الـ27 لطوفان الأقصى.. مجازر واعتقالات للعدو ومشافي غزة تعلن الطوارئ والمقاومة تتصدى للتوغل مخلفة عشرات الجثث وتغرق العدو في رمال غزة

139
المقاومة
طوفان الأقصى

يواصل كيان العدو الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم السابع والعشرين على التوالي، مرتكباً مجازر دامية، ومشدداً حصاره على قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام محلية أنّ الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة في الحي السكني الفاصل بين ساحة الخلفاء الراشدين وشارع الهوجا وسط مخيم جباليا، حيث قصفت طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً كاملاً على رؤوس ساكنيه بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف، ما أدّى إلى وقوع العديد من الشهداء والجرحى. وتُجري طواقم الدفاع المدني، عمليات بحث عن جرحى تحت الأنقاض، في هذه الأثناء، بعد استهداف منزل يعود إلى عائلة “عنبر” في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، فيما أُفيد عن ارتقاء 19 شخصاً حتى الآن.

واستهدف طيران الاحتلال منزلًا يعود لعائلة عنبر في شارع الهوجا في مخيم جباليا شمال القطاع. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة بـ” المجزرة”. وأفادت مصادر فلسطينية بشنّ الاحتلال سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمالي القطاع، بالتزامن مع وصول عدد من إصابات المجزرة في جباليا إلى المستشفى.

وقالت المنظمة في تعليق لها، أن “مشاهد المجزرة التي ظهرت من مخيم جباليا في قطاع غزة عقب الغارات( الإسرائيلية ) الثلاثاء والأربعاء بـ”المروعة “. وأشارت “اليونيسيف” إلى أنه “على الرغم من أننا لا نملك حتى الآن تقديرات لعدد الضحايا من الأطفال جراء الهجوم، إلا أن المنازل دمرت، ويبدو أن مئات الأشخاص أصيبوا وقتلوا، وتفيد التقارير أن العديد من الضحايا كان من بينهم أطفال”.

اعلان حالة الطوارئ

وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة في غزة حالة الطوارئ اثر توقف المولد الرئيسي في المستشفى الإندونيسي، مضيفةً أنّ مئات المرضى والجرحى تحت خطر محدق بسبب توقف المولد الرئيسي. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أنّ المستشفى الإندونيسي لجئ للعمل بخطة استثنائية حالياً عبر تشغيل المولد الثانوي، ما تسبب بتوقف الأنظمة الكهروميكانيكة عن العمل في جميع أقسام المستشفى بما في ذلك أنظمة التهوية.

وأشار القدرة إلى توقف محطة الأوكسجين الوحيدة في المستشفى أيضاً، وانقطاع التيار الكهربائي عن أقسام المبيت واستعمال الإنارة بالكشافات اليدوية، وتوقف عمل ثلاجات حفظ الموتى. وأكد الناطق باسم الوزارة، أن العمل بإطار العمل بخطة استثنائية قد تمكن المستشفى من العمل لبضعة أيام، لكن “إذا لم يصل الوقود فسنصل إلى الكارثة لا مفر”، مناشداً أصحاب الضمائر الحية بالتدخل الفوري لتزويد مجمع الشفاء والمستشفى الإندونيسي بالوقود”.”واتخذت وزار الصحة في غزة إجراءات استثنائية بينها وقف عمل ثلاجة حفظ الموتى لتمكين المستشفى الإندونيسي من العمل لعدد من الأيام”.

هذا وجددت طائرات الاحتلال قصفها لمحيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وسط تحذيرات من توقف خدمات المستشفى قسراً بعد ساعات لعدم توفر الوقود. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان توقف المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في قطاع غزة المحاصر عن العمل بسبب نفاد الوقود، ما يجعل حياة ألفي مريض على المحك، وفق ما أكده مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني.

المقاومة تتصدى للتوغل

على ذات السياق، صدت المقاومة الفلسطينية، منذ ليل الأربعاء الى صباح اليوم الخميس، توغل قوات كيان العدو الإسرائيلي وآلياته في عدة مناطق في غزة. ونقلت مصادر فلسطينية عن اشتباكات عنيفة وانفجارات متواصلة منذ عدة ساعات جراء تصدي المقاومة الفلسطينية لتوغل آليات قوات كيان العدو جنوب حي الزيتون في غزة، وعلى إثر ذلك تدخلت طائرات حربية إسرائيلية وشنت سلسلة غارات جوية في محيط التوغل.

واندلعت مواجهات عنيفة المقاومة الفلسطينية وقوات كيان العدو الإسرائيلي وإلقاء قنابل محلية الصنع تجاه قوات الاحتلال في حي الطيرة برام الله. كما اندلعت إشتباكات عنيفة في الشمال الغربي لمدينة غزة. بدورها، وأعلنت كتائب القسام استهدافها آليتين صهيونيتين في محور شمال غرب غزة بقذيفتي “الياسين 105”.

استهداف تحشيدات العدو

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية استهدافها للتحشيدات العسكرية لـ “جيش” الاحتلال، فيما يتحدث الإعلام الإسرائيلي عن خشيته مما ينتظره في الأيام المقبلة بسبب القتال داخل غزة.

ونشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد من إسقاط عبوة مضادة للأفراد، على قوة راجلة شرق بيت حانون، الواقعة في شمالي قطاع غزة. كذلك، نشرت كتائب القسام مشاهد من التحام مقاتليها مع آليات تابعة لقوّات الاحتلال، شرقي حي الزيتون في قطاع غزة، اليوم، وتدميرها عدداً منها. ويظهر الفيديو خروج مقاتلي القسّام من نفق، ليطلقوا بعدها مجموعةً من قذائف “الياسين 105″، في اتجاه الآليات الإسرائيلية التي اشتعلت النيران فيها. وتأتي هذه المشاهد التي نشرتها القسام، مع اشتداد المواجهات داخل القطاع على محاور عدّة.

