توقّف الكاتب الأميركي إيرون سوبزك عند استطلاع أجراه مجلس شيكاغو للشؤون العالمية في شهر شباط/فبراير الماضي كشف أنّ غالبية 56% من الأميركيين لا يرون أنّ على الولايات المتحدة أن تنحاز إلى طرف معين في الحرب “الإسرائيلية” على (قطاع غزّة).
وكشف استطلاع أحدث أجراه المجلس هذا الشهر أنّ أربعة من أصل كلّ عشرة أميركيين فقط يدعمون إرسال الولايات المتحدة قوات من أجل “الدفاع” عن “إسرائيل” في حال تعرّضت الأخيرة لهجوم.
الكاتب الذي نشر تقريره على موقع Responsible Statecraft، تطرق أيضًا الى استطلاع حديث أجرته شركة “يوغوف” عن هواجس الأميركيين حيال التدخلات الخارجية، إذ تبين أن 79% قالوا أنّهم يدعمون التدخل فقط عندما تهدّد المصالح الأميركية (بينما تراجعت هذه النسبة إلى 49% في حال هوجم طرف حليف).
ووفق سوبزك، فإنّه رغم هذه النتائج تواصل واشنطن الدفع باتّجاه تأجيج لهيب الحرب حول العالم، سواء كان على صعيد التباطؤ في العمل باتّجاه التوصل إلى تسويات سلمية في أوكرانيا وغزّة، تأجيج الصراع مع الصين، أو دفع مبالغ طائلة لا داعيَ لها للبنتاغون ومؤسسة صناعة السلاح.
ويقول تيغر كاس Tucker Kass وهو متحدث باسم “Defense Priorities” إنّ البيانات الصادرة عن الاستطلاعات تفيد بأنّ هناك فجوة بين السياسة الخارجية الأميركية الرسمية والسياسات التي يفضلها الشعب الأميركي، ويُضيف إنّ السياسة المعتمدة في واشنطن هي تدخلية، إلا أنّ الشعب الأميركي وأقله بحسب الإجابات (على الأسئلة في الاستطلاعات) يدعم سياسة أكثر حكيمة، ستكون أفضل من السياسة الراهنة.
ولفت الكاتب إلى أنّ “هناك تراجعًا مستمرًا على مستوى دعم الأميركيين للدفاع عن “إسرائيل” عسكريًا، فبحسب مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، فإنّ الدعم لإرسال القوات الأميركية من أجل الدفاع عن “إسرائيل” كان أكثر بقليل من خمسين في المئة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2021، لكن هذه النسبة تراجعت إلى 41% في عام 2024″.
وأضاف الكاتب “يبدو أنّ الشارع الأميركي يشكك في جدوى التورط العسكري الأميركي في الشؤون العالمية عمومًا، حيث تراجع الدعم لوجود قواعد عسكرية أميركية في دول مثل ألمانيا وتركيا وبولندا ودول البلطيق واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا بين عامي 2022 و2023”.
وتابع “يستطيع الأميركيون اليوم أن يجدوا خيارات بديلة عن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل غير تقليدية، الأمر الذي ربما يؤدي إلى المزيد من الشكوك حيال مواقف واشنطن الرسمية”.
كما كشف استطلاع أجري في تموز/يوليو الماضي أنّ غالبية الأميركيين لا يؤيدون إرسال قوات أميركية من أجل الدفاع عن تايوان أو أوكرانيا، وهو موقف ينسجم مع نتائج استطلاعات حديثة أخرى حول نفس هذه المسائل. ويفيد ذلك بأن الأميركيين على ما يبدو هم أكثر ميلًا نحو ضبط النفس وعدم التدخل في الشؤون الدولية”.