على وقع الضربات التي يتلقاها جيش الاحتلال في الجنوب اللبناني من المقاومة الإسلامية، بدأ الإعلام العبري بالقول إن حزب الله يتعافى، وبذلك تنتهي نشوة الأيام الأولى بإنجازاتها التكتيكية.
في هذا السياق، نشرت صحيفة معآريف مقالاً للمحلل العسكري، آفي أشكنازي، يعتبر فيه أن هدف حزب الله الذي ظهرت عليه علامات التعافي، تحدي إسرائيل في حرب استنزاف، ويسأل الكاتب عن استراتيجية إسرائيل الغامضة في هذه الحرب، ويحذّر من الانغماس في الوحل اللبناني، مؤكداً بأن الكيان يخوض معركة طويلة.
النص المترجم للمقال
لقد تعرض حزب الله لضربة قوية في الأسابيع الأخيرة، لكنه أظهر في الأيام الأخيرة علامات التعافي. لدى حزب الله هدف واضح: مواصلة تحدي إسرائيل في حرب الاستنزاف، ولكن ما هي استراتيجية إسرائيل؟
في 6 يونيو 1982، دخل جيش الدفاع الإسرائيلي إلى لبنان لصد الإرهابيين من جنوب لبنان. ثم تم الترحيب بمقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي بإلقاء الأرز والحلويات. وسرعان ما تحول الترحيب الاحتفالي إلى كابوس استمر 18 عاماً من الانغماس في الوحل اللبناني.
لقد تعرض حزب الله لضربة قوية في الأسابيع الأخيرة. لقد اختطف جيش الدفاع الإسرائيلي في كل الاتجاهات. كان الشعور بالنشوة موجوداً هنا بكميات كبيرة وهذا صحيح تماماً.
لكن حزب الله بعد الضربة الأولى بدأ يظهر علامات التعافي. صحيح أنه تعرض للخطر. وتضررت بعض آليات عمل التنظيم. لكن حزب الله منظمة إرهابية كبيرة وقوية وتتمتع بقدرات كبيرة. من السابق لأوانه الحديث عنه بصيغة الماضي.
وقد أظهر حزب الله علامات التعافي في الأيام الأخيرة. وفي بعض الأماكن في لبنان حارب ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي. وأطلق عشرات الصواريخ من مختلف الأنواع على إسرائيل، من المطلة وكريات شمونة إلى تل أبيب وريشون لتسيون.
يطلق من خلال وحدته الجوية الوحدة 217 مئات الطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، أدت إحداها إلى الكارثة الثقيلة في قاعدة تدريب لواء غولاني بالقرب من بنيامينا، وهي الكارثة التي سقط فيها أربعة مقاتلين وأصيب نحو 60 آخرين بجروح خطيرة.
وفي غضون أيام قليلة، سيكمل الجيش الإسرائيلي سيطرته على مناطق في جنوب لبنان. لكن لم يقم المستوى السياسي بصياغة خطة بعد هذا الإجراء. أين نذهب في عمق لبنان؟ أو العودة إلى الوطن في إسرائيل؟ أو ربما البقاء في المكان.
حزب الله يحاول وسيواصل محاولة جر الجيش الإسرائيلي إلى الداخل، إلى عمق الأراضي اللبنانية. وسيحاول تحدي إسرائيل في حرب استنزاف. سيكون الأمر معقداً من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي. إسرائيل بنيت للحروب القصيرة. والسؤال هو ماذا يريد المستوى السياسي: تعميق القتال في لبنان باتجاه الليطاني، أو بشكل عام التحرك نحو غرب بيروت كما حدث عام 1982، في حرب لبنان الأولى.
ليس لدى إسرائيل حالياً استراتيجية شاملة لنهاية المعركة، ولم تتخذ إسرائيل قراراً بشأن إيران متى وكيف ستتصرف. إن الطائرة بدون طيار التي تم إطلاقها بالأمس في قاعدة غولاني ليست نجاحاً لحزب الله، بل هي فشل لإسرائيل. نحن نخوض معركة طويلة، ومن الممكن جداً أن نغرق في الوحل اللبناني. الأسئلة الوحيدة المفتوحة هي إلى متى وما هو الثمن الذي سيتم دفعه.