المِنَــحُ الخارجية للسفارة الأمريكية.. بوابةُ الاستهداف الثقافي لليمن

166

كثَّفت السفارةُ الأمريكيةُ في العاصمة صنعاءَ، خلال تواجُدِها إبان الأنظمة السابقة، من استهداف الشعب اليمني في كافة الجوانب، وعلى رأسها الجانب الثقافي.

وتكشف اعترافاتُ شبكة الجواسيس التي بثها الإعلام الأمني جانباً من هذا الاستهداف، الذي طال كُلَّ شيء في الجانب الثقافي، ومنها كيف استغلت السفارة الأمريكية المِنَحَ الخارجية للاستهداف الثقافي لليمن.

وفي هذا الشأن، يقول الجاسوس بسام المردحي: “هنالك عدد من المِنَحِ قدمتها السفارة الأمريكية للمواطنين اليمنيين منها مِنَحٌ في المجال الأمني والعسكري، والتي يقوم بتقديمها الملحق العسكري، ومنها مِنَحٌ أخرى يقوم بتقديمها الملحقُ الثقافي منها منح تبادل ثقافي، ومِنَح تبادل علمي، وهنالك أيضاً منح يتم تقديمها لصحفيين وللرسامين، وللفنانين من مختلف الأطياف، ومن هذه المِنَح التي يقدمها الملحق الثقافي مِنَحٌ التبادل الثقافي للطلاب خريجي الجامعات، ومِنَح تبادل ثقافية”.

ويضيف الجاسوس المردحي: “عندما يسافر الطالب إلى أمريكا يقوم بتدريس اللغة العربية، ودراسة اللغة الإنجليزية، ومنها مِنَحٌ تعليمية يتم إعطاؤها للأوائل من خريجي الثانوية، وتسفيرهم إلى أمريكا للدراسة في الجامعات الأمريكية”.

من جانبه يقول الجاسوس محمد الخراشي: إن “هشام العميسي كان من أهم الأشخاص المعنيين بتقييم النشطاء والناشطين في الساحات، وكان يعطيهم المِنَحَ إلى أمريكا، وكان يقوم بهذا الشيء أيضاً”. ويشير إلى أن إبراهيم الخضر كان يقوم بهذا الشيء، ومنهم كذلك إيناس العليمي، ومصطفى الحرازي، غير أن هشام العميسي هو الذي كان يهتم بالشخصيات البارزة، حيثُ يقيمها، ويقول: هذا جيد، وهذا ينفع، وهذا ما ينفع، ويرسلهم إلى أمريكا.

ويواصل: “أسامة الآنسي كان يعمل لدى السفارة الأمريكية في صنعاء في قسم الملحقية الثقافية، وهو مدير المشاريع والبرامج، وعمله الرئيسي هو تمويل المشاريع والبرامج والمنح التي تهدف إلى غسل أدمغة القائمين الذين يأخذون المِنح، وتجنيدهم لصالح السفارة الأمريكية”.

أما إيناس العليمي، والتي بدأت مسيرةَ عملها في السفارة الأمريكية في القنصلية، ومن بعدها انتقلت إلى قسم الملحقية الثقافية، وتعمل مديرة قسم في الملحقية الثقافية، وهو قسم متخصص في إنشاء أو ترشيح مِنَحٍ للشباب اليمني، وإرسالهم إلى الخارج لغسل أدمغتهم، وإرجاعهم كناشطين أو كخريجين يعملون لصالح الحكومة الأمريكية”.

غسلُ أدمغة الشباب بالثقافة الأمريكية:

من جانبه يؤكد الجاسوس بسام المردحي أنه وبعد أن “يقوم الأشخاصُ بالسفر إلى أمريكا يتم استقبالهم من قبل الجامعات والمعاهد ويتم عملُ برامجَ تعليمية لهم وبرامجَ أخرى يتم من خلالها تغذيتهم بالأفكار والثقافة الأمريكية من تحرر وديمقراطية ومن كلّ الأفكار الغربية التي لا تتناسب مع ثقافة اليمنيين”.

