الصحفي الأمريكي المخضرم الشهير “بوب ودورد” نشر كتاب بتاريخ 15 أكتوبر الحالي بعنوان “الحرب – war” يقدم نظرة حصرية لكواليس أحداث هامة تعيشها الإدارة الأمريكية منها ما يتعلق بحرب غزة ونتنياهو وبن سلمان وروسيا وأوكرانيا.
الصحفي الاستقصائي “بوب ودورد” يعمل منذ نصف فرن في صحيفة الواشنطن برست الشهيرة ومفجر قضية “ووترغيت” التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون تحدث عن تفاصيل لقاءات وزير الخارجية بلينكن مع بعض الزعماء العرب في جولاته للمنطقة بعيد هجوم “7 أكتوبر المجيد”. فمما جاء فيه:
– في 13 أكتوبر 2023 زار بلينكن الملك الأردني عبد الله الثاني بعمان، فقال له الملك: “قلنا لإسرائيل ألا تفعل هذا، قلنا لهم أن لا يأمنوا حماس، حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، يجب على إسرائيل هزيمة حماس لن نقول ذلك في العلن لكننا ندعم هزيمة حماس”.
– في 14 أكتوبر 2023 زار بلينكن أبوظبي والتقى بمحمد بن زايد فقال له: “يجب القضاء على حماس، لقد حذرنا إسرائيل مرارا من ان حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، يمكننا ان نمنح الوقت لإسرائيل للقضاء على حماس، ولكن يجب عليها أولا أن تساعدنا لكي نهدئ مواطنينا من صور العنف والدمار في غزة، فلتساعدنا اتجاه مواطنينا وسنمنحها المساحة للقضاء على حماس”.
– في 14 أكتوبر 2023 زار بلينكن الرياض والتقى أولا بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان ال سعود، فقال له: “كان يجب على إسرائيل أن لا تأتمن لحماس، وقد حذرنا نتنياهو من ذلك مرارا، فحماس هي جماعة الإخوان المسلمين. -قال المؤلف “بوب ودورد” هذه العبارة سمعها بلينكن من جميع الزعماء العرب الذين زارهم”، وواصل وزير الخارجية السعودي قوله: “الجماعات الإرهابية لا تحاول القضاء على إسرائيل فقط، بل تريد الإطاحة بزعماء عرب آخرين، نحن قلقون مما ستخلفه عملية إسرائيل على أمننا جميعا”.
– في صباح يوم 15 أكتوبر 2023 قام بلينكن بمقابلة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بعدما بقوا في انتظاره الى الساعة 8 صباحا -ووصف المؤلف بن سلمان بالطفل المدلل بسبب استيقاظه المتأخر- فقال لهم بن سلمان: “أريد أن تختفي المشاكل التي أحدثها 7 من أكتوبر. ويجب أن تقوم دولة فلسطينية قبل التطبيع مع إسرائيل، أنا لا أريد ذلك ولكنني احتاجه لتبرير التطبيع، أريد العودة الى رؤية 2030 بالتطبيع مع إسرائيل. يجب ان تكون غزة هادئة أولا لنقوم بالتطبيع مع إسرائيل”.
– قبل عودة بلينكن الى إسرائيل عرج على مصر فالتقى السيسي بالقاهرة، فطلب السيسي من الوفد الأمريكي الخروج ليبقى مع بلينكن بمفردهما، فكان كل كلامه يتمحور حول نقطة واحدة وهي أنه “يريد فقط الحفاظ على السلام مع إسرائيل”، والتقى الوفد المرافق لبلينكن -بعد خروجه من اللقاء بطلب من السيسي- بوزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل. فقدم عباس كامل معلومات هامة للوفد الأمريكي عن عمق وامتداد الأنفاق تحت غزة. وأوضح لهم أن حركة حماس متحصنة بغزة وسيكون من الصعب القضاء عليها. ويجب على إسرائيل ان لا تدخل لغزة دفعة واحدة، بل يجب ان يكون ذلك على مراحل. وان تترك المجال لقادة حماس بالخروج من الأنفاق قبل أن تقوم بقطع رؤوسهم مرة واحدة”.
– يروي الصحفي الأمريكي بوب ودورد في كتابه الحرب تفاصيل اجتماع عقده السيناتور الأمريكي الجمهوري ليندسي غراهام مع ولي العهد في شهر مارس الماضي. وقال غراهام لمحمد بن سلمان أثناء زيارته للمملكة: “دعنا نتصل بترامب”. وكتب ودورد أن محمد بن سلمان طلب من مساعده إحضار حقيبة بها حوالي 50 هاتفًا مؤقتًا غير قابل للتتبع Burner Phones، وأخرج واحدًا مكتوبًا عليه “ترامب 45”. ومن بين الأشياء الأخرى الموجودة في الحقيبة، كما كتب ودورد، كان هناك هاتفًا يحمل اسم “جيك سوليفان”، مستشار الأمن القومي الأمريكي.
فضلا عن كواليس الكثير من اللقاءات والأحداث بين نتنياهو وجو بايدن بشأن العدوان على غزة، يروي الكتاب تفاصيل متابعة الإدارة الأمريكية لعملية الوعد الصادق الأولى الإيرانية على كيان العدو، وتفاصيل سماح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لطائرات الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام أجوائها للتصدي للهجوم الإيراني.
رابط تحميل الكتاب
https://www.alyemenione.com/wp-content/uploads/2024/10/بوب-ودورد-الحرب.pdf