قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن العالم العربي يدعم القوات المسلحة اليمنية، حيث تحظى هذه القوة بالثناء على دفاعها عن الفلسطينيين.. واكتسبت جماهير جديدة في جميع أنحاء العالم العربي، والكثير منهم لا يعرفون سوى القليل عن تاريخ هذه القوة. وأكدت أنه منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول، بدأت القوات المسلحة اليمنية هجماتها الجريئة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التي تعبر البحر الأحمر.
وذكرت أن حملة قوات صنعاء لم تتسبب في أضرار مادية تذكر للسفن، إلا أنها عطلت التجارة العالمية وعززت سمعة قوات صنعاء كواحدة من أكثر الفصائل نشاطًا في ما يسمى بمحور المقاومة.. في حين قال شاب أردني يبلغ من العمر 28 عاماً ويعيش في المملكة المتحدة: “من بين جميع أصدقائي، هناك تصور إيجابي تماماً عن قوات صنعاء”. “لا أحد لديه شيء حاسم ليقوله عنها في الوقت الحالي.”
وذكرت أن هذه التعليقات تعكس الغضب الشعبي المتزايد في العالمين العربي والإسلامي بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.. إذ قتل أكثر من 25 ألف فلسطيني في القطاع، بحسب مسؤولين فلسطينيين وقد شردت الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب الحرب.
وأفادت أنه في المقابل قتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي في الهجوم، وفقا للأرقام الإسرائيلية..ومع بث لقطات من القصف المميت والأطفال الجائعين مباشرة إلى المنازل العربية، تركز الغضب على المعايير المزدوجة الملموسة وإحجام الغرب عن محاسبة إسرائيل – ليس فقط على هذه الحرب، ولكن أيضًا على معاملتها للفلسطينيين على مدار 75 سنة الماضية. واوردت أن الكثير من هذا الغضب موجه نحو الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل. وقد ازدادت حدة هذا الأمر منذ ضرباتها ضد قوات صنعاء التي برزت كجهات فاعلة مؤثرة وتحظى بشعبية كبيرة”..
وخلص استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في أواخر عام 2023 إلى أن سكان غزة والضفة الغربية المحتلة صنفوا رد فعل اليمن على الحرب بين إسرائيل وحماس على أنه الأكثر إرضاءً بين الجهات الفاعلة الإقليمية. وقالت سدين، وهي طالبة فلسطينية تعيش في القدس: “داعمنا الوحيد هو اليمن”. وقالت إنها لم تسمع عن الحوثيين قبل أن تشاهد لقطات لضرباتهم الدراماتيكية في البحر الأحمر. “لأول مرة أشعر أن هناك من يدعمنا بالأفعال، وليس بالأقوال فقط.”
عمليات اليمن في عمق النقاشات الأمريكية والخسائر بالمليارات
بدروها، قالت صحيفة رأي اليوم اللندنية ان عمليات اليمن في البحر الأحمر صارت قضية راي عام في عمق النقاشات الاقتصادية الأمريكية والحديث عن خسائر بمليارات الدولارات وتبحث عن اقصر الطرق لانتهاءها. وأضافت في مقال اليوم بعنوان كيف ولماذا رفعت “أنصار الله” نسبة التضخّم في أمريكا؟.. انه في مقايسات مئات الأمريكيين الاقتصادية والمالية اليوم تأثير مباشر للمعركة التي تجري على البحر الأحمر في مخاوف ارتفاع نسبة التضخم مجددا حيث الأجواء مماثلة لأجواء فيروس كورونا فيما يتعلق بالمستلزمات غير الأساسية على الأقل.
ونقلت الصحيفة عن أحد المختصين تاكيده على أن ما يفعله أنصار الله على سواحل البحر الأحمر أصبح قضية رأي عام متدحرجة في عمق النقاشات الاقتصادية الأمريكية. مشيرة الى ان مسؤولون كبار بدأوا يتحدثون عن خسائر بمليارات الدولارات في قطاعات التجارة الدولية بسبب نقص وتاثر سلاسل التزويد في قطاع النقل البحري جراء أحداث اليمن واخفاق البنتاغون في إخضاع اليمن لأن الولايات المتحدة عموما تريد ضبط ايقاع “الحوثيين” ومنع عمليات عسكرية واسعة ضد اليمن يمكن أن تخلط كل الأوراق.
وأضافت: المستلزمات الأساسين للمواطنين الأمريكيين لم تتأثر بأحداث البحر الأحمر لكن سلاسل التزويد والمستلزمات الكمالية هي التي تأثرت ومع توسع وانتشار التسوق عبر الشبكة الإلكترونية أصبح توريد قطعة اثاث مستوردة مثلا من أي مكان بالعالم يحتاج لفترة لا تقل عن 3 أشهر.
لذلك وبصورة نادرة دخلت عمليات البحر الأحمر في عمق نقاشات الأمريكيين من كبار المسئولين والاقتصاديين ورموز قطاعات النقل التجارية الدولية بالإضافة الى لجان الكونجرس المختصة فيما تعقد اجتماعات مكثفة استشارية الطابع بين جنرالات القيادة الوسطى والبنتاغون في محاولة لتلمس اقل الطرق كلفة في انهاء الوضع المتأزم قرب شواطئ اليمن.
وتابعت الصحيفة: ان ما تفيد به أوساط واشنطن السياسية والرسمية أن كل المحاولات لإقامة صفقة ما مع “اليمن” عبر الضغط على إيران فشلت بعد إبلاغ طهران وسطاء حركهم الأمريكيون من السعودية وسلطنة عمان بأنها ليست بصدد تقديم خدمة التوسط لصالح الأمريكيين في النزاع مع اليمن مع التذكير بأن الهدوء سيعود للبحر الأحمر ولخطوط الشحن في اللحظة التي يتوقف فيها العدوان على قطاع غزة.
وأضافت بان مسألة العمليات اليمنية في البحر الأحمر بدأت ترهق الإدارة الأمريكية وتسبّب لها الصداع والعسكرين في الاجتماعات المغلقة يعبرون عن خشيتهم من حرب خشنة وعدم وجود تحالف حقيقي معهم في المياه وخشية العسكريين الأكبر كما يرد من تسريبات اجتماعات واشنطن تتمثل في ان القطع البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في مدى القصف للصواريخ البالستية اليمنية بالرغم من كل أنظمة الرادار والدفاع الجوي.
وتصل واشنطن رسائل من حلفاء أساسيين لها يعبرون عن الخشية من عودة الصراع في عمق أزمة يمنية مجددا وقد وصلت فعلا رسائل من هذا الصنف من جانب السعودية ولا تبدو الإمارات مستعدة حتى لخيار عودة التأزيم العسكري في اليمن فيما ترسل البحرين ما يفيد أن رغبتها في السيطرة على الصراع مع اليمن هي الطاغية.