أوضحت صحيفة إسبانية أن اليمن بات اليوم لاعباً محورياً في مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر، حيث جعل من هذه الجبهة المائية المنسية واحدة من أخطر ساحات الصراع الدولي.
وكشفت صحيفة “إل موندو – EL MUNDO” الاسبانية في تقرير لها بعنوان “جبهة البحر الأحمر المنسية” عن تحول اليمن إلى قوة بحرية فاعلة، مشيرة إلى قدراتهم المتنامية واستعدادهم لمواجهة أي محاولات تدخل أمريكية أو إسرائيلية في المنطقة.
وأوضحت أنه في خطوة غير متوقعة، تمكن اليمن من استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” على الرغم من أنه لم يتم تسجيل إصابة مباشرة، إلا أن الصاروخ اقترب منها على بُعد 200 متر فقط، في حادثة تُعد الأولى من نوعها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لافتة إلى أن هذه الخطوة تأتي كتحذير واضح للقوات الأمريكية، بأن اليمن يمتلك القدرات اللازمة لتحدي أساطيلهم المتمركزة في البحر الأحمر، والذي يُعتبر شرياناً حيوياً لحركة التجارة العالمية.
وأضافت الصحيفة الاسبانية، أنه من المثير للاهتمام، أن القوات اليمنية تمكنت من فرض حصار فعلي على حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ما أدى إلى تراجع حركة السفن الإسرائيلية بنسبة 90% بين ديسمبر ومارس، وهو الأمر الذي دفع ميناء “إيلات” الإسرائيلي إلى إعلان افلاسه بسبب شبه انعدام النشاط التجاري.
ولفت التقرير إلى قدرة اليمنيين على استخدام تكتيكات غير تقليدية تشمل القوارب الانتحارية، والغواصات، والطائرات بدون طيار، وحتى الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، مبيناً أن هذه القدرات المتقدمة تثير قلق أمريكا وإسرائيل.
وبينت الصحيفة الاسبانية، أنه ومع دخول اليمنيين معركة البحر الأحمر، فقد باتت المواجهة العسكرية التقليدية تتغير بشكل جذري، فهم لا يملكون جيشاً تقليدياً بالمعايير الكلاسيكية، لكنهم يمتلكون إرادة وتكنولوجيا قادرة على تحدي كبرى القوى، وباتت الولايات المتحدة وإسرائيل أمام واقع جديد، حيث أن أي محاولات للردع قد تصطدم بحائط صلب، فالقدرات المتنامية لقوات صنعاء تجعل من كل حاملة طائرات أمريكية أو سفينة إسرائيلية هدفاً محتملاً.
وأكد التقرير أن الجبهة البحرية التي فتحها اليمنيون، أصبحت ورقة ضغط قوية تتيح لهم دعم غزة عملياً، عبر تشتيت قوى التحالف الأمريكي الصهيوني البريطاني في أكثر من جبهة.