومنابر الهدى الصداحة بمسيرته، وُصُـولًا إلى إرسال الوفود والبعثات العلمائية والأكاديمية والسياسية والإعلامية والمجاميع الشعبيّة الجماهيرية المندفعة بكل لهفة لتشريف اليمن بحمل الجنازة، التي ستبدو عرشًا يؤكّـد للعالم مجدّدًا عظمة مَن يعلوه.

    وفي السياق السياسي والرسمي والشعبي، تتوالى التصريحات والبيانات من أعلى هرم الدولة اليمنية لتجديد العهد لـ”فدائي غزة”، فيما القاعدة الشعبيّة الجماهيرية تزأر في مئات الوقفات والمسيرات بهتافات “لبيك يا نصرالله”، حَيثُ احتضنت صنعاء والمحافظات الحرة، الجمعة، مئات الأنشطة الجماهيرية الشعبيّة والثقافية والخطابية، ودعت لاستمراريته حتى السبت، فكان هذا صورة من الصور تجعل ضاحية التضحية والفداء، في عمق اليمن أرضًا وشعبًا.

    وقد عبّر اليمانيون في بيانات وقفاتهم ومختلف أنشطتهم، مواصلة حمل راية الجهاد والمقاومة على خطى سيد الشهداء، داعين لإعلان النفير العام لخوض كُـلّ الخيارات القادمة في مواجهة العدوّ الصهيوني، ونصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.

    أما على المستوى الإعلامي، فكأن صور شهيد الإنسانية، قد صارت شعارًا وهُوية لكل وسائل الإعلام الوطنية، حَيثُ تم وضع صورة وجهه الأزهر أعلى الشاشات، وحروف اسمه وسيرته في كُـلّ المقروءات، والأصوات المنادية باسمه في كُـلّ المحطات والإذاعات ومكبرات الأصوات، وتخصيص المساحات الواسعة من البث الإعلامي الحي وغير الحي، لتقديم عشرات البرامج بمختلف أنواعها، وجميعها في حضرة نصر الله، ليمتلئ أثير اليمن وآثاره بحب السيد حسن ومآثره.

    والحال ذاته في مِنصات التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، حَيثُ أضحت صورُ نصر الله أيقونةَ ملايين الحسابات، فيما تنتشر خطاباته في كُـلّ الصفحات، خُصُوصًا تلك الخطابات التي أظهر فيها الوفاء الفريد لليمن وقائده ومجاهديه، مع العلم أن كُـلّ خطاباته وتحَرّكاته كانت عبارة عن وفاء في وفاء لكل الأحرار والمظلومين من أبناء الأُمَّــة.

    الحياة العامة هي بدورها تعيش النفير اليماني الوفي؛ فحيثما يولِّ اليماني وجهه ونَظره، ثمّ وجهُ نصر الله مبتسمًا، ومستبشرًا بما يسديه شعب الأنصار من وفاء، حَيثُ إن الشوارع والأحياء وشاشات الإعلانات المفتوحة واللوحات الضوئية، جميعها باتت تتزين بصور القائد أبو هادي، وكأنه صار شعبًا في أوساط شعبٍ هو شعبه الذي افتخر به وبقائده وباهى بهما العالم أجمع، حتى “سادة المجاهدين” أنفسهم.

    مظاهر كثيرة تخلق صورة نمطية وكأن لبنان قد صارت في اليمن. ولكن اليمن لا يهدأ، ولا سقفًا لوفائه، حَيثُ تم إرسال مئات الوفود بمختلف أنواعها، والتي تضم آلاف من الأحرار، في نسيجٍ بشريٍّ يمانيٍّ، يحوي العلماء ورجاء الدين وشخصيات سياسية وأكاديمية واجتماعية وعسكرية وأمنية، وأضعاف من جماهير الشعب اليمني المحبة والوفية، ووفود إعلامية غزيرة؛ علّها تنقل عن اللوحة اليمانية الشاملة والتي تظهر أَيْـضًا وكأن اليمن قد صار في لبنان.

    ومن خلال هذه المظاهر اليمانية – التي لا تستعد فقط لمواراة جثمان أبي هادي الطاهرة الثرى – يخط اليمانيون عهدًا جديدًا من الوفاء، ويؤكّـدون أن “دفنه” في الأرض، يعني زراعتها ببذرة ستنبت مزيدًا من الفداء والتضحية والإنسانية والوفاء في كُـلّ أرجاء الدنيا، ومن خلال الرسائل التي أظهرها يمن أنصار نصرالله وأحباؤه، تصل الرسائل بالجملة إلى الأعداء بأن السيد “حسن” دُفن جثمانًا وارتقى روحًا ملهمةً، وبقي “نصرالله” ومنهجيته وكل معادلاته ثأرًا مسلّطًا على رقاب الكفر والاستكبار والنفاق.

    الاستنفار اليماني الكبير والشامل، يأتي كموقفٍ من مواقف وفاء اليمانيين، لمن كان الوفي الوحيد يوم تكالب العالم عليهم، وصَمَت الجميعُ إلا حزب الله و”نصرُه” و”هاديه”، الذي اعتلى صهوة جواده وحيدًا على أنقاظ الصامتين والشامتين، وأعلن موقفَه ووَصَفَه بأنه الأشرفُ والأعظمُ في مسيرته الجهادية الممتدة لخمسة عقود هي المضيئة بمفردها في حُقَب الصراع مع بني صهيون، فكان هذا الوصف كافيًا لتشريف اليمن وأحراره وثورته حتى هلّ نصر الله قاب قوسين أَو أدنى. وما تزال مواقف الوفاء اليماني في تتابعٍ غزير؛ ليؤكّـد يمن الإيمان والشموخ والكبرياء، للبنان المقاومة والفداء – وكل من في المعمورة – بأن شعب الأنصار سيظل شعب الوفاء لسيّد الشهداء وَحادي المقاومة و”سفير” البشرية في نصرة المظلوم.

    ولأن شهيد الإسلام والإنسانية السيد القائد “حسن عبدالكريم نصر الله” كان الوفي لكل ذي مظلمة، فكان العراقي في مواجهة احتلال أمريكا وجحافلها، والسوري في حماية شام الأُمَّــة من السقوط بيد أعدائها، واليماني في ردع عدوان واشنطن وأدواتها، والمقدسي في الجهاد مع فلسطين وشعبها والذود عن المقدسات فيها، وفادي غزة ومجاهديها، وكان الإنسان العابر للجغرافيا والأعراق والأديان والمذاهب، يصول ويجول؛ لنجدة من استنجد به ونصرة من استنصره وإغاثة من استغاثه، فَــإنَّ من الطبيعي أن تمتلئ الأرض وفاءً، وتتقاطر البشرية من كُـلّ الأطياف إلى “الضاحية المقدسة”؛ ليكون يوم مواراة جثمانه بداية مرحلةٍ جديدةٍ من الفداء والعطاء، أرضيتها مزروعة بجسد الطاهر “حسن”، وسماؤها صدّاحةٌ بروح ومنهجية هذا “العبد الكريم”، وكل أرجائها تكبّرُ بـ “نصر الله”، ويكونُ “أبو هادي” فيها قِبلةَ الثائرين وسيف الفاتحين، وملهم المجاهدين المؤمنين بنصر الله اليقين لمن تولّوه فكانون في عداد “فَــإنَّ حزب الله هم الغالبون”
    ______
    نوح جلاس| المسيرة نت

    spot_imgspot_img