المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    آخر مستجدات معركة “طوفان الأقصى” في اليوم الـ 446

    تواصل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، معركة طوفان الأقصى لليوم...

    موجز ردود الفعل الإسرائيلية.. بعد عمليات اليمن الأخيرة في قلب تل أبيب (يافا)

    خاص

    ساد سخط غير مسبوق من مجتمع كيان العدو الإسرائيلي على حكومة المجرم نتنياهو من عدم ردع “الحوثيين” أو الرد على إيران، ومن تأثير العمليات اليمنية المزعجة في ساعات متأخرة على 2 مليون مستوطن حتى مع محدودية الضرر المادي والبشري، وقلق وتساؤلات من تمكن اليمن من اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

    وقالوا أن توصيات الموساد كانت توصي بنقل المواجهة إلى طهران وضربها بدلا من الحوثيين لردعهم، لكن بعد تصريحات “يسرائيل كاتس” وزير جيش الكيان وتهديده لليمن وقياداته، قالت الصحافة العبرية أن “وزير الدفاع انحاز لتوصيات الجيش الإسرائيلي باستهداف الحوثيين بدلا من ضرب إيران لردعهم”، موضحين أن هذا الخيار “يأتي نتيجة استقلالية الحوثيين عن إيران، وأن ضرب إيران لن يجدي بوقف الهجمات اليمنية”.

    توعد بالمواجهة

    وزير خارجية الكيان “جدعون ساعر” وجه البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية بالترويج لإعلان “الحوثيين” منظمة إرهابية، فيما توعد مجتمع ونخب وكتاب الكيان باستهداف القيادات اليمنية “وقطع رؤوسها وتأديبهم على تجرأهم على إسرائيل بهذا الشكل”.

    مجرم الحرب الصهيوني “نتنياهو”، قال في اجتماع مع المجلس الوزاري السياسي الأمني ​​في القيادة الشمالية للعدو، إن “إسرائيل لا تتحرك بمفردها ضد ما اسماهم بـ “الحوثيين” في اليمن، داعيًا المواطنين للتحلي بالصبر. ووعد نتنياهو قائلاً “حسب وصفة”: “مثلما تصرفنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فإننا سنتحرك ضد الحوثيين”. وأضاف “سنتحرك بقوة وتصميم وحنكة. وحتى لو استغرق الأمر وقتا فإن النتيجة ستكون نفسها – كما حدث ضد الأذرع الأخرى”.

    المعلق العسكري أمير بوحبوط قال أن “الحوثيين زادوا من وتيرة عمليات الإطلاق”. وأن “الفكرة ليست الرد بهجوم بل إيجاد “مركز ثقل” ثم الهجوم لإحداث تأثير تراكمي وإنجازات. الوضع حتى الآن يشير إلى فجوة استخباراتية بين أمان والموساد”.

    عميحاي شتاين مراسل كان العبري قال أن “الإدارة الأمريكية اتخذت قرارا في الأيام الأخيرة لزيادة النشاط ضد الحوثيين، وتقوم إدارة بايدن بالتنسيق مع إسرائيل في هذا الشأن”.

    نجاح يمني كشف عن ثغرة أمنية

    فيما خلص كتاب وصحف عبرية إلى أن الحوثيين “نجحوا بصواريخ مصنوعة في إيران تتضمن محركات صاروخية تسمح بتغيير مسارها خارج الغلاف الجوي، ونجحوا بذلك من تحدي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي تواجه صعوبة في إعتراض هذا النوع”، وقالوا أن القوات الجوية الإسرائيلية تعمل على تكييف النظام لمواجهة هذه التهديدات، ولكن الحل الآخر المقترح هو الهجوم على الحوثيين وإيران.

    معهد الأمن القومي الإسرائيلي قال أيضا أن “الصواريخ الباليستية التي أطلقت من اليمن تصل إلى سرعات تفوق سرعة الصوت وكشفت عن ثغرات في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي”.

    المعهد قال أن هذه الصواريخ “تشكل تهديدًا كبيرًا بسبب وزنها وسرعتها العالية. ولتحسين الدفاعات، يجب اعتراض الصواريخ بعيدًا عن الأهداف، ويفضل خارج الغلاف الجوي. يتطلب ذلك أنظمة كشف وتتبع متقدمة، وأنظمة قيادة وسيطرة متكاملة، وصواريخ اعتراضية سريعة. تحليل هذه الأحداث ضروري لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية ضد تهديدات الصواريخ الباليستية المتقدمة”.

    معضلة مواجهة

    المعارضة الإسرائيلية استغلت النجاح اليمني وتسائل ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا عن أي نصر مطلق يتحدثون “وسكان تل أبيب يهرعون للملاجئ وجنودنا يقتلون في غزة”.

    بعض كتاب قالوا “على الإسرائيليين أن يعتادوا على هذا الوضع في “إسرائيل” لأن أدوات الضغط التي عملت على جبهات أخرى، لا تعمل حقًا على الحوثيون”.

    فيما قال مسؤولون في أمن الكيان أن “إسرائيل بمفردها لا تستطيع هزيمة الحوثيون، فقد تعرضوا لهجمات لسنوات من قبل التحالف الدولي الامريكي والسعودي ولم يستسلموا، وستواجه إسرائيل صعوبة في هزيمتهم بمفردها وأن هذا “موضوع شديد التعقيد”.

    الدكتور نحمان شاي، عميد كلية الاتحاد العبري ووزير الشتات السابق قال أن “إسرائيل تواجه تهديدات جديدة من الحوثيين بعد تراجع تهديدات حماس وحزب الله، مما يتطلب تعزيز التحالفات السياسية إلى جانب الإنجازات العسكرية للتعامل مع التهديدات المتغيرة حيث يشير إلى أن الأعداء لا يختفون بل يتغيرون، حيث استبدلت حماس وحزب الله بالحوثيين، والإيرانيين في سوريا بالأتراك”.

