أعلنت شرطة كيان العدو الإسرائيلي عن اعتقال 7 مستوطنين صهاينة من أصل أذربيجاني بتهمة التجسس والعمل لصالح إيران لمدة عامين، وتنفيذهم نحو 600 عملية، بما في ذلك مشاركة معلومات حول القواعد الجوية التي استُهدفت في الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته طهران على كيان العد الإسرائيلي مطلع الشهر الجاري.
كما تم اتهامهم بتقديم معلومات عن نظام الدفاع الجوي لكيان العدو الإسرائيلي “القبة الحديدية” ومحطة كهرباء الخضيرة، ونقل معلومات استخباراتية مباشرة إلى إيران.
ووفقًا لجهاز أمن الاحتلال “الشاباك”، حصل الفريق الذي كان يعيش في شمال إسرائيل على آلاف الدولارات، بعضها بالعملات الرقمية. وتم الكشف عن أسماء المتهمين اليهود وهم: عزيز نيسانوف، ألكسندر سيديكوف، فياتشيسلاف غوششين، يفغيني يوفي، يغئال نيسان، واثنين من القُصَّر.
وقال بيان الشرطة: “كشفت التحقيقات أن المتهمين قاموا على مدى أكثر من عامين بتنفيذ مجموعة من المهام الأمنية المختلفة لصالح وكالات الاستخبارات الإيرانية، بتوجيه من عميلين إيرانيين يُدعيان ألخان وأوران. وكان أعضاء الخلية على دراية بأن المعلومات التي كانوا يقدمونها تضر بأمن الدولة، وفي بعض الحالات قد تساعد العدو في تنفيذ هجوم صاروخي”.
وأضاف البيان أن المجموعة قامت بمئات المهام لجمع المعلومات حول قواعد الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء إسرائيل، مع التركيز على قواعد سلاح الجو والبحرية، والموانئ، ومواقع أنظمة الدفاع الجوي “القبة الحديدية”، والبنية التحتية للطاقة.
وشملت الأنشطة تصوير المواقع المختلفة التي سلمتها المجموعة لوكلاء الاستخبارات الإيرانية، باستخدام معدات متقدمة كانوا قد اشتروها مسبقًا، وكل ذلك بتوجيه من العملاء الإيرانيين. وطُلب من الخلية أيضًا جمع معلومات حول عدد من المواطنين الإسرائيليين بهدف استهدافهم في المستقبل. ومن المتوقع أن تقدم النيابة العامة لائحة اتهام في الأيام المقبلة.
وذكر رونين سولومون، محلل استخبارات إسرائيلي، أن التواصل بين الخلية وإيران ربما تم باللغة الآذرية. وقال: “هذا أحد أساليب وحدة 840 ووحدة 4000 التابعة للحرس الثوري الإيراني”، مضيفا: “لكن كيف تمكنوا من العمل بشكل سري لمدة عامين؟ هذا أمر مذهل”. وأكد مكتب المدعي العام الإسرائيلي أن “هذه واحدة من أخطر القضايا التي تم التحقيق فيها في السنوات الأخيرة”.
وقال آشر بن أرتزي، الرئيس السابق للإنتربول في الاحتلال الإسرائيلي، لشبكة “إيران إنترناشيونال”: “لم أتوقع أبدًا أن أرى شيئًا كهذا في حياتي. مساعدة العدو في وقت الحرب، أنا في صدمة”. وأضاف بعد عقود من الخدمة الأمنية، أن هذا الحادث سيتسبب في صدمة كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي الصغير الذي لا يتجاوز عدد سكانه 10 ملايين نسمة. “إنها خيانة”، و”أسوأ شيء يمكن أن يقوم به مواطن”.
وقال: “لديهم دماء على أيديهم”، معتقدًا أن الخلية قدمت معلومات حول هجوم حزب الله على قاعدة وحدة جولاني النخبوية، الذي أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة العشرات. وأضاف: “لست متأكدًا أن هذه هي نهاية القصة”، متوقعًا ظهور المزيد من القضايا المشابهة في المستقبل.
وقال يارون بنيامين من وحدة “لاهف 433” لصحيفة “واي نت” الإخبارية: “هذه واحدة من أخطر الحوادث الأمنية التي تم التحقيق فيها هنا”، مضيفًا أن “هناك احتمالاً كبيرًا بأن يكون البند الرئيس في لائحة الاتهام هو مساعدة العدو في زمن الحرب، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن مدى الحياة”.
وذكر أن الهجوم الصاروخي الذي شمل 181 صاروخًا باليستيًا كان له تأثيرات بسبب المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الخلية الأذربيجانية التي كان دافعها “العطش للمال”. وأُلقي القبض على المشتبه بهم أثناء قيامهم بمهمة تصوير في جنوب الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بنيامين إن العلاقة مع إيران كانت تُدار عبر وسيط تركي يُدعى الحسن. وأضاف أن جميع المشتبه بهم كانوا على علم بأنهم يعملون لصالح إيران، و”كانوا يعلمون أنهم ينفذون مهام لصالح دولة معادية، وبالتالي العقوبة المتوقعة ستكون شديدة للغاية”.