نشرت صحيفة “الشيوعي” البريطانية تقريراً جديداً رصد تأثيرات العمليات العسكرية اليمنية على العدو الإسرائيلي، مؤكّداً فشل التحالف الأمريكي الغربي الهادف لحماية المصالح الإسرائيلية في البحار إذ باتت واشنطن تسعى الآن للتفاوض مع اليمنيين الذين يواصلون تصعيد عملياتهم دعماً للفلسطينيين.
يقول تقرير الصحيفة البريطانية صراحةً في إشارة إلى واشنطن وحلفائها في المنطقة إن ” الإمبرياليين الغربيين وحلفاءهم العرب شنوّا (غارات جوية) ضد اليمن في محاولة لحماية أرباح شركات الشحن الكبرى – الإسرائيلية، مشدداً على أنّ ما سمّاها (حملة القصف باهظة الثمن) هذه باءت بالفشل الذريع”.
ويوضح التقرير أن سلسلة العمليات العسكرية اليمنية أثارت استياءً أمريكياً غربياً واسعاً ما دفع بواشنطن إلى تشكيل تحالف دولي ضمّ “شركاء عرب سرّيون” مؤكّداً أن عمليات ذلك التحالف أثبتت (فشلاً أمريكياً بريطانياً باهظاً).
وتشدد الصحيفة البريطانية على أن العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر تؤثّر بشكل مباشر على (إسرائيل) وهي التي تراجع اقتصادها منذ أن بدأت عدوانها الأخير على غزّة بشكل كبير.
ويرصد تقرير “الشيوعي” الأثار الكارثية للحصار اليمني على كيان الاحتلال مؤكّداً انخفاض النشاط الاقتصادي في ميناء أم الرشراش – إيلات بنسبة 80 في المائة، مبيّناً أن نصف عمال الميناء “مهددون بالتسريح المفاجئ الآن”.
ويؤكّد التقرير أن العمليات اليمنية تستهدف السُفن الإسرائيلية أو المرتبطة بها أو تلك المرتبطة بالعدوان البريطاني الأمريكي قائلةً إن القوات اليمنية شنّت أكثر من 100 هجوم على السفن قبالة سواحل اليمن، غالبيتها العظمى مرتبطة بـ (إسرائيل أو الولايات المتحدة) الأمر الذي ينفي مجدداً المزاعم الأمريكية الغربية باستهداف خطوط التجارة العالمية في البحار اليمنية إذ تقتصر العمليات على العدو الإسرائيلي والدول المعتدية على اليمن.
ويوضّح التقرير حقيقة عجز التحالف الأمريكي الغربي عن تحقيق أيٍّ من أهدافه مشيراً إلى أن القوات اليمنية مصرّة على إغلاق البحر الأحمر أمام سفن العدو الإسرائيلي حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإغاثةٍ إنسانيةٍ لملايين الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع.
تقول “الشيوعي” إن “طاقم البارجة الأمريكية “يو إس إس أيزنهاور” يشكون من تعرضهم للقصف الصاروخي والطائرات بدون طيار التي تطلقها القوات اليمنية إذ وصف الكابتن “ديف ورو” وهو قائد 4 مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في البحر الأحمر، العمليات اليمنية بأنها “لا هوادة فيها”.
وأضاف التقرير “إن الخزانة الأمريكية تتكلف أكثر من 2 مليون دولار شهريًا فقط لإطعام الطاقم المرافق للسفن الأمريكية والذين تردد أن معنوياتهم محبطة بسبب قضاء سبعة أشهر في البحر في محطاتهم القتالية كل يوم تقريبًا، دون نهاية في الأفق”.
وأمام كلّ هذه الحيثيات يؤكّد تقرير الصحيفة البريطانية أنه “ليس من المستغرب أن تسعى الولايات المتحدة وراء “حل دبلوماسي” لأزمة البحر الأحمر خلف الأبواب المغلقة”.
كما يكشف التقرير عن عرض أمريكي لصنعاء تضمن إزالة تصنيف حركة أنصار الله من قوائم “الإرهاب العالمي” وإلغاء تجميد أصول البنوك، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة في مقابل وقف العمليات في البحر الأحمر وهو ما ترفضه القوات اليمنية الذاهبة إلى مراحل قادمة من التصعيد وصلاً إلى البحر الأبيض المتوسط إسناداً لغزّة.
ويختم تقرير “الشيوعي” بالسخرية من الانهزام الأمريكي الواضح أمام اليمنيين قائلةً “إن الذين أقسمت الولايات المتحدة على عدم التفاوض معهم أبداً في إشارة إلى حركة أنصار الله والقوى اليمنية الأخرى باتت لهم اليد العليا، مما يجبر الولايات المتحدة على عرض التنازلات وهذا يكشف مرة أخرى حالة الإمبريالية الأمريكية المتمددة والضعيفة في الشرق الأوسط.