    ودعا الدكتور نحمان “لتعزيز الاتفاقيات السياسية لتخفيف العداء ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن المبادرة السعودية بقيادة الولايات المتحدة قد تكون خطوة نحو استقرار المنطقة وتعزيز التطبيع مع إسرائيل. ويختتم بالتأكيد على ضرورة إعادة المختطفين كجزء من أي تسوية مستقبلية”.

    بحث عن حلول ردعية

    كتب بن درور يميني مقالا في صحيفة يديعوت أحرنوت قال فيه أن “التركيز يجب أن ينصب على توجيه ضربة لطهران بدلاً من صنعاء، في حال أرادت إسرائيل أن تحد من التهديد الحوثي”.

    ويرى الكاتب أنه لا يمكن ردع الحوثيين عبر توجيه ضربات مدمرة لهم، ويستشهد في هذا السياق بالتدخل السعودي والإماراتي في اليمن، حيث “وجهت الدولتان ضربات مدمرة للبنى التحتية للحوثيين”، لكن ذلك قوبل بـ “صمود لا يتزعزع” من قبلهم، وهو ما أدى في النهاية إلى “تراجع” الإمارات ومن ثم السعودية، وتحقيق “نصر إستراتيجي” لإيران.

    ويؤكد الكاتب على أن إسرائيل تسير على نفس الطريق إذا استمرت في توجيه ضربات مدمرة للحوثيين، لأن ذلك لن يردعهم يكشف ذلك -برأي الكاتب- عن العقلية التي تحكم الحوثيين: “التسبب في ضرر ولو طفيف لإسرائيل يستحق الألم الهائل الذي قد يترتب عليهم فيما بعد”، كما أن الرد الإسرائيلي لن يردعهم، وإيذاء إسرائيل يغذي “شعورهم بالشرف”.

    ويشرح الكاتب بالقول إن هناك نهجان، مكملان لبعضهما البعض، لتحييد “التهديد الحوثي”، الأول هو التفاوض على صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. فـ “الحوثيون، على عكس حزب الله، أظهروا أنهم مصممون على الاستمرار حتى تنتهي الحرب”.

    أما النهج الثاني فيتمثل، برأي الكاتب، في ضرب المصدر، أي إيران. يقول يميني إن “حلقة النار” الإيرانية في المنطقة تم إضعافها عقب الضربات الكبيرة التي وُجهت إلى حزب الله وانهيار نظام الأسد في سوريا، لكن “القوة الدافعة وراء محور الشر هذا ليست متجذرة في المصالح العقلانية، بل هي أيديولوجية في جوهرها”. يضيف الكاتب أن التهديدات بتدمير إسرائيل لن تتوقف ــ أو على الأقل تتحول إلى خطاب أجوف ــ إلا إذا تعرضت إيران ذاتها لضربة مدمرة.

    يختم الكاتب مقاله بالقول إن الحوثيين ليسوا تهديداً وجودياً لإسرائيل، بل “مصدر إزعاج”، هدفهم هو جر إسرائيل إلى حرب استنزاف، لكن، “بالنظر للظروف الحالية، فإن إيران هي الخطر الأعظم، والهدف الأكثر هشاشة، وهناك حيث يجب أن ينصبّ التركيز”.

    خطأ استراتيجي للجيش ضد الحوثيين

    البروفيسور أميتسيا بارعام من جامعة حيفا كتب مقالا في صحيفة معاريف العبرية بعنوان “أسوأ خطأ استراتيجي للجيش ضد الحوثيين” يتحدث فيه عن مناقشة الاستراتيجية الإسرائيلية للتعامل مع هذا التهديد، الذي يأتي من مسافة حوالي 2000 كيلومتر، معتبراً المسافة الجغرافية هي الميزة الرئيسية.

    واعتبر بارعام التعامل مع الحوثيين يشكل تحدياً معقداً، في حين أن صواريخ الحوثيين بسيطة ورخيصة الثمن، فإنها تدفع “إسرائيل” إلى استثمار موارد ضخمة في عمليات الاعتراض والرد. ولا تستطيع “إسرائيل” تحمل رد استراتيجي كامل بسبب المسافة، مشيراً إلى أن “إطلاق صاروخ حوثي يكلف جزءا بسيطا من تكلفة الصاروخ الاعتراضي الإسرائيلي. وتفعيل سلاح الجو لمسافة 2000 كيلومتر في كل اتجاه يتطلب جهودا لوجستية وتكلفة باهظة”، وينبع أيضاً من القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الجيش الإسرائيلي في الماضي – بعدم تطوير صواريخ رخيصة ودقيقة بعيدة المدى.

    ويخلص بارعام في النتيجة أن الخيارات الاستراتيجية محدودة في مواقف مثل التي نعيشها اليوم، ونظراً للقيود المفروضة على الرد الإسرائيلي المستقل، يقترح برعام التعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا كوسيلة فعالة للتعامل مع التهديد الحوثي.

    ويؤكد البروفيسور برعام أن “الشعور السائد في العالم الإسلامي هو أن الحوثيين هم آخر من يواصل القتال من أجل غزة والقدس والفلسطينيين. وهذه المكانة تعزز موقفهم وتمنحهم الشرعية للاستمرار”. وقال أن “الرد على الحوثيين لا يمكن أن يقتصر على التحرك الفوري فقط، وأن هذا تهديد يتطلب تفكيرا طويل الأمد، وتخطيطا سليما للموارد، وتعزيز التحالفات الاستراتيجية مع القوى في الغرب”.

     

    spot_imgspot_img