فشلت الولايات المتحدة، اليوم السبت، مجددا بإعلان تحالف جديد بالبحر الأحمر. وكانت وسائل اعلام أمريكية أفادت الجمعة بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن يستعد لإعلان التشكيل الجديد الخاص بحماية البحر الأحمر.
وكان يتوقع، وفق المصادر، اعلان التحالف مساء الجمعة، لكن حتى مساء السبت لم يتم الكشف عن القوة الجديدة والمشاركين فيها، في حين بدأت إدارة بايدن الحديث عن تأجيل الإعلان لأيام، وفق ما تم نقله عن منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي ، جون كيربي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعثر فيها واشنطن بإعلان التحالف الذي تحاول الحشد له منذ أسابيع وتهدف من خلاله لتأمين السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، فقد سبق لواشنطن وان غيرت توجهها من تشكيل تحالف جديد إلى توسيع القوة الـ153 مع ان القوة تضم جميع حلفاء واشنطن الدوليين والإقليمين.
ولم يتضح بعد ما اذا كان الفشل الأمريكي ناتج عن خلافات مع حلفائها آلإقليمين ام تواجه صعوبات لوجستية تتعلق بالتمويل، لكن الإخفاق يضاف إلى سلسلة فشل أمريكي في إدارة المعركة في المنطقة في ظل انحيازها الكامل لإسرائيل في حربها على غزة وتصاعد الغضب الشعبي في المنطقة والذي يحد من دعم الأنظمة التابعة لها خشية تداعيات سياسية واجتماعية.
المرحلة الثالثة من التصعيد اليمني ضد إسرائيل
على واقع تظاهرات غير مسبوقة في المدن اليمنية، ابرزها العاصمة صنعاء، حيث احتشد الملايين في ميدان السبعين، لوحت صنعاء برفع وتيرة التصعيد ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى المرحلة ثالثة، فما ابرز مؤشراتها؟ فبعد يوم على تظاهرات ضخمة وصفت بمثابة تفويض يمني شامل للقيادة العسكرية بتصعيد الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي، اعلن متحدث قوات صنعاء شن هجمات جوية واسعة على عمق الاحتلال في مدينة ام الرشراش والمعروفة بـ”ايلات”.
هذه الهجمات التي قال العميد يحي سريع انها استهدفت أهدافا حساسة، تأتي بعد فترة وجيزة على توقفها مع تركيز قوات صنعاء على اغلاق البحر الأحمر والبحر العربي في وجه السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية وهي مؤشر على انتقال صنعاء بالفعل على المرحلة الثالثة من التصعيد او بالتحديد التهيئة لها مع نجاحها بشل الموانئ الإسرائيلية على البحر الأحمر باعتراف مسؤول الاحتلال وعلى راسهم مدير ميناء ايلات الذي اكد في تصريح جديد خسارة 85% من أرباح البحر الأحمر إضافة إلى اعلان كبرى شركات الشحن العالمية تعليق عملياتها عبر البحر الأحمر.
الهجمات الجوية لصنعاء على الجنوب الإسرائيلي ليس بجديد اذ دشنت صنعاء رسميا دخولها على خط طوفان الأقصى بسلسلة هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيرة وصلت حد توصيف الاحتلال ما يدور بأنه حرب جوفضائية، لكن هذه المرة يتم الحديث فيها عن “اهداف حساسة” وهي إشارة إلى أن المرحلة الثالثة قد لا تكون الهدف الضغط على الاحتلال بل لإصابته في مقتل كما هو الحال بالنسبة للسفن التي ستتجاهل توجيهات القوات البحرية وقد تتعرض للغرق خلال المرحلة الثالثة كما المح إلى ذلك قائد لواء الدفاع الساحلي بقوات صنعاء اللواء الركن محمد علي القادر والذي اعتبر الهجمات الحالية بانها مجرد تحذير وانذار لتلك السفن ولم يكن يهدف لإغراقها.
بدأت صنعاء مشاركتها بطوفان الأقصى بهجمات جوية قبل ترقيتها إلى هجمات بحرية جزئية ومن ثم كليا، لكن المسؤولين في صنعاء يؤكدون بان المرحلة الثالثة قد تشهد توسيع لكلا العلميات وتنفيذ أخرى مفاجئة والاهم فيها استحضار القيادات عبارة “اكثر ايلاما” في إشارة إلى انها ستكون قوية خصوصا في ظل تداول انباء عن ادخال أسلحة لم تشارك بعد في العمليات إلى الخدمة.
