كشف خبراء اتصالات دوليين، اليوم الأحد، أسباب انقطاع عددا من كابلات الاتصالات في باب المندب. يأتي ذلك عقب جدل مع انقطاع الاتصالات والإنترنت بعدد من الدول. ونقلت وسائل إعلام دولية عن خبراء قولهم إن الانقطاع ناتج عن سقوط مرساة سفينة الشحن البريطانية، روبي مار. وأوضحت المصادر بان طاقم السفينة قرر إسقاط المرساة في البحر عقب تعرضها لاستهداف في الثامن عشر من فبراير الماضي.
ولم يتضح ما اذا كان إسقاط المرساة في تلك المنطقة التي يمر منها كابلات الاتصالات كان متعمدا أم ضمن محاولات منع غرق السفينة وتثبيتها، لكن الكشف عنه يحسم الجدل الذي اثارته وسائل اعلام أمريكية وإسرائيلية مع تحميل من يصفوهم بـ”الحوثيين” مسؤولية انقطاع الإنترنت والاتصالات رغم تجديد صنعاء تأكيدها عدم استهدافها للكابلات البحرية.
وانقطع الاتصالات والإنترنت عن دول أبرزها الهند ودول أفريقية مع كشف شركة الاتصالات الدولية تضرر 4 كابلات بحرية.. واتهمت صنعاء في بيان لوزارة الاتصالات بريطانيا بالتسبب بقطع الاتصالات والإنترنت في وقت سابق هذا الاسبوع.
محللون روس يفندون مزاعم إسرائيل
هذا وأكد محللون سياسيون روس عدم صحة الرواية الإسرائيلية حول اعمال التخريب لكابلات الاتصالات في البحر الأحمر وان لاعلاقة لصنعاء وللقوات اليمنية بذلك. وقال المحللين الروسيين أناستاسيا كوستينا وبروخور دورينكو، في تقرير لهما في صحيفة “إزفيستيا”:الروسية بعنوان ” كيف يمكن لضرب الكبلات في قاع البحر الأحمر أن يؤثر على الانترنت في العالم.
وتزعم وسائل إعلام إسرائيلية أن “قوات صنعاء ” فجروا كابلات الاتصالات تحت الماء في قاع البحر الأحمر. ومن الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الأمريكية، على عكس وسائل الإعلام الإسرائيلية، لم تغط عملية الإضرار التي لحقت بالكابلات، بل قالت إن القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) تجري تحليلاً لما حدث.
بدروها، نفت شركة الاتصالات الدولية “سيكوم” مؤكدة ليس للحوثيين علاقة بتلف كابلات الإنترنت في البحر الأحمر، موضجة انه مثل هذه الحوادث شائعة جداً في المناطق التي يكون فيها مستوى سطح البحر منخفضاً. وأضافت أن الكابل يمكن أن يكون قد تعرض للتلف بسبب مرساة السفينة أو أي جزء آخر كما يحدث عادةً بسبب انخفاض مستوى سطح البحر.
ومع ذلك، فإن الأضرار التي لحقت بخطوط الاتصال ليست بالضرورة نتيجة للتخريب. وفقًا للجنة الدولية لحماية الكبلات، فإن الغالبية العظمى من الأضرار ناجمة عن سحب معدات الصيد أو سفن الصيد أو المراسي وجرها على القاع.
الأضرار ليست خطيرة
من جانبهم قال محللو منتدى أمن الخليج ان الكابلات، في بعض الأماكن، ممدودة على أعماق ضحلة لا تتجاوز 100 متر، ولا حاجة لوسائل تقنية متقدمة لتفجيرها. وقد أكدت شركة مراقبة الاتصالات NetBlocks أن اتصالات الإنترنت تعطلت جزئيًا في جيبوتي.
وفي الوقت نفسه، يرون أن الأضرار ليست خطيرة، لأن الكبلات الأخرى التي تربط ثلاث قارات- آسيا وإفريقيا وأوروبا- تمر عبر المنطقة نفسها. ووفقاً للبيانات المتاحة، هناك 16 منها في المجمل، وهي تخدم مجتمعة ما بين 17% إلى 20% من حركة الإنترنت العالمية.
وفي الصدد، قال المدير العام لمجموعة CоmNews ورئيس تحريرها، ليونيد كونيك: ”قد تشعر الدول التي تعتمد بشكل رئيس على هذه الكابلات باضطرابات، على سبيل المثال، إيران والعراق، وإلى حد كبير الهند. لن يحدث أي شيء على مستوى العالم، وخاصة أوروبا وآسيا بأكملها. بمجرد الشعور بانقطاع في اتجاه ما من الكابلات، يجري نقل حركة المرور على الفور إلى اتجاهات أخرى في جزء من الميللي ثانية”.
وكانت القيادة في صنعاء قد اكدت اكثر من مرة انها حريصة على سلامة الكابلات البحرية وان عسكرة امريكا وبريطانيا للبحر الأحمر هو السبب في كثير من المشكلات البحرية.