مقالات مشابهة

اعلان حالة الطوارئ.. تفاصيل ما يحدث في كوريا الجنوبية

أعلن رئيس كوريا الجنوبية “يون” حالة الطوارئ وتطبيق الأحكام العرفية، مشيرًا إلى الحاجة إلى القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية ودعم النظام الدستوري.

وحاولت قوات قيادة الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، اختراق مبنى البرلمان إلا أن المواطنون المتجمعون عند المدخل ومن بينهم نواب منعوا القوات من الدخول إلى المبنى. واندلعت اشتباكات ومناوشات بين المدنيين وعناصر الأمن لمنعهم من دخول البرلمان.

وأفادت قناة YTN التلفزيونية بأن العسكريين تمكنوا من دخول مبنى البرلمان الكوري الجنوبي من خلال نافذة. ويأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول فرض الأحكام العرفية الطارئة، متهما المعارضة في البلاد بالتحكم في البرلمان، والتعاطف مع كوريا الشمالية، وتعطيل أعمال الحكومة.

وكان أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في وقت سابق اليوم، فرض الأحكام العرفية في عموم البلاد، وإغلاق مقر البرلمان وتكليف رئيس هيئة الأركان بقيادة البلاد، في حين صوت البرلمان بالرفض على هذه القرارات.

ووفقا لوكالة يونهاب الرسمية، قال الرئيس يون خلال مقابلة تلفزيونية اليوم الثلاثاء إن الأحكام العرفية تهدف إلى القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية والحفاظ على الحرية والنظام الدستوري. وفي كلمة مباشرة بثتها قناة “واي تي إن” التلفزيونية، قال يون إنه سيقضي على “القوات السافرة المعادية للدولة والمؤيدة لكوريا الشمالية”.

من جهتها، قالت وكالة رويترز إن الجيش في كوريا الجنوبية أعلن حظر الأنشطة البرلمانية والحزبية، وإن وسائل الإعلام ودور النشر ستكون تحت سيطرة قيادة الأحكام العرفية. كما تضمنت التعليمات أمرا للأطباء المضربين بالعودة إلى عملهم خلال 48 ساعة، وأصدرت وزارة الدفاع بدورها بيانا دعت فيه قادة الجيش إلى الاجتماع وتوخي الحذر واليقظة.

قائد الأحكام العرفية

وتولى رئيس هيئة الأركان العامة في كوريا الجنوبية الجنرال بارك آن-سو، مهمة قيادة الأحكام العرفية بحسب ما نقلته وكالة يونهاب.

وأصدر الجنرال بارك تعليمات تقضي بحظر جميع الفعاليات والأنشطة السياسية، بما في ذلك المظاهرات الاحتجاجية في البلاد. وأشارت التعليمات إلى أن منتهكي قرارات الأحكام العرفية قد يتم اعتقالهم دون الحاجة إلى قرار قضائي.

رفض البرلمان

وردا على ذلك، قالت رويترز إن البرلمان الكوري الجنوبي صوت بالرفض على قرار فرض الأحكام العرفية، بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300.

وكانت المعارضة دعت نوابها إلى الالتحاق بالبرلمان، كما أظهرت مقاطع فيديو بثت على منصات التواصل اشتباكات بين متظاهرين وقوات من الجيش.

وندد زعيم المعارضة لي جاي-ميونغ بهذه القرارات، معتبرا أنها “غير قانونية”، كما دعا المواطنين إلى التجمع أمام البرلمان للاحتجاج عليها. وقال لي إن “قرار الرئيس يون سوك يول غير القانوني بفرض الأحكام العرفية هو باطل”، مضيفا في خطاب تمّ بثه عبر الإنترنت بشكل مباشر “رجاء، توجهوا الآن الى الجمعية الوطنية. أنا ذاهب إلى هناك أيضا”.

وجاء قرار يون بعد رفض الحزب الديمقراطي المعارض مشروع قانون الميزانية في البرلمان، علما أنها المرة الأولى منذ عام 1980 التي تعلن فيها الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.

اجتماع وزارة الدفاع

هذا وأمر وزير الدفاع “كيم يونج-هيون” بعقد اجتماع للقادة الرئيسيين، كما دعا إلى تشديد اليقظة، وذلك بعد أن أعلن الرئيس “يون سيوك-يول” تطبيق الأحكام العرفية الطارئة في البلاد. وأضاف البيان أن الوزير كيم يونج-هيون أمر أيضًا الجيش بالبقاء في حالة تأهب طارئ، بحسب وكالة “يونهاب” للأنباء.

وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلن “يون”حالة الطوارئ وتطبيق الأحكام العرفية، مشيرًا إلى الحاجة إلى القضاء على القوات الموالية لكوريا الشمالية ودعم النظام الدستوري.

وقال “يون” في بيان طارئ، أوردته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية “يونهاب”، إنّ إعلان تطبيق الأحكام العرفية من أجل القضاء على القوى الموالية لكوريا الشمالية والدفاع عن النظام الدستوري الحر. وأضاف: “من خلال إعلان الأحكام العرفية، سأعيد بناء وحماية جمهورية كوريا الحرة التي تواجه تحديات كبيرة ولتحقيق هذه الغاية، سأقوم بالتأكيد بالقضاء على القوى المناهضة للدولة والمذنبين وراء تدمير البلاد، الذين ارتكبوا أعمالًا شريرة حتى الآن”.

وأكد الرئيس الكوري الجنوبي أن هذا الإجراء لا مفر منه لضمان حرية وسلامة الشعب واستدامة البلاد من تصرفات القوى المناهضة للدولة التي تسعى للإطاحة بالنظام، ونقل بلد سليم إلى الأجيال القادمة.

ردود فعل

وفي أول رد فعل على هذه التطورات المتسارعة، دعت السفارة الصينية في سول مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي “الحذر”.

وقالت السفارة في بيان إنها “تنصح المواطنين الصينيين في كوريا الجنوبية بالتزام الهدوء وتعزيز يقظتهم في مجال السلامة والحد من التحركات غير الضرورية وتوخي الحذر عند التعبير عن آرائهم السياسية”.

من جهته، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن إدارة الرئيس جو بايدن “على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع عن كثب”. وتعد سول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين.

والأحكام العرفية هي مجموعة من القواعد والتدابير الاستثنائية التي تلجأ إليها الدولة في ظل ظروف طارئة تسمح لها بصورة مؤقتة بتعطيل كل أو بعض القوانين السارية فيها، لدرء الأخطار التي تتعرض لها البلاد.