بدأ العديد من النازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم في الجنوب، الذين نزحوا منها بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان.
وازدحمت طريق الجنوب في منطقة صيدا بالعائدين إلى منازلهم، بعد أن نزحوا منها لأكثر من شهرين. وحمل العائدون أعلام حزب الله وصور الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله.
وقبل 66 يوماً، غادر أهل الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية بفعل عدوان اسرائيلي همجي غادر. غادروا قراهم وبلداتهم وتركوا الأرواح والقلوب معلّقة في الوديان والجبال، عند فوهات بنادق المجاهدين، فهناك تُحفظ الودائع وترسم مآلات المقبل من الأيام. هم أقرب إليهم من حبل الوريد، بنيانٌ واحد، صانعو أفراحهم والانتصارات، عزهم السرمدي الذي لا يشبهه شيء.
اليوم يعودون، مرفوعي الرأس، كما كان يقينهم من اللحظة الأولى، يقينهم الممتد من يد سيدهم المرفوعة دائماً بوجه العدو، من صوته الذي هتف في محضر الظالم، مرتكب الإبادة وقتلة الأطفال أن “هيهات منا الذلة”، وأنه “لا تراجع عن خيار المقاومة الإسلامية”، حتى آخر نفس وحجر. وهكذا كان. صدق وعده، وعلت رايته، وقُهر عدوه، وانتصر دمه.
اليوم يا سيد المقاومة، عاد محبوك ومجاهدوك والمؤمنون بنهجك فعلاً وقولاً إلى أرضهم. لم ترتجف لهم يد، بقوا ثابتين على وصيتك، على درب ذات الشوكة، ومضوا. لا يُلام عدوك إن ظنّ أن بقتلك يلحق بأهلك الهزيمة المنشودة منذ أعوام طويلة. لم يدرك بعد أنك أثرٌ عظيم كبير جميل أبدي كجدك الإمام الحسين (ع)، لكنه سيفعل مع الأيام.
سيعلم حقاً أن أهلك وشعبك هم امتداد لك، وأنك لا تموت، وهنا معجزة الشهادة. هنا تفسير ما حدث في الخيام والبياضة وعيتا ومارون الراس وعيناتا والعديسة، حيث بقينا وانتصرنا رغم كل شيء، وحيث عدنا رغم تحذيرات العدو الاسرائيلي الذي ظنّ أنه هو من سيعطينا “الضوء الأخضر”. عدنا، وظلّ مستوطنوه ينتظرون “الضوء الأخضر” وظلّت مستعمراتهم خاليه وقرانا عامرة، كما أردت يا أبانا وكما وعدت.
علت كلمتك أيها الشهيد الأغلى، يا أمين عام المقاومة، وسحق جبروت رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تحت أقدام رجالك وأبنائك.
هنا، من كل قرية وواد على امتداد لبنان، تجلى زمن النصر مجدداً.. ومن الخيام.. وقف النازحون العائدون ليروو بكلماتهم أروع صور البطولة، من حيث سقطت ألوية النخبة، من حيث هُزم العدو.. كفركلا ايضاً وصل إليها أهلها، رغم الدمار الكبير الذي لا يتقن العدو سواه.
ومن صور، والبقاع، حيث جاد أهل قراه وبلداته بأغلى ما يملكون من أجل المقاومة وبقاء رايتها مرفوعة.
وانتصر لبنان بعد 66 يوما من العدوان الإسرائيلي علي لبنان، حيث تصدت المقاومة الإسلامية على مدى (66) يوماً للجيش الاسرائيلي، الذي أعلن ايضاً عن عملية برية، حيث دارت مواجهات عنيفة بين حزب الله وقوات الاحتلال على مختلف المحاور، خصوصاً في مدينة الخيام، حيث أفشلت المقاومة مخططات الجيش الاسرائيلي باحتلالها، كما تصدت المقاومة لمحاولات العدو التقدم بريا في عند محور بلدة شمع طيرحرفا.
وكبدت المقاومة قوات الاحتلال خسائر كبيرة في العديد (أكثر من 100 قتيل بحسب غرفة عمليات المقاومة)، كما دمرت عشرات الدبابات والآليات المختلفة.
وطال العدوان مناطق في الجنوب اللبناني والبقاع، حيث ارتكب الاحتلال عشرات المجازر، راح ضحيتها بحسب آخر احصاء لوزارة الصحة اللبنانية (3823) شهيداً و(15859). كما شملت الاستهدافات مناطق في شمال لبنان وفي الجبل وصيدا.