تفوقٌ متواصل للقدرات العسكرية اليمنية
هذا وخلال الأسابيع الماضية واصل الإعلام الغربي رصد تداعيات تطور القدرات العسكرية اليمنية تزامناً مع إعلان قوات صنعاء بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد في مواجهة العدو الإسرائيلي وأطراف العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وسط توقعات بوصول التصعيد اليمني مرحلته الخامسة والسادسة خلال الأشهر القليلة القادمة حال تواصل العدوان الإسرائيلي على غزّة.
ونشر “موقع “بزنز إنسايدر” الأمريكي تقريراً هاماً رصد تداعيات تطور القدرات العسكرية اليمنية لقوات صنعاء، مؤكّداً بلوغ الصواريخ والمسيرات اليمنية مدايات بعيدة جداً سيما مع العملية الأخيرة لقوات صنعاء والتي استهدفت سفينة حاويات مرتبطة بالعدو الإسرائيلي في المحيط الهندي.
يقول تقرير الموقع المتخصص بالشؤون المالية والاقتصادية إن سفينة الحاويات MSC Orionتعرّضت لـ “هجوم” بطائرة مسيرة ليلة 26 أبريل بينما كانت تبحر في المحيط الهندي جنوب شرق القرن الأفريقي ” مؤكدّاً أن “المسافة التي قطعتها المسيرات اليمنية “كانت غير مسبوقة”.
ويرصد تقرير الموقع تصاعد العمليات العسكرية اليمنية في البحار دعماً وإسناداً لغزّة، مبيناً أن الصواريخ والمسيرات اليمنية مهيأة لضرب مختلف القطع البحرية وصولاً إلى مسافات بعيدة جداً عن البحر الأحمر في المحيط الهندي ووصولاً إلى رأس الرجاء الصالح.
وينقل تقرير “بزنز إنسايدر” عن “بريان كلارك” الخبير في العمليات العسكرية البحرية والزميل البارز في “معهد هدسون” تأكيده أن قوات صنعاء تمتلك “طائرات بدون طيار يمكنها السفر لأكثر من 1000 ميل بحري مثل سلسلة طائرات شاهد” مشيراً إلى أن مدى صواريخ صنعاء البالستية تصل لأكثر من 600 ميل بحري”.
وتعليقاً على عملية قوات صنعاء النوعية في المحيط الهندي يؤكّد “خبير العمليات البحرية” أنها كانت استثنائية وغير مسبوقة على الإطلاق.
كما وينقل تقرير الموقع المالي عن “جيمس باتون روجرز” المدير التنفيذي لمعهد كورنيل لسياسة التكنولوجيا إيضاحه بأن عملية صنعاء في المحيط الهندي كانت مختلفة في حقيقة الأمر وتم تنفيذها على مسافة أكبر من مسافة العمليات السابقة بكثير.
ويشدد “روجرز” في تصريحه للموقع التأكيد إلى أن عملية صنعاء في المحيط الهندي من حيث المدى والقيادة والسيطرة والدقة جاءت رغماً عن تواصل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن والذي هدف إلى إضعاف قدرات صنعاء في الأساس.
وأكّد تقرير الموقع أن الحلف الذي شكلته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر فشل في التصدي لهجمات صنعاء وهي الهجمات التي تتواصل ضد أهدافهم.
وكما ويؤكّد الخبير العسكري “كلارك” أن قوات صنعاء تستهدف من خلال عملياتها العسكرية المتواصلة الضغط على العدو الإسرائيلي في إشارة إلى مسعى صنعاء المتواصل لوقف العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزّة.
كما ويشير الخبر العسكري إلى ضعف المعلومات المتوفرة بشأن القدرات العسكرية التي تمتلكها صنعاء وترسانتها العسكرية القادرة على استهداف مختلف السفن المعادية.
وسلط تقرير “بزنز إنسايدر” الضوء على تطورات قدرات صنعاء العسكرية مشيراً إلى أن الأخيرة تمتلك قدرات عسكرية متطورة في مجال المسيرات تتقدمها مسيرات شهاب وصمّاد وشاهد بعيدات المدى.
التكتيكات اليمنية تستنفذ صواريخ البحرية الأمريكية:
نشرت مجلة “فورين بولسي” الأمريكية مؤخّراً تقريراً سلّط الضوء على تداعي القدرات العسكرية للبحرية الأمريكية مشيرةً إلى أنها تتعرض لاستنزاف كبير أمام قوات صنعاء ذات القدرات العسكرية المتقدمة سيما في مجال المسيرات والصواريخ البالستية.