وفي وقتٍ سابق، استهدفت كتائب القسام برج المراقبة والاتصالات الرئيسي في موقع “أبو مطيبق” العسكري شرقي المحافظة الوسطى. كما كشفت القسّام، أنّ مقاتليها باغتوا قوّة إسرائيلية راجلة غرب معبر “إيرز” شمالي قطاع غزة، من خلف الخطوط، وأجهزوا على 3 جنود من مسافة صفر.

وفي بيانٍ مشترك، أكّدت كتائب القسّام وسرايا القدس، استهداف التحشيدات العسكرية الإسرائيلية غربي “إيرز” بقذائف الهاون. كذلك، أطلقت كتائب القسّام طائرات انتحارية مُسيّرة عدة من طراز “زواري”، مستهدفةً آليات وتجمعات للاحتلال الإسرائيلي، في غربي منتجع “النور”، جنوبي مدينة غزة. وألقت طائرة أخرى استهدفت موقع “مارس” العسكري شرقي خانيونس، وطائرة ثالثة استهدفت قوات إسرائيلية عند بوابة النسر شرقي المحافظة الوسطى.

16 قتيلاً في يوم دموي

ونتيجةً للخسائر الفادحة التي أوقعتها المقاومة الفلسطينية في صفوف قوات الاحتلال، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أنه “‏يجب أن نعرف أنّ الشعور الذي أصابنا جميعاً يوم 7 أكتوبر سيعود مرة أخرى، في الأيام والأسابيع المقبلة بسبب القتال داخل غزة”.

بدورها، ذكرت صحيفة “معاريف”، ‏تعقيباً على حادثة مقتل جنود إسرائيليين من لواء “غفعاتي” في استهداف ناقلة الجند (نمر) في غزة، أنه “كان من المفترض أن تكون هذه المركبة، هي ناقلة الجنود المدرعة القتالية المتقدّمة التي كان الجيش الإسرائيلي ينتظرها لعقود من الزمن”. وأكدت الصحيفة أنه “كان من المفترض أن يؤدي الاستثمار الضخم من ميزانية الدفاع إلى منع هذه الكارثة”.

وكان الإعلام الإسرائيلي قد أفاد بأنّ عدد قتلى “الجيش” كيان العدو الإسرائيلي بعد الدخول البري إلى غزة ارتفع إلى 16. واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست”، أنّ اليوم كان “أحد أكثر الأيام دموية للجيش الإسرائيلي”، لافتةً إلى أنّ “عدد قتلاه يقارب ربع الحصيلة في مجمل حرب غزة عام 2014 التي استمرت شهراً ونصف الشهر”.

بدورها، أشارت “يديعوت أحرونوت” أيضاً، في تعليق على استهداف جنود الاحتلال وآلياته، سابقاً اليوم، إلى أنّ التهديد المركزي لقوات الاحتلال “يتمثّل بمضاد الدروع لدى المقاومة الفلسطينية، مؤكدةً أنه المسؤول عن سقوط القتلى”. وفي السياق، علّق رئيس حكومة كيان العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الأحداث الأخيرة، في رسالة مصوّرة عبر تطبيق “إكس”، بالقول: “نحن في حرب صعبة.. وستكون حرباً طويلة”، مؤكداً أنه “ستكون لإسرائيل خلال الحرب خسائر مؤلمة”.

بالتزامن مع ذلك، قال وزير “أمن” الاحتلال، يوآف غالانت، إنّ القتلى الإسرائيليين الذين قتلوا في استهداف كتائب القسام ناقلة جند، كانت تحاول التوغّل نحو شمال قطاع غزة، وما حصل “ضربة قاسية ومؤلمة”، مؤكداً أنّ “لهذه الحرب ثمناً باهظاً”. من جهته، أكد رئيس هيئة أركان العدو الإسرائيلي، هرتسي هليفي أنّ “للحرب ثمناً باهظاً ومؤلماً، لكنه ضروري”.

حملة اعتقالات واسعة

ونفذت قوات كيان العدو الإسرائيلي، الساعات الماضية حملة اعتقالات في مدينة الخليل، عرف منهم: رائف برقان، نظام برقان، محمد طلال الرجبي، تامر طلب العجلوني، أيمن الرجبي، محمود نايف العجلوني، عمر أبو حسين، عمار أبو حسين، وسيم زيدان الجمل,

فيما نفذ كيان العدو الإسرائيلي، حملة اعتقالات واسعة في بلدة نعلين برام الله، عرف منهم: رئيس بلدية نعلين الأستاذ يوسف الخواجا، السيد بدر عبد الحليم الخواجا، زوجة السيد بدر عبد الحليم الخواجا، الفتى أحمد بدر عبد الحليم الخواجا، الفتى حلمي بدر عبد الحليم الخواجا، الشاب وصفي نواف عبد الحليم الخواجا. الشاب محمد نواف عبد الحليم الخواجا، الشاب مالك نواف عبد الحليم الخواجا، الشاب أرقم محمد عبد الكريم سرور، الشاب محمد فدائي نمر نافع.

وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع من جراء العدوان، مع استهداف القصف الإسرائيلي لكل مقومات الحياة في القطاع، ومنها قصف المخابز والمراكز التجارية واستهداف المستشفيات ومحيطها، ما أدّى إلى نفص شديد في الغذاء والمياه والوقود اللازم، لتشغيل محطات تحلية المياه ومولدات الطاقة، بالإضافة إلى انهيار الخدمات الأساسية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا