مقالات مشابهة

“صيّاد” حزب الله تستهدف منزل “نتنياهو” بعد استهدافها معسكر “غولاني” والاحتلال يتلقى صدمة وفشل أمني ويؤكد: يصعب رصدها واعتراضها

اقتحمت طائرة مسيرة لحزب الله، صباح اليوم السبت، أجواء كيان العدو الإسرائيلي متجاوزة جميع منظوماته المهترئة لتصل منفجرة في منزل رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

واثارت المقاومة اللبنانية، جدلا واسعا عقب تنفيذها استعراض جوي في سماء الاحتلال الإسرائيلي. وحاز مقطع فيديو لتحليق طائرة مسيرة لبنانية بالقرب من مروحية عسكرية للاحتلال على تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويظهر المقطع لحظة تحليق مروحيات الاحتلال بحثا عن مسيرة لبنانية في سماء تل ابيب قبل ان تظهر المسيرة تحلق بجوار المروحية وتم تصويرها من قبل مسيرة أخرى. والمقطع التقط قبل لحظات على قيام المسيرة باستهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وأكدت مصادر عبرية أن “المسيرة التي أصابت منزل نتنياهو بقيساريا انفجرت رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها طيلة الوقت”، في حين سارع مصدر في مكتبه للتأكيد على أن “رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا في منزلهما بقيساريا وقت انفجار المسيرة”، حد زعمه.

وأفادت وسائل إعلام العدو، بتعزيز حالة التأهب حول كل رموز السلطة في “إسرائيل” عقب استهداف منزل “نتنياهو” بمسيرةٍ انقضاضية من لبنان، قالت: إن “المسيرة التي انفجرت في قيساريا من طراز تلك التي أصابت معسكر غولاني ويصعب اعتراضها”. فيما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤول استخباري إسرائيلي تأكيده أن الهجمات بالمسيّرات التي يطلقها حزب الله عادت بقوة بعد فترة هدوء طويلة نسبياً، مشيراً إلى أن “إسرائيل تواجه صعوبة في التصدي لها”.

وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار في مدينة حيفا وخليجها ونحو 40 موقعاً في شمالي فلسطين المحتلة، وأن مليوني مستوطن دخلوا الملاجئ وسط أنباء عن تنفيذ حزب الله هجوماً واسعاً بالصواريخ والمسيرات.

وبعدما أكّد مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنّ المسيّرة التي أطلقت من لبنان وانفجرت في قيسارية صباح اليوم استهدفت منزل نتنياهو بصورة مباشرة، بدأ المعلقون العسكريون ووسائل الإعلام العبرية بانتقاد عمل منظومة الاعتراض التي لم تمنع مسيّرات حزب الله من الوصول إلى هدفها، وإقرارهم في المقابل على تطوير الحزب لعملياته بشكلٍ متزايد.

صدمة لإسرائيل وفشل أمني خطير

بدورها، اعتبرت وسائل إعلام الاحتلال، أن استهداف منزل نتنياهو من قبل حزب الله مثل صدمة لإسرائيل وفشل أمني خطير. وأقر إعلام الاحتلال بمعضلة مسيّرات حزب الله التي تطورت عملياته درجات إضافية، والرقابة العسكرية تحظر نشر المزيد من تفاصيل استهداف منزل نتنياهو.

وبعدما أكّد مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنّ المسيّرة التي أطلقت من لبنان وانفجرت في قيسارية صباح اليوم استهدفت منزل نتنياهو بصورة مباشرة، بدأ المعلقون العسكريون ووسائل الإعلام العبرية بانتقاد عمل منظومة الاعتراض التي لم تمنع مسيّرات حزب الله من الوصول إلى هدفها، وإقرارهم في المقابل على تطوير الحزب لعملياته بشكلٍ متزايد.

منزل قيسارية شمالي “تل أبيب” عادةً ما يقضي نتنياهو وعائلته عطلة يوم السبت فيه، إلا أن تقارير إخبارية قالت إن نتنياهو وزوجته لم يكونا في المنزل وقت وقوع الانفجار، في المقابل سارعت رقابة الاحتلال العسكرية إلى حظر نشر تفاصيل استهداف منزل نتنياهو. ونقلت إذاعة جيش الإحتلال عن مصدر عسكري، إنّ الأجهزة الأمنية “تحقّق في الثغرات الأمنية التي سمحت بوصول مسيّرة لمنزل نتنياهو في قيسارية”، حيث ترى أجهزة الأمن في وصول المسيّرة إلى قيسارية “فشلاً أمنياً خطيراً جداً”. ورفعت حالة التأهب “حول كل مسؤولي السلطة في كيان العدو الإسرائيلي عقب استهداف منزل نتنياهو بمسيّرة من لبنان”، وفق ما أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وفي هذا الإطار، أشار إعلام إسرائيلي إلى أنّ “المسيّرة ظلّت تتجوّل لساعة قبل أن تستهدف المبنى في قيسارية”، واصفاً ما جرى بـ”الصباح القاسي”، بينما أغلقت الشرطة شوارع في مدينة قيسارية بعد الحادثة، ومنعت وسائل الإعلام من الاقتراب من مكان سقوط المسيّرة، مع حديث عن تشويش حصل في نظام تحديد المواقع (GPS). من جانبها، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن أحد المستوطنين في قيسارية، قوله: “أعيش قرب منزل رئيس الحكومة كان هناك انفجار قوي والشرطة أقامت حاجزاً ولم تسمح لي بالدخول إلى الشارع”.