ورصدت المجلة الأمريكية تداعيات العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر قائلةً إنه و”بعد عشرين عاماً من (عمليات الانتشار غير المتنازع عليها) إلى حد كبير في الشرق الأوسط أصبح لدى البحرية الأمريكية الآن خصم يَردُّ بإطلاق النار” في إشارة إلى شجاعة العمليات العسكرية اليمنية وقدرتها على تقويض الانتشار الأمريكي الهادف لحماية الاحتلال ومصالح واشنطن في المنطقة.
ويوضح التقرير أن البحرية الأمريكية تواجه حرب استنزاف أمام القوات اليمنية التي تتحلى بالخبرة المتزايدة في مجال الدفاع الصاروخي والطائرات المسيرة. ويشير تقرير “بولسي” إلى أن قوات صنعاء وإلى جوار مراكمة الخبرات العسكرية فإنها تمارس حرب استنزاف ضارة ضد الذخائر الأمريكية الدقيقة وهو أمر مقلق وذو أهمية كبيرة.
وتبيّن المجلة الأمريكية هذا الأمر قائلةً إن البحرية الأمريكية استهلكت في يوم واحد من أيام المواجهة المحتدمة في البحر الأحمر أمام قوات صنعاء إجمالي ما اشترته في عام 2023 من صواريخ “التوماهوك” الدقيقة.
وينقل تقرير “بولسي” عن الجنرال “مايكل كوريلا” رئيس القيادة المركزية الأمريكية إيضاحه أن هذا الاستنزاف الضخم للبحرية الأمريكية يحدث فيما “قوات صنعاء” يمكنها استبدال جميع المعدات التي دمرتها الهجمات الأمريكية” بوقت سريع جداً.
التقرير الذي نشرته المجلة تحت عنوان ” البحرية الأمريكية غير قادرة على بناء السفن” رصد جوانب الضعف الكبيرة للبحرية الأمريكية في مواجهة التهديدات الكبيرة وفي مقدمتها المنافسة العسكرية مع الصين.
عمليات صنعاء زعزعة ثقة البحرية الأمريكية والبريطانية في قدراتها
وفي السياق، كان قد نشر موقع “ميتا ديفانس” الفرنسي المتخصص في الشؤون العسكرية تقريراً منذ أسبوعين أكّد من خلاله أن التكتيكات اليمنية في الهجوم على السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر زعزعت يقين البحرية الأمريكية بأن أسطولها البحري لا يمكن مجابهته.
ويوضح التقرير الفرنسي أنه حتى وقت قريب كانت البحرية الأمريكية تتفاخر بأنها الأفضل على مستوى العالم وأن لا شيء يمكنه مجابهة الأسلحة على متن السفن الحربية الأمريكية” مبيّناً أن هذه الثقة تبددت إذ أن “التكتيكات اليمنية زعزعت ذلك اليقين الأمريكي”.
التقرير الذي حمل عنوان “استهلاك الصواريخ ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية المضادة للسفن يقلق البحرية الأمريكية ” أوضح “أنه من الممكن بسهولة أن يجعل اليمنيون السفن الحربية المعادية لهم تحت رحمتهم في أي وقت، إذ ما شنوا هجوماً بعدد كبير من الطائرات المسيرة لاستنفاد مخزون المدمرات من الصواريخ الاعتراضية”.
ويؤكّد التقرير أنه ومع استخدام القوات اليمنية لذلك التكنيك لن تكون السفن الحربية المعادية قادرة على التصدي لأي هجوم ويمكن لقوات صنعاء وقتئذ استخدام صاروخ باليستي أو صاروخ كروز أكثر تدميراً وفتكاً من الطائرات المسيرة لضرب السفن المعادية.
هذا وتتصاعد مظاهر الانهزام الأمريكي البريطاني أمام قوات صنعاء إذ تمكنت الأخيرة من إسقاط رابع طائرة أمريكية خلال فترة الدعم العسكرية لغزّة كما، كما أنها تواصل عمليات استهداف السفن التابعة لكيان العدو والأخرى المعادية بما فيها القطع البحرية التابعة للبحريتين الأمريكية والبريطانية دون قدرة الأخيرتين على وقف ذلك.
كما واستطاعت قوات صنعاء طوال المرحلة الماضية توسيع نطاق عملياتها العسكرية دعماً لغزّة امتداداً من البحر الأبيض المتوسط وصولاً رأس الرجاء الصالح وهو ما يؤكّد فشل التحالف الأمريكي الأوروبي الهادف لحماية المصالح الإسرائيلية في البحار.