مقالات مشابهة

ماذا قال الإسرائيليون عن العملية الاستباقية المزعومة لجيشهم وهجوم حزب الله ؟

زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال على لبنان، أمس الأحد، كان استباقياً، للعملية الموسعة التي نفذتها قوات حزب الله اللبناني، والتي استهدفت 11 قاعدةً وموقعاً إسرائيلياً، فيما اعتبر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الهجوم الإسرائيلي عدواناً في سياق العمليات الهجومية اليومية ضد لبنان .

الأمين العام لحزب الله، أشار في كلمة متلفزة أمس الأحد، إلى أن ما وصفها الجيش الإسرائيلي بالعملية الاستباقية تُعدّ فشلاً عسكرياً واستخباراتياً، وأن ذلك مجرد كذبة، مؤكداً أن كل الصواريخ التي أطلقها حزب الله حققت أهدافها ولم يتم اعتراض أيٍّ منها.

 

عسكرياً، أكد محللون أن قواعد الهجوم والاشتباكات العسكرية في حال الضربات الاستباقية تقتضي وقف وإحباط الهجوم الذي كان محتملاً، ويتم ذلك وفق معلومات استخباراتية دقيقة، حيث لا تتم أي ضربة استباقية إلا بموجب تلك المعلومات، لكن هجوم حزب الله تم بالصواريخ والمسيّرات وحقق أهدافه، وهنا تنتفي صحة مزاعم الهجوم الاستباقي الإسرائيلي، حيث لم يتبين أي أثر له.

 

المواطنون الإسرائيليون في شمال فلسطين المحتلة، كان لهم رأي آخر، سواء في ما يتعلق بالهجوم الاستباقي الذي زعمه جيش الاحتلال، أو ما يخص هجوم حزب الله اللبناني، حيث شعر السكان بأن حكومة الحرب تخلت عنهم، بل تمارس التمييز ضدهم، وهو ما دفع بعدد من المسؤولين الشماليين إلى إعلان مقاطعتهم للحكومة.

 

وتحت عنوان: “إنهم يدافعون فقط عن تل أبيب”: الشماليون الإسرائيليون غاضبون بعد هجوم حزب الله، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن سكان شمال إسرائيل أعربوا عن غضبهم وإحباطهم، يوم الأحد، بعد الهجوم على لبنان ورفع مستوى الإنذارات الأمنية.

 

ونقلت الصحيفة عن عدد من سكان الشمال ومسؤولي المجالس الرئيسة، أنهم على مدى الأشهر القليلة الماضية، أصيبوا بخيبة أمل بسبب عدم وجود حل لاستعادة الوضع الطبيعي لحياتهم، مشيرين إلى أن الأطفال خائفون، وحرية التنقل مقيدة، والناس تنهار مالياً ولا أحد يهتم.

 

وذكرت الصحيفة العبرية أن الغارة الاستباقية التي شنتها القوات الإسرائيلية أصابت إفرات شاهار هوفاف، التي تم إجلاؤها من مستوطنة بيت هليل الشمالية، مع أطفالها في تل أبيب، ونقلت الصحيفة عنها قولها: “الصواريخ تلاحقنا في كل مكان. كنا في تل أبيب أثناء ليلة الهجوم بطائرة بدون طيار [إيرانية] في أبريل، وأيضاً عندما ضربت الطائرة بدون طيار القادمة من اليمن المدينة، لكننا سنعود إلى الشمال على أي حال. في هذه اللحظات بالتحديد تشعر أنك تريد أن تكون في المنزل”.

 

وعقب هجوم صباح الأحد، قالت مواطنة أخرى من سكان الشمال إن متحدث الجيش الإسرائيلي قال: “نحن ندافع عنكم”، مستنكرةً ذلك بقولها: “أنتم تدافعون فقط عن سكان تل أبيب”، مضيفةً: “إنهم يدافعون عن سكان تل أبيب وليس مواطني الشمال. أنا من اليمين، وأتساءل: هل هذه حكومة يمينية؟ إنه لأمر مخزٍ. نشعر وكأن دماءنا لا قيمة لها. لا يمكن إنكار الحقائق”.

 

وأضافت الصحيفة أن مشاعر الإحباط لدى البعض تحولت إلى أفعال، حيث أعلن ثلاثة من رؤساء السلطات في شمال إسرائيل، موشيه دافيدوفيتش، رئيس مجلس ماتي آشير الإقليمي ورئيس منتدى البلدات الحدودية الشمالية، وديفيد أزولاي، رئيس المجلس المحلي للمطلة، وجيورا زيلتز، رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى، يوم الأحد، قطع الاتصال مع جميع المسؤولين الحكوميين، مؤكدين أنهم سيواصلون المقاطعة “حتى يتم التوصل إلى حل كامل وشامل لسكان وأطفال الحدود الشمالية”.

 

وأوضحت أن المسؤولين الثلاثة يطالبون بحل أمني كامل وشامل لإعادة المهجرين إلى ديارهم، وضمان السلامة العامة لجميع السكان، والموافقة على خطة إعادة تأهيل اقتصادي للشمال”.

 

المسؤولون الثلاثة أكدوا أن الهجمة الاستباقية المزعومة لم تقدم “حلاً أمنياً حقيقياً ونهائياً لسكان شمال إسرائيل”، ووصفوها بأنها “ذروة انفصال الدولة عن مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين”.

 

وكتب المسؤولون الإسرائيليون في بيان موجه لقيادات حكومة الحرب: “السيد رئيس الوزراء، والوزراء، وأعضاء الائتلاف، ومسؤولو الحكومة، وكل الموظفين الحكوميين أينما كانوا، لم نكن نهتم بكم طيلة عشرة أشهر ونصف الشهر. ومن الآن فصاعداً، لن نثير اهتمامكم. لا تتصلوا بنا. لا تأتوا إلينا. لا تبعثوا لنا برسائل. لقد كنا نعتمد على أنفسنا حتى الآن. وسوف نستمر في العمل بمفردنا من الآن فصاعداً”.

 

وقال آخرون من سكان الشمال إن “نتائج خوض إسرائيل حرباً موسعة مع حزب الله، لن تقتصر على الشمال. بل إن لها عواقب أمنية واقتصادية أوسع نطاقاً، ومن المحتمل أن تؤثر على البلاد بأكملها”.

 

وأضافوا: “نحن نخوض حرباً صعبة وطويلة في غزة. إن فتح جبهة شمالية ضد منظمة تضم عشرين ضعف عدد أفراد حماس يشكل تحدياً كبيراً. وسوف يصبح مستقبلنا هنا أكثر تعقيداً على نحو متزايد”.

الكاتب إبراهيم القانص