دخل وقف اطلاق النار بين لبنان والكيان الاسرائيلي حيز التنفيذ بعد (66) يوماً على عدوان اسرائيلي، بدأ يوم الاثنين في 23 أيلول الماضي.
وبدأ العديد من اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم في الجنوب، الذين نزحوا منها بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان. وازدحمت طريق الجنوب في منطقة صيدا بالعائدين إلى منازلهم، بعد أن نزحوا منها لأكثر من شهرين.
وحمل العائدون أعلام حزب الله وصور الامين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله.
وقبل ساعات من وقف اطلاق النار، استبق جيش الاحتلال الاسرائيلي سريان الاتفاق، بسلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق في العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية، وقرى في الجنوب والبقاع.
واستهدفت قوات الاحتلال خلال العدوان العاصمة اللبنانية بيروت بعدد من الغارات، كما شنت غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية، مدمرة مئات الأبنية السكنية، وخلفت دماراً واسعاً في الأماكن المستهدفة.
وطال العدوان مناطق في الجنوب اللبناني والبقاع، حيث ارتكب الاحتلال عشرات المجازر، راح ضحيتها بحسب آخر احصاء لوزارة الصحة اللبنانية (3823) شهيداً و(15859). كما شملت الاستهدافات مناطق في شمال لبنان وفي الجبل وصيدا.
ونفذت قوات الاحتلال خلال العدوان سلسلة من الاغتيالات، أبرزها للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، والشيخ نبيل قاووق، بالإضافة إلى عدد من القادة الجهاديين في حزب الله أبرزهم الحاج علي كركي “أبو الفضل”، وغيره من القادة المجاهدين.
كما اغتالت قوات العدو الإسرائيلي قادة من فصائل المقاومة الفلسطينية، من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وغيرهما.
وسبق العدوان على لبنان تنفيذ العدو عدة ضربات أمنية استهدفت المقاومة الإسلامية، وأبرزها تفجيري أجهزة البايجر واللاسلكلي، والتي أدت إلى استشهاد عشرات المجاهدين، وإصابة المئات.
وأدت الحرب إلى نزوح آلاف المواطنين عن قراهم في الجنوب والبقاع، إلى مناطق مختلفة من لبنان، خصوصاً في الجبل والشمال وبيروت، كما نزحت مئات العائلات إلى سوريا والعراق، حيث وفرت لهم السلطات في كلا البلدين كافة الاحتياجات.
وتصدت المقاومة الإسلامية على مدى (66) يوماً للجيش الاسرائيلي، الذي أعلن ايضاً عن عملية برية، حيث دارت مواجهات عنيفة بين حزب الله وقوات الاحتلال على مختلف المحاور، خصوصاً في مدينة الخيام، حيث أفشلت المقاومة مخططات الجيش الاسرائيلي باحتلالها، كما تصدت المقاومة لمحاولات العدو التقدم بريا في عند محور بلدة شمع طيرحرفا.
وكبدت المقاومة قوات الاحتلال خسائر كبيرة في العديد (أكثر من 100 قتيل بحسب غرفة عمليات المقاومة)، كما دمرت عشرات الدبابات والآليات المختلفة.
ودكت المقاومة قواعد الاحتلال في تل أبيب وفي حيفا وفي معظم مدن الشمال، ووصلت بصواريخها إلى قاعدة “أشدود” البحرية على بعد (150 كلم) عن الحدود اللبنانية. كما نفذت عدة ضربات نوعية، وأبرزها عملية استهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيساريا، وقاعدة بلماخيم ومعسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا، حيث جرى استهداف الجنود في غرفة طعامهم.
ومن الأهداف التي قصفتها المقاومة مقر الكرياه في تل أبيب، والتي تشمل مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو.
ومساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في لبنان، واصفا ذلك بأنه “نبأ سار”. كما قال بايدن في بيان مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيهيئ الظروف اللازمة لعودة الهدوء في البلاد.
وأضافا أن من شأن هذا الاتفاق أن “يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق”.
جاء إعلان بايدن، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان. من جانبه، قال مكتب نتنياهو إن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بأغلبية 10 أصوات مقابل اعتراض صوت واحد.
وكشف أن أحد أسباب وقف إطلاق النار في لبنان هو لغايات تحديث القوى وتجديد المخزون العسكري، قائلا إنه كان هناك تأخير كبير في توريد الأسلحة والذخائر وهذا التأخير على وشك الانتهاء قريبا.