بدا الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، ترتيبات تعد الأولى في تاريخه.. يتزامن ذلك مع فشل محاولات إنقاذه دبلوماسيا وسط ترقب رد قوي.
ونقلت صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية عن مصادر حكومية قولها ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اقل نقل مقر الحكومة من تل ابيب إلى مكان وصفته بالأمن. ولم تخفي المصادر الحديث عن مخاوف الاحتلال من عمليات إيرانية.
ومع أن حكومة الاحتلال ظلت منذ بدء المواجهة المباشرة مع ايران تختبئ في اقبية تحت الأرض بالعاصمة تل ابيب الا ان قرار نقل مقرها إلى جهة مجهولة يشير إلى تطور في المعركة وان الأراضي المحتلة بفلسطين بما فيها العاصمة تل ابيب لم تعد امنة.
ويأتي القرار الإسرائيلي غداة انتهاء جولة مفاوضات جديدة في قطر. ولم تعلن اية نتائج عن الاجتماع الذي ضم مسؤولين من قطر ومصر إلى جانب رئيسا الاستخبارات الامريكية ورئيس الموساد.
وكانت تقارير إعلامية أفادت بان المقاومة وتحديدا حزب الله رفض مساعي لفصل جبهات المحور باتفاقيات خاصة بغزة وأخرى بلبنان وتمسك بان يكون الاتفاق شامل للجبهتين.
وكانت واشنطن التي اوفدت وزير خارجيتها قبل الهجوم على ايران اعادت تحريك ملف غزة ولبنان دبلوماسيا في محاولة لتأخير الرد الإيراني المحتمل على العدوان الصهيوني، لكن يبدو بان الجولة الجديدة من المفاوضات قد فشلت خصوصا مع عودة ايران التي تحدثت تقارير إعلامية اشتراطها وقف الحرب على غزة ولبنان لإلغاء الرد للحديث مجددا على الانتقام من الاحتلال الإسرائيلي.
“حزب الله” يعيد صياغة قواعد المواجهة شمالا
مع اقتراب الشهر الثاني على بدء المواجهات المباشرة بين الاحتلال والمقاومة اللبنانية، بدأت الأخيرة تغيير قواعد اللعبة في تطور لم يشهد له الاحتلال مثيل ، فكيف بدا المشهد خلا الساعات والأيام الأخيرة؟
خلال الايام الماضية وضع حزب الله قواعد جديدة ابرزها طلبه سكان اكثر من 20 مستوطنة شمال فلسطين بإخلائها فورا في حيت تتحدث وسائل اعلام عبرية بدء قوات الحزب التوغل في مستوطنات حدودية.
على الأرض تبدو كتائب حزب الله المسيطرة على المعركة والأكثر ثباتا على الأرض ، فالاحتلال الذي يحاول إخفاء القتلى في صفوف قواته اعترف خلال اليومين الماضيين بسقوط نحو 15 جندي وضابط إضافة إلى سقوط عشرات المصابين وهي المرة الأولى التي يعترف بها الاحتلال بمثل هكذا عدد منذ بدء طوفان الأقصى. هذا الاعتراف الذي ظل الاحتلال يخفيه خلال الايام الأولى من اطلقه عدوان بري جنوب لبنان لم يكن ليحدث لولا بدء المقاومة اللبنانية توثيق مشاهد عملياتها بالصوت والصورة ولحظة تنفيذ الهجمات على قوات وتمركز للاحتلال.
وبث الاعلام الحربي لحزب الله خلال الساعات الأخيرة اكثر من مقطع احدها لاستهداف مباشر لرتل من الدبابات والعربات المدرعة لحظة محاولتها التوغل قرب الحدود اللبنانية وأخرى لاستهداف حافلة تقل جنود وثالثة لاستهداف مباشر لنظام القبة الحديدة داخل قاعدة نفتالي شمال إسرائيل.
هذه التطورات تتزامن أيضا مع فرض الحزب معادلة جديدة بتعميقه الاستهداف الصاروخي المكثف بعمق 10 كيلومتر داخل الشمال الفلسطيني المحتل مع تركيز هجماته بكثافة على منشات حيوية للاحتلال ابرزها مقر الشركات العسكرية في حيفا وعكا.
التحولات في مشهد المواجهة شمال فلسطين المحتلة تأتي مع دخول اليوم الثامن والعشرين من بدء العدوان البري على لبنان واسابيع من ضربات تلقاه حزب الله تمثلت بالاغتيالات التي طالت قيادات الصف الأول إضافة إلى محاولات الاحتلال ارباك الداخل اللبناني بتفجيرات أجهزة الاتصالات والبيجر والاعتداء على القوات الدولية ، وهي مؤشر كما تعترف بذلك وسائل اعلام عبرية بقدرة الحزب على إعادة تجميع صفوفه وتنفيذ الخطط التي كانت اقرت قبل الاغتيالات وبوتيرة عالية.
قد يكون الاحتلال بدا المعركة بقوة سواء على مستوى الضربات الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية او الاغتيالات ومشاهد الرعب التي خلفها في شوارع بيروت، لكنه لم يعد متحكم بمسارها فهو لم يستطيع التوغل سوى ما بين بضعة مئات الأمتار إلى كيلومتر داخل الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وشمال فلسطين وهذه ليست إنجازات في مسيرة الاحتلال الذي حدد نهر الليطاني هدفا له ولا يزال يبعد مئات الكيلومترات عن خطوط التماس، إضافة إلى وعده بإعادة سكان الشمال في غضون بضعة أسابيع، وهذا خلافا لحزب الله الذي وعد بنقل المعركة إلى الداخل المحتل وتهجير مزيد من المستوطنات الشمالية وقد نجح بذلك.