مقالات مشابهة

عميل الموساد “محمد الحسيني” يهدد قادة الأنصار.. ورد الأنصار مفاجئ لقصور الأمراء بلغة الأقحاح: “تحسسوا رؤوسكم”

عميل الموساد المنافق الصهيوني “محمد علي الحسيني” محكوم عليه في العام 2012 ب (5) سنوات أشغال شاقة، ثم (13) سنة حبس مشدد من قبل القضاء اللبناني؛ لثبوت تخابره مع مخابرات كيان العدو الإسرائيلي (الموساد)، قبل أن يهرب للسفارة السعودية في بيروت وتنجح سفارة السعودية في تهريبه إلى المملكة، ليستثمره بن سلمان في بث الفرقة واليأس في محور المقاومة لصالح التطبيع وتعويم الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة، واليوم يردد نبوءات الموساد وتوجهات جيش كيان العدو الإسرائيلي على أنه خبير ومحلل ومطلع على كل ما جرى ويجري وسيجري في المنطقة ولعقود قادمة، مستعرضاً حلول السلام والاستسلام على أنها الحل الوحيد أمام القرار الإسرائيلي الأمريكي النافذ والغير قابل للمواجهة بخلق واقع جديد تنتهي فيه حركات المقاومة وإرادة الشعوب كعقبات متبقية أمام الهيمنة الإسرائيلية وتحقيق التطبيع وتعويم السلام على الطريقة الأمريكية استسلام وخضوع.

وفجأة وبقدرة قادر صهيوني أصبحت قناة “العربية” تقدم ضيفها الشيعي المعمم باللفظ “السيد”، وفجأة تناسى فيلق التكفير الوهابي أسطوانة الصحابة المشروخة والتي أنفقت لأجلها مليارات الدولارات وقتلت بفتاواها التكفيرية عشرات الآلاف في سوريا والعراق واليمن، وفجأة تناسى السديس خطبة التحريض “إن لم تكن حرباً طائفية جعلناها طائفية”، ولأجل بني صهيون تم تعديلها “جعلناها سلامية وانبطاحية للسيد الحسيني قدس الله سره وعلانيته ونياته”، لتعيد السعودية للأذهان الاتفاق الذي جرى بين أمير الدرعية محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب سنة 1745م، على أن تكون السلطة السياسية لبن سعود، والسلطة الدينية التي سيتم عبرها القضاء على أي عائق بفتاوى التكفير وبقية القصة معروفة، فالدين الوهابي قائم على خدمة سلطة بن سعود حسب البند الثالث من الاتفاق: (يلتزم الشيخ بالبقاء تحت راية بيت آل سعود فلا يخرج داعياً إلى غيرهم ولا يرتحل عنهم) حسب ما ورد في كتاب “عنوان المجد في تاريخ نجد” الجزء 1 صفحة 15. للمؤلف عثمان ابن بشر وهو ثقة بالنسبة للوهابية.

ومنذ استشهاد شهيد الإنسانية “السيد حسن نصر الله” ارتفعت مشاهدات “الحسيني” لتؤكد مخططات كيان العدو الإسرائيلي في المنطقة بالتعاون مع محور التطبيع والترفيه بقيادة السعودية، فهو تحدث عن اغتيال قادة المقاومة اللبنانية، وتحدث عن فصل لبنان عن سوريا، وهذا مخطط صهيوني معروف منذ فتنة سوريا في العام 2011م عندما قادت أمريكا والناتو جحافل التكفير الوهابي في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، قبل أن يتمكن حزب الله والجيش العربي السوري من سحقه.

وفي إحدى تقليعات عميل الموساد “الحسيني” في حلقة يوم 5 أكتوبر الماضي، يتحدث في نهاية الحلقة عن مصير اليمن، بعد تحذيره بأيام لقيادة أنصار الله من أن الدور قادم على اليمن وقادته، وأن الوقت مازال سانحا أمام قادة اليمن، عاد لينقض حديثه بأن القرار قد اتخذته بعض الدول في اجتماع جديد، منها أمريكا وبريطانيا باستهداف أبرز شخصيات يمنية قيادية مشيراً إلى أن قيادة الأنصار على رأس القائمة.

