مع عودة الفصائل، المصنفة إرهابيا على لوائح العديد من الدول بمن فيها رعاتها، للهجوم على سوريا مجددا، يثار تساؤلا حول مستقبلها، هل يتم تسليمها او تفكيكها ام انه تم استدراجها لتصفيتها؟
لا احد ينكر تقدم هذه الفصائل بالعمق السوري انطلاقا من معقلها على الحدود التركية – السورية، ولا احد يستبعد قدرتها على التعمق اكثر في ضوء الايدلوجية التي تقاتل بها، لكن ماذا عن مستقبلها؟
فعليا لا يبدو بان تلك الفصائل من تخوض المعركة، فالصور القادمة والتي ترافقها تدول على انها مجرد ديكور خارجي لعمليات دولية تقودها أمريكا من الباطن وتلقي بكل ثقلها لصالحها. لم تقتصر العمليات فقط على المواجهات والقصف الجوي والصاروخي بل أيضا على اختراق الاتصالات والاعمال السيبرانية التي قد تكون وراء انسحاب متواصل لأقوى جيش عربي في المنطقة لا يزال صامد منذ سنوات رغم وتيرة الحرب ضده.
كانت هذه الفصائل مجرد ورقة لتصويرها كقوة تسيطر على الأرض لإخفاء ملامح العدوان الخارجي بشقيها الإسرائيلي والامريكي والذي يتدحرج إلى المشهد بصورة تدريجية سواء بالدعم الجوي الذي لم يستطيع الاحتلال ولا أمريكا اخفائه عن انظار العالم او بتحريك الفصائل التابعة لهما وربما تنفيذ عمليات مشتركة تسبق دخول الفصائل المسلحة.
بالنسبة لأمريكا التي بدأت حملة علاقات عامة لتصحيح صورة “داعش” والقاعدة سوى باستضافة زعيمها أبو محمد الجولاني على اكبر شبكة اخبار أمريكية حول العالم ومنحه فرصة لتنظيف سجله المدمر بقرار أمريكا ذاتها تصنيفه على لائحة الإرهاب، او بإبلاغ مجلس الامن بتجميد العقوبات على التنظيمات المتطرفة في سوريا، لا يبدو ان ثمة مانع لمنح هذه الفصائل الحكم المطلق ودعمها أيضا وقد سبق لها وان منحت طالبان في أفغانستان الحكم ذاته وهي من كانت تصنفها إرهابية، ومثلها الدول الغربية وتحديدا فرنسا التي قال متحدث حكومتها بانه لا مانع بالاعتراف بتلك الفصائل التي اسماها “معارضة”.
وخلافا لهذه الأطراف التي تصنع فصائل الإرهاب وفقا لأجندتها وتوجهاتها و وتعيد نسجها كما لو كانت حرير، ثمة اطراف دولية لا ترغب بروية هذه الفصائل تهدد مستقبل المنطقة وعلى راسها روسيا التي هددت توا بدعم الجيش السوري لمواجهتها ومثلها ايران إضافة إلى دول عربية على راسها السعودية والامارات ومصر.
تدرك الأطراف المناهضة لسيطرة الفصائل “الإرهابية” مدى الخطر الذي يتربص بمستقبلها ونفوذها هناك، لكنها حتى الان لا تفعل الكثير لمواجهة الخطر او محاولة درئه حتى.