ردود فعل الإعلام العبري

وتعليقاً على استهداف منزل نتنياهو، قال مراسل شؤون عسكرية في قناة “كان” الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، إنّ “حزب الله يطوّر أسلوبه بإطلاق عدّة مسيّرات معاً لجعل الأمر صعباً على منظومات الاعتراض”، مؤكداً أنّ “حزب الله يرتقي في عملياته درجة إضافية، وما جرى حادث دراماتيكي جداً”. وأوضح المراسل أنّ “المسيّرة حلّقت مسافة 70 كلم من لبنان، وأصابت المبنى في قيسارية، وهذا المبنى يتواجد فيه أحياناً بيبي”، معتبراً هذا الحدث بـ “المقلق” لأنّ “هذه المسيّرة قطعت مسافة طويلة نسبياً، وأصابت المبنى بصورة مباشرة”.

وكتب إيتاي بلومنتال، أيضاً عبر صفحته في منصة “إكس”: “توثيق يثير الكثير من التساؤلات والشكوك هذا الصباح.. كيف تجاوزت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي كانت تطاردها، حيث تمكنت إحدى المسيّرات إصابة المبنى في قيسارية بشكلٍ مباشر “.

بينما أشار محلل الشؤون العسكرية في القناة ذاتها، روعي شارون، إلى أن “التحقيقات لا تزال تبحث مسار الطائرة المسيّرة لحزب الله والتي أصابت منزل نتنياهو في قيسارية دون إنذار مسبق، وكيف تملّصت من منظومات الدفاع”، مع تأكيده إنه “لا يوجد لدى إسرائيل دفاع مطلق”.

مراسل قناة “كان” في الشمال، روبي همرشلاغ، أكّد أيضاً أنّ “حزب الله على الرغم من تلقيه ضربات قاسية جداً، إلا أنّه ينجح في الاستمرار وإيجاد وتيرة نيران”، مضيفاً “يجب الحفاظ على اليقظة العالية فنحن داخل حرب، فكل ضربة هنا (في إسرائيل) وكل جندي يقتل وإسرائيلي يصاب أو مباني ومصالح تتضرر، هو بالطبع ضربة قاسية جداً ومؤلمة بالنسبة لنا”.

وأشارت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن المسّيرة التي استهدفت منزل نتنياهو في قيسارية هي من نفس طراز تلك التي هاجمت قاعدة “غولاني” قرب بنيامينا، مؤكدةً أن “استهداف منزل نتنياهو شكل صدمة للقيادة العسكرية والسياسية كما حدث حين استهداف قاعدة غولاني”.

هذا وتحدث الكاتب السياسي الإسرائيلي في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، بن كسبيت، عن معضلة المسيّرات وما تسببه من أضرار، وقال: “صحيح أن منظومات الدفاع الجوي اعترضت مئات الطائرات المسيّرة، ولكن في المقابل مئات أخرى اخترقت الأجواء وتسببت بمقتل الجنود والإسرائيليين، وهذه نقطة ضعف”. وفي هذا السياق أيضاً أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أنّ “قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي قصيرة المدى تعاني من بعض أوجه القصور الخطيرة”.

تحقيق أولي

بدورها، قالت وسائل إعلام عبرية، إن تحقيقا أوليا لجيش الاحتلال الإسرائيلي كشف أن الطائرة المسيّرة التي استهدفت منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا من نوع “صياد 107” التي يصعب رصدها واعتراضها.

وذكرت القناة الـ12 الخاصة أن التحقيق كشف أيضا عن كون “صياد 107” هي نوع المسيّرة نفسها التي ضربت قاعدة تدريب للواء غولاني في منطقة بنيامينا الأحد الماضي. وأضافت القناة أن الحديث يدور عن طائرة مسيرة يصعب رصدها واعتراضها بسبب ارتفاعها وطيرانها، وقالت إن التحقيق الأولي أظهر أنه تم إطلاق 3 طائرات مسيرة في الحادث، وتم اعتراض اثنتين منها وفُقد الاتصال بواحدة أثناء المطاردة.

وأشارت إلى أن “صياد 107” هي طائرة مسيرة تكتيكية مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية والهجوم، ويصل مدى طيرانها إلى 100 كلم، في حين يتراوح طول جناحيها بين 1.5 متر ومترين. ولفتت إلى أن هذه المسيّرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية عشرات المرات طوال فترة الحرب وألحقت أضرارا بالمواقع والمباني.

والأحد الماضي، قُتل 4 جنود إسرائيليين وأصيب عشرات آخرون بعد أن ضربت طائرة مسيرة لحزب الله قاعدة تدريب عسكرية لوحدة غولاني قرب بنيامينا جنوبي حيفا.

وكان حزب الله أعلن الخميس الماضي أنه بصدد “الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع العدو الإسرائيلي”، ولم يوضح الحزب تفاصيل هذه المرحلة، لكنه قال إن “مجريات وأحداث الأيام القادمة ستتحدث عنها”.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان -بينها حزب الله- بدأت عقب شن كيان العدو إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان -بما فيها العاصمة بيروت- عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

ويوميا يرد حزب الله بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما يعلن كيان العد الإسرائيلي جانبا من خسائرها البشرية والمادية تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر.