المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ميدل ايست آي: الجيش الاسرائيلي يطالب بوقف الحرب بسبب عدد القتلى الذي تخفيه الرقابة

    أكد موقع ميدل ايست آي الاميركي أن المستشفيات الاسرائيلية...

    اليمن تصعد عملياتها ضد الاحتلال.. تدشين مرحلة جديدة أم رد العدوان ؟

    رفعت القوات المسلحة اليمنية، الثلاثاء، وتيرة عملياتها ضد الاحتلال...

    كيف تجرّ “الضربات اليمنية” كيان العدو الإسرائيلي نحو الانهيار؟

    في مشهدٍ غير مسبوق تتصاعد العمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو الإسرائيلي، حيث تحولت هذه العمليات المتصاعدة إلى معضلة استراتيجية تهز مفهوم الأمن الجماعي الإسرائيلي باعتراف مختلف وسائل الإعلام العبرية.

    مع كل صاروخ يمني ينطلق، تتحول مدن المركز الإسرائيلي إلى ساحات من الفوضى، تُدوي فيها صافرات الإنذار وتمتلئ بالمستوطِنين المذعورين، ليجدوا أنفسهم يهرعون إلى الملاجئ في حالةٍ من الهلع.

    في يافا المحتلة المسمّاة إسرائيلياً تل أبيب حيث مركز الثّقل الاقتصادي للعدو الإسرائيلي يصل الهروب إلى ذروته فيما تعيش مناطق واسعة تزيد عن نصف مساحة فلسطين المحتلة على وقع تهديد دائم.

    حتى في الليالي النادرة التي تغيب فيها الصواريخ عن الأجواء، يظل شبح القصف حاضراً في نفوس المستوطنين، القلق والترقب باتا جزءاً من الحياة اليومية سيما في ساعات الليل المتأخرة وهو ما جعل الأمن النفسي للمستوطنين داخل فلسطين المحتلة ضرباً من المستحيل.

    على المستوى الاستراتيجي، شكّلت الصواريخ اليمنية اختباراً قاسياً لمنظومات الدفاع الجوي متعددة الطبقات بما في ذلك القبة الحديدية ومنظومة السهم، ورغم تعزيز الدفاعات الإسرائيلية بمنظومة “ثاد” الأمريكية ذات التكلفة الباهظة، التي يكلف صاروخها الواحد أكثر من 20 مليون دولار لم يفلح كيان العدو في التصدي للصواريخ اليمنية التي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة.

    لم تقف إخفاقات العدو الإسرائيلي عند الدفاعات الجوية، بل امتدت إلى شبكات الإنذار المبكر التي استثمرت فيها الولايات المتحدة بشكل كبير بالتعاون مع دول مطبعة في المنطقة وأخرى على وشك التطبيع فسرعة الصواريخ اليمنية تجعل الزمن بين انطلاقها ووصولها قصيراً جداً.

    ومع تضاعف حالة الإخفاق الإسرائيلي تراجعت الثقة داخل المجتمع الإسرائيلي في قدرة إسرائيل على توفير الحماية، مشهد الملاجئ المكتظة، وصافرات الإنذار التي لا تتوقف، والصواريخ التي تخترق أكثر المنظومات تطوراً، دفع الكثير من المستوطنين إلى التفكير في الهجرة العكسية، مما يُفاقم أزمة الهوية والوجود للكيان الإسرائيلي.

    على الصعيد الاقتصادي تركت العمليات اليمنية بصمة عميقة في الاقتصاد الإسرائيلي إذ اهتزت ثقة المستثمرين بشكل واضح في إسرائيل كمكان صالح للاستثمار مما أوقف تدفق الاستثمارات الأجنبية وزاد من عزلة الكيان الاقتصادية، فضلاً عن تجنب شركات الطيران الدولية الوصول إلى المطارات الإسرائيلية وانهيار قطاع السياحة الذي يعد شرياناً حيوياً للاقتصاد الإسرائيلي.

    اليوم وفي ظلّ هذه المعادلة لم تعد الصواريخ اليمنية مجرد سلاح في ساحة المعركة، بل أداة استراتيجية تقوض مفاهيم الأمن والردع داخل الكيان الإسرائيلي ومع كل إخفاق عسكري واقتصادي، يزداد الكيان غرقاً في أزماته، بينما يواصل اليمنيون تعزيز قدرتهم على تغيير قواعد اللعبة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    صلاح الدين بن علي

    spot_imgspot_img