جهوزية كاملة لأي تصعيد للعمليات في البحر الأحمر
هذا وأكد قائد لواء الدفاع الساحلي في القوات المسلحة اليمنية، اللواء الركن محمد القادري استمرار استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل. وقال القادري في تصريح للمسيرة الجمعة، إن عملية الاستهداف التي طالت سفينة “إم إس سي ألانيا” تمت غرب جزيرة حنيش، وأن جميع السفن المتجهة إلى كيان العدو الإسرائيلي التي تم استهدافها لم تستجب للنداءات.
وأضاف أن التعامل مع هذه السفن يهدف لردعها عن المرور باتجاه الموانئ الإسرائيلية، وأن التعامل خلال العمليات الماضية كان بهدف الردع وليس الإغراق، وأن لدى القوات اليمنية أسلحة قادرة على الإغراق أيضا. ملفتاً إلى أن هناك مرحلة ثالثة ستكون صعبة على العدو الإسرائيلي إذا لم يستجب لوقف العدوان على قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالتهديدات الأمريكية ضد اليمن، قال القادري إن التهديدات الأمريكية لن تخيفنا، وأننا جاهزون لصد أي عدوان على اليمن. وأضاف أن القوات اليمنية تراقب التحركات الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، وأن القوات البحرية اليمنية لا تستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل أو تلك الذاهبة باتجاه موانئها. ولفت القادري إلى أن هناك جهات تابعة للمرتزقة إذا ثبت تورطهم مع الإسرائيلي فسيكون لنا معهم موقف آخر.
سحب للبوارج الأمريكية من الخليج
بدورها، بدأت الولايات المتحدة، السبت، سحب بوارجها من الخليج. يتزامن ذلك مع تلويح اليمن بالمرحلة الثالثة من التصعيد ضد الاحتلال الاسرائيلي – الأمريكي. وأفادت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في بيان لها قبل قليل بأنها تلقت الجمعة 3 اتصالات من سفن تجارية تفيد بتعرضها لهجمات قبالة السواحل اليمنية، مشيرة إلى أنها اكتفت بالإبقاء على اتصال بتلك السفن في ظل عدم وجود بوارج أمريكية في البحر الأحمر في إشارة واضحة إلى عدم تنفيذها اية عمليات انقاذ جديدة كانت تحدثت عنها وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق او حتى مرافقة كانت وعدت بها سابقا.
وبحسب البيان فإن قوات يمنية اتصلت بالسفينة ” MSC ALANYA”” وطلبت منها تغيير وجهتها، في حين تعرضت سفينة أخرى تدعى ” AL JASRAH” لهجوم بطائرة مسيرة تسببت بحريق على متنها إضافة إلى هجوم ثالث بصاروخ بالستي استهدف السفينة ” MV PALATIUM 3″..
واعتبر البيان الهجمات الثلاثة الأخيرة دليل على مخاطر كبيرة في إشارة واضحة للسفن المتجهة للموانئ الإسرائيلية لتغيير وجهتها وعدم القدرة على تأمينها. وكانت الولايات المتحدة أعلنت قبل عدة أسابيع نشرها المدمرتين يو اس اس كارني ويو اس اس مايسون لتأمين الملاحة في البحر الأحمر وذلك في اعقاب تصاعد عمليات صنعاء هناك.
وأكدت صنعاء على لسان متحدثها في وقت سابق الجمعة استهداف قواتها لسفينتي شحن ترفعان علم ليبريا بعد ما رفض طاقمهما الاستجابة لنداءات صنعاء. وتفرض قوات صنعاء حظر مرور كافة السفن المتجهة للموانئ الإسرائيلية تضامنا مع قطاع غزة.
ولم يتضح بعد أسباب سحب أمريكا لحاملة الطائرات، لكن تزامن القرار مع تصاعد الهجمات اليمنية وفشل الاستعراض الأمريكي بتقليلها يشير إلى قناعة أمريكية بعدم جدوى نشر الأساطيل في المنطقة وسط تصاعد المخاوف من إمكانية استهدافها خصوصا مع تلويح صنعاء بدخول المرحلة الثالثة من التصعيد دعما لغزة.
يذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان كان قال في مؤتمر صحفي ان بلاده ستكتفي بحماية سفنها التي لا تمر اصلا عبر البحر الأحمر مشيرا إلى ان البحر الأحمر مشكلة دولية.