عاودت فرنسا، اليوم الثلاثاء، للاستعراض بالبحر الأحمر بعد أسابيع على التوقف بسبب هجمات يمنية طالت بوارجها. وأعلنت شركة “سي ام ايه. سي، ام، جي” للشحن الفرنسية استئناف عمليات سفنها في البحر الأحمر تحت الحماية الفرنسية.
وأفادت الشركة التي علقت عملياتها خلال الايام القليلة الماضية عقب تعرض احدى سفنها لهجوم يمني بسبب رفضها الانصياع لقرار حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية، في بيان لها بإن احدى سفنها للحاويات وتدعى “جون فيرن” عبرت البحر الأحمر تحت حماية البحرية الفرنسية. وأشارت الشركة إلى ان الفرقاطة الفرنسية “الزاس” رافقتها دون تسجيل حوادث. وكانت الشركة أعلنت قبل أيام تعليق عبور سفنها البحر الأحمر بسبب تصاعد المخاطر.
ومع أن الرحلة الأخيرة للشركة لم تكن متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية وفق مواقع تتبع حركة السفن وهو ما تسمح به اليمن وأكدت على لسان اكثر من مسؤول الا ان الإعلان الفرنسي الجديد المتزامن مع اعلان نشر بعثة الاتحاد الأوروبي العسكرية في البحر الأحمر. عد بمثابة محاولة استعراض خصوصا وأنه يأتي بعد توقف طويل لعمليات البحرية الفرنسية المرافقة للسفن عقب إصابة احدى بوارجها ومنعها من دخول القاعدة البحرية في جيبوتي من قبل اليمن.
ومن شان التحرك الفرنسي الجديد عسكريا دفع اليمن لإعادة استهداف السفن الفرنسية مجددا.
رسائل متبادلة بين صنعاء والاتحاد الأوروبي
هذا، وتبادلت صنعاء والاتحاد الأوروبي، الرسائل بشأن التحركات في البحر الأحمر. وبعد ساعات على تغريدة محمد الحوثي، عضو المجلس السياسي، وهوقيادي يمني بارز، للاتحاد الأوروبي طالبه بأخذ العبرة من بريطانيا ومجددا دعوته للاتحاد بعدم الحاجة لعسكرية البحر الأحمر ومساندة أمريكا لحماية الكيان المحتل وتأمين ارتكابه جرائم إبادة بحق أبناء غزة.
أجرى المتحدث باسم الاتحاد مقابلة حاول خلالها ابداء رسائل طمأنة لليمن بشان عملياته الجديدة. وقال لويس ميغل ان الاتحاد لا يريد التصعيد مع صنعاء ولا سلوك طريق أمريكا بالتصادم مع اليمن حيث رفض تصنيف حركة انصار الله على لائحة الإرهاب، ونفى ان تكون بعثة الاتحاد مرتبطة بحارس الازدهار او اي تحالفات أخرى.
وكان اعتبر الحوثي الوجود العسكري الغربي يزيد من عسكرة البحر الأحمر ويستهدف الملاحة الدولية إضافة إلى تأثيره على سلال سل الإمدادات الغذائية إلى السوق الأوروبية، محذرا من اية حماقة قد يقدم على ارتكابها الاتحاد وتأثير ذلك على السفن والملاحة الغربية.
وتأتي هذه الرسائل عشية تدشين الاتحاد الأوروبي عمل بعثته العسكرية في البحر الأحمر. وتشارك 4 دول أوروبية فقط بالحملة الغربية من اصل 27 دولة.
ضربة صينية لأسطول أوروبا
بدورها، وجهت الصين، الثلاثاء، صفعة قوية لتحالف الرباعي الأوروبي في البحر الأحمر. واعلن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، استعداد بلاده للتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي من اجل دعم حرية الملاحة التجارة وممارسة التعددية وانشاء عالم متعدد الأقطاب متناغم ومتكامل وعولمة اقتصادية شاملة.
وكان المسؤول الصيني وصل إسبانيا احد اهم الدول الغربية وابرز الدول التي لم تشارك بالبعثة العسكرية للاتحاد في البحر الأحمر. واكد الوزير الصيني استعداد بلاده أيضا تنمية العلاقات مع مدريد. ويأتي التحرك الصين عشية انخراط 4 دول غربية بالتصعيد الأمريكي – البريطاني في البحر الأحمر وسط انقسام غربي غير مسبوق.
وترفض الصين عسكرة البحر الأحمر الذي يعد اهم خطوطها الملاحية وسبق لها وأن طالبت بوقف الحرب على غزة لخفض التصعيد في البحر الأحمر. والحراك الصيني يشير إلى توجه بكين نحو كسر محاولات أمريكا وبريطانيا استقطاب الدول الغربية وترويضها لأجندتها في المنطقة وهي خطوة قد تشكل صفعة للدول الغربية التي شاركت بعسكرة البحر الأحمر.
وينفذ اليمن عمليات بحرية مساندة لغزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي جرائم الإبادة على الفلسطينيين في غزة، مؤكدا استمرار العمليات حتى يتم ايقاف العدوان ورفع الحصار على غزة وادخال الدواء والغذاء اليهم.