أهداف واحدة بين سياق اليوم والأمس

الحسيني تحاشا ذكر “الإمارات والسعودية” مكتفيا بالإشارة أنه لا يريد أن يكمل من هي، لكن المعروف بأن الملف اليمني تديره رباعية العدوان “أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات”، وأن السعودية أصدرت قائمة بأربعين مطلوب لها من قيادة أنصار الله منذ نوفمبر 2017م “قبل فتنة ديسمبر بشهر واحد”، وهذا السياق مهم لفهم المؤامرة وحجم التورط السعودي فيها، لأن الكل يتذكر أيضاً في نوفمبر 2017م عندما قامت السعودية باستدعاء رئيس الحكومة اللبنانية “سعد الحريري” وأجبرته على إلقاء خطاب “شيطنة حزب الله”، وقبلها بشهر واحد فقط “أكتوبر 2017م” دعا وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي “ثامر السبهان” لتحالف دولي ضد حزب الله، وهكذا نفهم السياق، تختلف الحزمة العدوانية بالدرجات والأساليب لكنها تتفق مع نفس الأهداف الحالية لنفس الجهات.

قائمة الـ40 مطلوباً للسعودية كانت خطة الرباعية المشتركة لسحق الأنصار وما تلاها من تصعيد الساحل الغربي قبل أن تحبط القوات المسلحة اليمنية المخطط بصمود واستبسال أسطوري، ويرمي السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأوراق مؤثرة -أبرزها التحذير من الإقدام على خطوات لم يكن اليمن ليقدم عليها بحال اتجه تحالف العدوان بحماقة لاحتلال ميناء الحديدة، فضلا عن توجيه ضربات شديدة الإيلام إلى العمق الإماراتي وتأثير ذلك على التطبيع في القيمة والمضمون-، ما ثبط المؤامرة وأخرجت التطبيع وتحالفه بشكل باهت ومنبوذ.

وبين سياق اليوم والأمس يتم تجديد أهداف اليوم لنفس الأهداف السابقة “تفكيك محور المقاومة” لصالح التطبيع وتعويم الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة، ومن الصعب أن تخفي السعودية ظلها اللئيم وقبل اغتيال شهيد الإنسانية بيوم واحد 27 سبتمبر 2024م أطلقت السعودية ما أسمته “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين” وقالت أن “تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش”، ومن الملاحظ تراجع الحديث عن هذا الأمر برغم حجم التصريح والإطلاق الرسمي وتداعياته وأهدافه، وهو تراجع تكتيكي لصالح إكمال مهام عسكرية توجه ضربات لجسد محور المقاومة قيادة وهيكل وتنظيم وحاضنة، وفي هذا الصدد نذكر من تصريحات الصهيوني الحسيني -ليس كمحلل استراتيجي يعي ما يقول- لكن كببغاء يكشف كواليس ما يدور في الغرف المظلمة، حيث ذكر الحسيني عزم كيان العدو الإسرائيلي استخدام أسلحة ومفاجئات، وهي كذلك بالدمار الكبير والأوبئة، لتوجيه ضربات تحبط حاضنة المقاومة وإضعاف إرادة القتال والصمود لديه باعتباره العمق الإستراتيجي لمحور المقاومة.

رسالة قدرة واقتدار

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فتصريحات “الحسيني” سرعان ما قابلها عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي، برسالة قدرة واقتدار واضحة من قوم أقحاح المنطق والسلاح: “نتعاطى بجدية مع التهديدات التي تطلقها قناة العربية باستهداف قيادات انصار الله ليس فقط باعتبارها تهديدات أمريكية وبريطانية بل وسعودية وإماراتية وسنرد بالمثل لأننا نعرف الدول الأخرى التي تحفظ عن ذكرها المتحدث السعودي، وعلى قادة تلك الدول تحسس رؤوسهم في حال ارتكابهم لأي حماقة”.

ظن ضلع الخيانة العربي أن تواريه عن المشهد وتقييد الجريمة ضد مجهول داعشي صهيوني سيحافظ عليه للنفاذ بجلده وعقاله وحتى عمامته الوهابية، لكن الفعل المفاجئ والسلاح المفاجئة والقرار المفاجئ هو ما ترى لا ما تسمع، وبغير توقعات المنجمين وكهنة الأديان والغرف المظلمة والداكنة لفرق الموساد وجماعة 8200 ووكالات السي آي إيه، والإس آي إس، خيارات من نوع جديد لنج غير مسبوق وغير متوقع، لن تقلب الطاولة فحسب، بل ستعيد رسم الخارطة بحبر ولغة الأقحاح، ستتحدث الأرض بالعربية كما لم تتحدث من قبل، عربي قُح، الأرض تتكلم عربي يا بقايا الجواري وبني صهيون، لغة النصر والإيمان، لغة الشام واليمن، لغة الحسين والحسن، وما شاء الله كان ويكون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
19 ربيع الآخر 1446هـ
الموافق 22 أكتوبر 2024م