تعيش مناطق الجنوب الواقعة تحت سيطرة فصائل المرتزقة الموالية للتحالف جنوب اليمن، فوضى عارمة ومعاناة شديدة اثر فشل حكومة المرتزقة الموالية للتحالف مايزيد من معاناة المواطنين بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وانقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار وما يزيد المعاناة أكثر، تدهور الريال اليمني دون وضع حد لانهياره.
وعلى سياق الفوضى، أعلن المجلس الانتقالي، تدشين اسقاط “المجلس الرئاسي وحكومته” رسميا، باقتحام قصر المعاشيق واسقاط الرئاسي وحكومته.. يتزامن ذلك مع ضغوط واسعة على المجلس لتوريد الإيرادات وتفكيك فصائله المسلحة وسط محاولة للهرب نحو أزمات جديدة.
ومنح المجلس الانتقالي ابرز اذرعه المحلية بالتصعيد ضد الحكومة والرئاسي. ونظم المجلس اجتماع برؤساء نقابات عمال الجنوب والاتحادات والهيئات الأمنية والعسكرية اجتماع برئاسة القائم بأعمال رئيسه علي الكثيري والعائد مؤخرا من الامارات ناصر الخبجي ورئيس هيئة المصالحة والتشاور محمد الغيثي.
وقال الخبجي خلال اللقاء ان الانتقالي لا يمانع من تظاهرات سلمية ضد الانتقالي في دعوة غير مباشرة لهذه الكيانات التابعة له بتفجير الوضع. وشن الكثيري والخبجي هجوم على حكومة المرتزقة والمجلس الرئاسي التي يشكلان جزء كبير منها متهمين إياها بالفساد ومطالبين بالإصلاح الإداري والمؤسسي. ويأتي اللقاء وسط حالة احتقان غير مسبوقة مع بلوع انهيار العملة ذروته وسط انقطاع للمرتبات.
ولم يتضح بعد ما اذا كانت الدعوة للتظاهرات من قبل مكون رئيس في سلطة المرتزقة الموالية للتحالف محاولة لامتصاص الاحتقان الشعبي خشية ارتداد عكسي ضده ام لدوافع أخرى لكن تزامنه مع اللقاءات التي يعقدها سفراء أجانب برئيس المجلس عيدروس الزبيدي بعد استدعائه للرياض يشير إلى ان التظاهرات ضمن محاولات مناورة بغية الهرب من المقصلة الحقيقة التي يواجهها المجلس المنادي بالانفصال.
ويتعرض الزبيدي لضغوط تتعلق بتوريد عائدات المحافظات الخاضعة لسيطرته إلى حسابات رسمية في البنك المركزي بعدن ودمج فصائله بوزارتي الدفاع والداخلية التابعة لحكومة عدن وهو ما يرفضه المجلس.
وتم استدعاء الزبيدي إلى غرفة عمليات التحالف في الرياض لأول مرة منذ اشهر. وجاء الاستدعاء عقب لقاءات مكثفة عقدها الزبيدي مع سفراء ودبلوماسيين أجانب. وابرز من التقاهم الزبيدي سفير الامارات ونائب وزير الخارجية الروسي إضافة إلى السفير الصيني.
في هذا السياق كشفت مصادر دبلوماسية عن محاولة الزبيدي قرع وساطة صينية مع من وصفتهم بـ”الحوثيين” عقب رفض روسيا خشية انزعاج السعودية. وأوضحت أن الزبيدي يحاول البحث عن اية مساحة للمناورة للتهرب من ضغوط تفكيكه وتحويله إلى حزب سياسي منزوع الاجنحة بما في ذلك الإيرادات التي يعتمد عليها في تدبير شؤونه.
اعدام متبادل بين الإصلاح والانتقالي
وعلى ذات السياق، تبادلت فصائل المرتزقة الموالية للتحالف جنوب وشرق اليمن، أحكام بالإعدام لقيادات من اصف الأوسط في خطوة تكشف حجم العبث الذي لم يستثني القضاء حتى. فبعد يوم على اصدار حزب الإصلاح قرار بالاعدام بحق قيادات في انتقالي شبوة جدد الأخير احكام اعدام بحق قيادات في الحزب بعدن.
في حضرموت أصدرت محكمة، يتم الإصلاح بادارتها، حكم بإعدام عددا من انصار الانتقالي على ذمة احداث جردان التي وقعت ابان سلطة “الاخوان” في شبوة واسفرت عن مصرع شقيق قائد القوات الخاصة حينها عبدربه لعكب. وقد لقى الحكم الصادر بحق المدعو احمد بن قردع ورفاقه استياء واسع في صفوف الانتقالي حيث وصفت وسائل اعلام المجلس الحكم بانه انقلاب على اتفاق سابق بانهاء القضية من قبل الإصلاح.
ولم يتأخر الانتقالي برده فقد اصدر عبر محكمة في عدن، معقله الأبرز، حكما بإعدام القيادي البارز في حزب الإصلاح امجد خالد والذي كان يشغل منصب قائد لواء النقل بعدن قبل سقوط المدينة بيد الانتقالي في العام 2019. ومع أنه سبق للانتقالي وان اصدر احكام اعدام بحق خالد بعدة قضايا وصفها بـ”الإرهاب” سابقا الا ان الحكم الأخير تم في قضية قتل القيادي ثابت جواس في عدن التي كانت أصلا خاضعة للانتقالي.
وتكشف هذه الاعدامات مدى تطويع القضاء لمصالح حزبية ولأهداف سياسية فقط. كما تكشف ازمة جديدة خصوصا مع إعادة أمريكا الإصلاح للعمل من عدن معقل الانتقالي.
معاناة شديدة للمواطنين
وعلى سياق المعاناة، أعلنت مؤسسة الكهرباء في محافظة لحج، جنوبي اليمن، خروج محطة كليا عن الخدمة. وقالت المؤسسة إن محطة بئر “ناصر العليان” خرجت كلياً عن الخدمة، موضحة أن السبب “نفاد وقود الديزل”.
بدورهم، اشتكى أهالي جزيرة سقطرى الخاضعة لسيطرة فصائل الإمارات، من ارتفاع أسعار الغاز المنزلي. وأفاد أهالي سقطرى أن أسعار الغاز المنزلي بلغت قرابة “23 ألف ريال للأسطوانة (عبوة 20 لتراً)، مقابل 9 آلاف ريال في باقي مناطق حكومة عدن”، وفق مصادر إعلام جنوبية.
يأتي ذلك في ظل الأزمات المركبة التي تعيشها مناطق سيطرة التحالف والفصائل الموالية له، حيث تعاني مدينة عدن ومناطق أخرى من أزمات مركّبة ما فاقم من معاناة المواطنين في ظل استمرار انهيار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية دون وضع أي حلول حقيقية.