أما الجاسوس عبد القادر السقاف، فيقول: “طبعاً لما يُبعث الشخص إلى هناك يجلس مع عائلة أمريكية تستضيفه”.

ويعقب الجاسوس بسام المردحي على هذا بالقول: “علماً بأنه عندما يسافر بعض هؤلاء الطلاب إلى أمريكا يتم إسكانهم مع أسر أمريكية، وقد تكون هذه الأسر الأمريكية تابعة للـ CIA ويتم استغلال هؤلاء الطلاب وتغذيتهم بالأفكار الأمريكية ويتم استغلالهم للقيام بعمل أبحاث ومقالات مقابل مبالغَ مالية 200 دولار فما فوق، كما يتم أيضاً استقطاب هؤلاء الطلاب وتجنيدهم عبر استغلالهم إما عبر قصص حُبّ أو عبر الجنس أو عبر المخدرات أو عبر سد احتياجات ومساعدات، ويتم أيضاً أخذهم في رحلات في أمريكا، وخلال هذه الرحلات يقومون بتغذيتهم بالأفكار التحررية، ويتم في بعض الأحيان استغلالهم واستقطابهم للتجنيد من نواحٍ متعددة، حيث يعود الشخص بانطباع أن هؤلاء الأمريكيين طيبون، وأنهم أعطوني منحة بالمجان، ومتكفلون بكل شيء بالمصاريف وبالسكن وبكل شيء”.

وفي هذا السياق يقول الجاسوس عبد القادر السقاف: “وجعلهم يغيِّرون أفكارهم تجاه أمريكا، كما أن من ضمن الأهداف خلال هذه الفترة مثلاً الدراسات الطويلة، والسنوات الأكاديمية سواء بكالوريوس،…، يتم إضافة إلى الزيارات الأخرى المتنوعة والزائر الدولي، حتى هو قصير، وهي فرصة هذه الفترة أثناء ما الواحد يتواجد هناك، ويشوف التغيرات والأفكار التي يوَجِّهها أنها فرصة أيضاً للاستقطاب، وتجنيد الناس في هذه المجالات، وهذا كان أيضاً الأهداف المرجوَّة من هذه البرامج”.

مخاطرُ المِنح الخارجية:

ويتعلم اليمنيون -من خلال هذه المنح- الكثيرَ من الظواهر السلبية، يرويها بألسنتهم الجواسيسُ الأمريكيين من الجنسية اليمنية.

وفي هذا السياق يقول الجاسوس عبد القادر السقاف: “هؤلاء الذين يذهبون إلى المنح بعد أن يعودوا من أمريكا يكونون هم دائماً من أول المنادين بالمظاهرات والاحتجاجات والزوبعات، ويكونون غالباً ساخطين، وإبراز ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، ويكونون المطالبين بالتحرر والتحرر الجسدي والتحرر الجنسي، وكذلك تكون البنات من المنفتحات، والمطالبات بعدم الانضباط بالضوابط الشرعية”.

أما الجاسوس محمد الخراشي، فيقول: “خريجو ثالث ثانوي كثيراً ما يسافرون إلى الخارج، ويتم غسل أدمغتهم، ومعظمهم رجعوا بأفكار مختلفة عن قيمهم وعاداتهم التي كانوا عليها، ومعظم البنات بَدَأْنَ يفكِّرْنَ بالاستقلالية، وخلعِ الحجاب، وأشياءَ كثيرة، لم تكن عليها نهائياً قبل أن يسافِرْنَ”.

ويضيف: “الشبابُ بدأوا يفكرون بالحرية وبعضُهم أعلنوا المِثلية في أمريكا، وما عاد رجعوا، حيث جلسوا هناك في أمريكا؛ بذريعة أنهم مثليون وشيء من هذا القبيل، وأصبحوا ناشطين في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا