جاوز العدو الإسرائيلي كل الخطوط الحمراء في عدوانه الغاشم على لبنان، مستهدفاً في المقاوم الأول المدنيين.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد بلغ عدد الشهداء حتى كتابة التقرير 182 شهيداً، و727جريحاً، وهي حصيلة أولية، فيما العدد مرشح للزيادة.
ويأتي هذا العدوان الغاشم على جنوب لبنان بعد أيام من جرائم مماثلة، استهدفت المدنيين في حادثة ما يسمى بواقعة “البيجر” الثلاثاء الماضي، والاتصالات اللاسلكية، ثم العدوان على الضاحية الجنوبية في بيروت يوم الجمعة، وأسفر جميعها عن مئات الشهداء والجرحى.
ويعد هذا التصعيد الصهيوني تجاه لبنان هو الأكبر منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، حيث كانت المواجهة تقتصر على الجانب العسكري، فمجاهدو حزب الله ومنذ دخولهم جبهة الإسناد مع غزة في الثامن من أكتوبر تشرين الأول الماضي كانوا ولا يزالون يختارون المواقع العسكرية الصهيونية، في حين كان جيش الاحتلال يتحاشى استهداف المدنيين، لكن غارات اليوم على جنوب لبنان تشير إلى أن العدو الإسرائيلي يمضي في سيناريو ومخطط جديد، يتجاوز كل القواعد، والخطوط الحمراء.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن الأسبوع الماضي انتقال الثقل العسكري من جنوب فلسطين المحتلة إلى الشمال، بغية تحقيق هدفه الأساسي من هذا وهو إعادة النازحين الذين تم تهجيرهم من شمال فلسطين المحتلة ويقدرون بالآلاف بفعل ضربات حزب الله النوعية المساندة لفلسطين.
ويفهم من خلال هذا التصعيد أن العدو يريد رسم معادلة النازحين بالنازحين، فالإيغال في قتل المدنيين في لبنان، قد يجبرهم كما يتصور العدو إلى الفرار من مناطقهم والنزوح، ليشكلوا بذلك ورقة ضغط على حزب الله، تجبره على التراجع وعدم مساندة غزة.
لكن حزب الله وعبر خطاب لأمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله، كان قد تحدى نتنياهو بإعادة النازحين الصهاينة إلى مستوطناتهم في شمال فلسطين المحتلة، مؤكداً أن الحل في هذا يتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة.