المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    11 فبراير.. بين هروب “المارينز” من صنعاء وطرد حاملات الطائرات من البحر الأحمر

    تأتي ذكرى هروب المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء في...

    حماس: جاهزون لاستئناف صفقة التبادل حال نفذ الاحتلال بنود الاتفاق

    أكد المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع اليوم الثلاثاء،...

    اليمنيين بين فبراير 2011 و 2015

    حلت على اليمن، الثلاثاء، ذكريات في يوم واحد ،...

    تفاصيل وتحليل.. خطاب “السيد الحوثي” بمناسبة ذكرى الهروب المُذل للمارينز الأمريكي من صنعاء

    “خاص”

    في الذكرى السنوية لانتصار الشعب اليمني بقيادة أنصار الله على الهيمنة الأمريكية، وتحديداً بمناسبة هروب المارينز الأمريكي من العاصمة صنعاء، ألقى قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي خطاباً استراتيجياً شاملاً تناول فيه أبعاداً سياسية وعسكرية وثقافية ودينية.

    ويُعتبر هذا الخطاب وثيقةً مهمة لفهم الرؤية الاستراتيجية لأنصار الله تجاه الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية والمشروع الصهيوني، وكذلك لفهم التحديات التي تواجهها اليمن والأمة الإسلامية ككل.

    النقاط الرئيسية في الخطاب

    الهروب الأمريكي من صنعاء: نصرٌ إلهي واستعادة للكرامة

    اعتبر الحوثي هروب المارينز الأمريكي من صنعاء انتصاراً عظيماً للشعب اليمني، ونعمةً من الله، حيث تم تحرير العاصمة من السيطرة الأمريكية المباشرة.

    وأكد أن هذا الهروب يُعد فشلاً ذريعاً للمشروع الأمريكي في اليمن، والذي كان يهدف إلى السيطرة الكاملة على البلاد واستغلالها لتحقيق مصالحه الاستعمارية.

    فشل المشروع الأمريكي في اليمن

    وأكد الحوثي أن التواجد الأمريكي في صنعاء كان جزءاً من مخططٍ أكبر لتحقيق السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على اليمن.

    وأشار الى أن الأمريكيون عملوا على تفكيك الدولة اليمنية من خلال إضعاف الجيش، وتفكيك المؤسسات، وخلق الأزمات السياسية والاقتصادية.

    وأضاف انه لو استمر التواجد الأمريكي، لكانت اليمن قد تحولت إلى ساحةٍ لانتشار القواعد العسكرية الأمريكية، مما يُهدد الأمن القومي العربي والإسلامي.

    الخلاص من الهيمنة الأمريكية: استعادة الكرامة والحرية

    واعتبر الحوثي أن تحرير اليمن من السيطرة الأمريكية هو استعادةٌ لكرامة الشعب اليمني وحريته واستقلاله.

    وأكد انه لا يمكن لأي شعب أن يكون حراً ما دام تحت الهيمنة الأمريكية، التي تسعى إلى طمس الهوية الثقافية والدينية للشعوب.

    المشروع الأمريكي-الصهيوني: تهديدٌ للأمة الإسلامية

    وأشار الحوثي إلى أن المشروع الأمريكي والإسرائيلي هو مشروعٌ تدميري يستهدف الأمة الإسلامية بأكملها.

    وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى السيطرة على المقدسات الإسلامية، بما في ذلك المسجد الأقصى ومكة والمدينة، وتحقيق ما يُسمى “إسرائيل الكبرى”.

    وبيّن أن الأمريكيون والإسرائيليون يعملون على تفكيك الدول العربية والإسلامية، وإبقائها في حالةٍ من الضعف والتبعية.

    الحرب الناعمة: اختراق الثقافة والقيم

    وحذر الحوثي من الحرب الناعمة التي تشنها الولايات المتحدة ضد الأمة الإسلامية، والتي تهدف إلى تدمير القيم الدينية والأخلاقية.

    وأوضح أن الأمريكيون يستخدمون التعليم والإعلام لنشر الفواحش والرذائل، وإفساد الشباب، وإضعاف الهوية الإسلامية.

    سياسة الاسترضاء: خيانةٌ للأمة

    وانتقد الحوثي سياسة الاسترضاء التي يتبعها بعض الأنظمة العربية تجاه الولايات المتحدة، ووصفها بأنها سياسةٌ غبية وخائنة.

    وبيّن ان الأمريكيون لا يحترمون من يسترضيهم، بل يستغلونهم لتحقيق مصالحهم، ثم يتخلصون منهم عندما تنتهي حاجتهم إليهم.

    الطمع الأمريكي: نهب ثروات الشعوب

    وأكد الحوثي أن الولايات المتحدة تعتمد على الطمع والجشع في تعاملها مع الدول الأخرى، وتسعى إلى نهب ثروات الشعوب تحت عناوين زائفة.

    الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يعبر عن هذه الأطماع بشكلٍ صريح، حيث يعتبر الأمريكيون الأمة الإسلامية “بقرة حلوباً” يجب استغلالها.

    دور الشباب والأمة في المواجهة

    ودعا الحوثي الشباب والأمة الإسلامية إلى التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية، والاستعداد لمواجهة المشروع الأمريكي-الصهيوني.

    وأكد أن النصر لا يتحقق إلا بالاعتماد على الله، والتمسك بالهوية الإسلامية، ورفض التبعية للغرب.

    التحليل الاستراتيجي

    1. البعد الديني

    – الخطاب يعكس رؤيةً دينيةً عميقة، حيث يتم تصوير الصراع مع الولايات المتحدة على أنه صراعٌ بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر.

    – هذا البعد الديني يُعزز الروح المعنوية لدى أنصار الله ويجعلهم أكثر تصميماً على مواصلة النضال.

    2. البعد السياسي

    – الخطاب يُرسخ شرعية أنصار الله كحركة مقاومة ضد الهيمنة الأمريكية، ويُظهرها كمدافعٍ عن كرامة الشعب اليمني والأمة الإسلامية.

    – يتم تصوير الولايات المتحدة كعدوٍ رئيسي يجب مواجهته، مما يعزز الوحدة الداخلية ويُضعف أي توجهاتٍ نحو التطبيع مع الأمريكيين.

    3. البعد العسكري

    – يُعتبر هروب المارينز الأمريكي من صنعاء انتصاراً عسكرياً كبيراً، مما يعزز مكانة أنصار الله كقوةٍ قادرة على مواجهة القوى العظمى.

    – الخطاب يُرسخ فكرة أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأراضي الإسلامية من السيطرة الأجنبية.

    4. البعد الثقافي

    – يتم التركيز على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للأمة الإسلامية، ومقاومة محاولات الاختراق الثقافي التي تقودها الولايات المتحدة.

    الخلاصة

    خطاب عبدالملك الحوثي يُعتبر وثيقةً استراتيجيةً مهمة لفهم رؤية أنصار الله تجاه الصراع مع الولايات المتحدة والمشروع الصهيوني. كما يعكس رؤيةً شاملةً تجمع بين الأبعاد الدينية والسياسية والعسكرية والثقافية، ويدعو إلى مقاومة الهيمنة الأمريكية والحفاظ على كرامة الأمة الإسلامية. في ظل التحديات الإقليمية والدولية، يُظهر الخطاب أن أنصار الله يعتبرون أنفسهم جزءاً من مشروعٍ إسلاميٍ أوسع لمواجهة التهديدات الخارجية.

    spot_imgspot_img