في إطار العدوان الأميركي البريطاني لثني اليمن عن مساندة ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة، وتأكيد اليمنيين أن العدوان لن يمر دون عقاب، وتثبيت موقفهم في البحر الأحمر، نشر معهد statecraft responsibleمقالاً بعنوان “الضربات الأمريكية على اليمن لن تحل أي شيء”، يشير إلى صمود الحوثيين أمام هجمات مماثلة، والهجوم الأميركي الأخير سيحفّز الانتقام في سياق استعادة الردع اليمني، أما عن الحل فشدد الكاتب على الحل السياسي وليس العسكري وهو بكل بساطة وقف إطلاق النار في غزة.
النص المترجم للمقال:
لقد توسعت الحرب في غزة، جاء ذلك مساء الخميس في شكل ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف في الجزء من اليمن الذي يسيطر عليه نظام الحوثي.
لا تخطئ: هذا الإجراء هو تصعيد ونتيجة للهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. أوضح الحوثيون مراراً وتكراراً أن هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر – والتي كانت الضربات الجوية الأمريكية رداً عليها – هي نفسها رد على الهجمات الإسرائيلية المميتة ضد فلسطينيي غزة. ستتوقف الهجمات على الشحن عندما يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة. إذا كان هناك حل دائم للمواجهة العنيفة الحالية في منطقة البحر الأحمر، فسيكون هذا الحل سياسياً وليس عسكرياً فقط، ولن يشمل اليمن والحوثيين فحسب، بل أيضًا إسرائيل والفلسطينيين ووقف إطلاق النار في غزة.
“استعادة الردع“: هو الأساس المنطقي الذي غالباً ما يتم تقديمه لهذا النوع من الضربات الأمريكية، والذي تم التعبير عنه في الكابيتول هيل من قبل أولئك الذين يدعمون الهجوم الجديد على اليمن. ما يُنسى هو أن الطرف الآخر ليس لديه رغبة في “استعادة الردع” أقل من رغبة الولايات المتحدة. وهذا يعني أن هجوماً أمريكياً يحفز الانتقام المضاد بدلاً من التسبب في تراجع الخصم خوفًا مما قد يفعله الجيش الأمريكي بعد ذلك. إن الصراع المتبادل بين الولايات المتحدة وبعض الميليشيات في العراق، حيث يتعرض 2500 جندي أمريكي هناك للهجوم بشكل متكرر، يوضح هذه الديناميكية.
لقد قدم الحوثيون أدلّة كثيرة تفيد بالاعتقاد بأنهم سيردّون بدلاً من الانحناء. إنهم يرحّبون بمواجهة مسلحة مع الولايات المتحدة. بالإضافة إلى الدافع الرئيسي لدعم فلسطينيي غزة، فإن الحوثيين، من خلال استعراض بعض العضلات في البحر الأحمر، يظهرون أنفسهم كلاعب إقليمي يجب أن يؤخذ على محمل الجد. من المرجّح أن رد الحوثيين هو المزيد من العمليات في البحر الأحمر. من الممكن أيضاً وجود أشكال أخرى من الرد ضد الولايات المتحدة.
من غير الواضح إلى أي مدى أدت الضربات الجوية هذا الأسبوع إلى ضعف قدرة نظام الحوثي على إجراء مثل هذه العمليات، أو إلى أي مدى ستؤدي أي هجمات أمريكية لاحقة إلى تدهور الأوضاع. لكن أحد أدلة الإجابة هو أن حوالي ست سنوات من الحرب السعودية – بدعم من الولايات المتحدة – في اليمن، والتي تضمنت هجوماً جوياً مدمراً وحصاراً بحرياً، لم تمنع الحوثيين إما من الرد بهجمات صاروخية في المملكة العربية السعودية أو القيام بعملياتهم الأخيرة في البحر الأحمر. باختصار، من غير المرجح أن تكون هذه الضربات الجوية هي الحل لمشكلة مخاطر الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس.
أخيرًا تشكل السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل وتجاه الحوثيين الأساس المنطقي لمهاجمة الشحن في البحر الأحمر، وسينظر إلى الضربات الأمريكية على نطاق واسع على أنها المزيد من الدعم الأمريكي للدمار الإسرائيلي لغزة. على هذا النحو، فإنه يبعد الولايات المتحدة عن سياسة انهاء الحرب الذي يشنها الإسرائيلي على قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، إنه يضعف استعداد الدول العربية للتعاون مع الولايات المتحدة في مسائل أخرى. وهو يزيد من احتمالية وقوع أعمال انتقامية إرهابية ضد الولايات المتحدة من أولئك الغاضبين من تواطؤ الولايات المتحدة فيما يعتبره الكثير في العالم إبادة جماعية.