بعد مرور نحو 50 عاماً على مواجهة الصهاينة لحرب برية واسعة النطاق في تشرين الأول 1973، شهدت الأراضي المحتلة صباح السبت، حرباً بريةً واسعة النطاق مع قوات المقاومة الفلسطينية.
إن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص وأسر 350 آخرين في اليوم الأول لهجوم حماس على 7 مدن ومستوطنات صهيونية في جنوب الکيان الإسرائيلي، كان إنجازاً للعمليات الظافرة للمقاومة الفلسطينية في اليوم الأول.
وأعلنت مصادر المقاومة الفلسطينية أنها أطلقت خلال العشرين دقيقة الأولى من الحرب 5000 صاروخ وقذيفة على المناطق المحتلة، وأطلقت كتائب القسام، باعتبارها الجناح العسكري لحركة حماس، المسؤولة عن العمليات العسكرية في جنوب الکيان الإسرائيلي، على عمليتها التاريخية اسم “طوفان الأقصى”، رغم أنه في الوقت نفسه، قصفت المقاتلات الصهيونية مناطق في قطاع غزة.
وكما قال مركز الإعلام الفلسطيني، فقد استشهد ما لا يقل عن 200 فلسطيني وأصيب 1600 آخرين، نتيجة اليوم الأول للحرب الشاملة في فلسطين، وفي هذه الأثناء، يبدو أن رأي الخبراء الأجانب بشأن هذا الهجوم مهم.
جوناثان بانيكوف: وصل الصراع بين “إسرائيل” وحماس إلى مستوى جديد
جوناثان بانيكوف مدير مبادرة أمن الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، وهو أيضًا النائب السابق لضابط الاستخبارات الوطنية للشرق الأدنى في مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، يعتقد فيما يتعلق بالصراعات في قطاع غزة، أن الهجمات على “إسرائيل” في اليوم الأول ليست سوى بداية هذا الصراع، لقد وعد نتنياهو من قبل بفرض ثمن باهظ، ولا يريد التراجع عن هذا الوعد.
إن حقيقة أن هجوم حماس الأخير جاء بعد خمسين عامًا ويوم واحد من بدء حرب يوم الغفران، ستظل مسجلةً إلى الأبد في كتب التاريخ، وهذا مستوى جديد من التوتر.
لقد صدم أكثر من 5000 صاروخ تم إطلاقها على “إسرائيل” من قطاع غزة خلال اثني عشر يومًا، “إسرائيل” والعالم، وكان الهجوم قد تم التخطيط له وجری إعداده بشكل جيد، حيث تسللت حماس إلى “إسرائيل” عن طريق البر والبحر وحتى عن طريق الجو (عن طريق الطائرات الشراعية).
لقد كان فشلاً استخباراتياً لتل أبيب، وكان ذلك انتكاسةً أمنيةً لـ”إسرائيل”، وقوَّض النهج العدواني الإسرائيلي تجاه غزة.
في الوقت الحالي، تتلخص المخاوف الأكبر بالنسبة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية في شقين تقريباً: حماية المواطنين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، ومحاولة منع حزب الله من الانضمام إلى الصراع.
منذ سنوات كانت هناك تحذيرات من احتمال نشوب حرب متعددة الجبهات، وهذا السيناريو قريب من الحقيقة، وبينما دوت صفارات الإنذار بشأن الهجمات الصاروخية على القدس وتل أبيب، فإن الغالبية العظمى من الهجمات تحدث في جنوب “إسرائيل”، وإذا دخل حزب الله الصراع، فسوف تواجه “إسرائيل” حرباً واسعة النطاق لم تشهدها منذ عقود.
کما يؤثر الصراع المطول على الجهود طويلة المدى لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية، وفي حين أن الرياض قد تدعم سراً وخلف الكواليس جهود “إسرائيل” لمواجهة حماس، فمن المرجح أن تكون شوارع المدن العربية غير داعمة لـ”إسرائيل” وتحتفل بالنصر الفلسطيني، والأيام والأسابيع المقبلة لن تحدد مستقبل أمن “إسرائيل” فحسب، بل ستحدد أيضاً مستقبل موقع “إسرائيل” في المنطقة.
ريتشارد ليبارون: تم تهميش تطبيع العلاقات بين السعودية وتل أبيب
ريتشارد ليبارون هو السفير الأمريكي السابق لدى الكويت، والنائب السابق للسفارة الأمريكية في الکيان الإسرائيلي يرى فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في فلسطين، أن هذه الهجمات ستجعل عملية تطبيع العلاقات بين السعودية والکيان الإسرائيلي بعيدة المنال، ويقول إن تصرفات حماس تبعث برسالة واضحة للسعوديين مفادها بأنه لا ينبغي اعتبار قضية فلسطين قضيةً جانبيةً أخرى في مفاوضات التطبيع.
تجلب هجمات حماس احترامًا كبيرًا ومكانةً مؤثرةً بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وظروف الانتفاضة الثالثة أصبحت جاهزةً الآن، كما يتزايد الاحترام لتصرفات حماس في المنطقة، حتى بين مواطني الدول التي أقامت علاقات مع “إسرائيل”.
إن حقيقة أن حماس تمكنت من خلق مثل هذا التحدي الخطير ضد “إسرائيل” سوف يحتفل بها مواطنو المنطقة، وسيتم في المقابل إدانة الإجراءات الانتقامية الإسرائيلية، حتى الآن تمكنت حماس من إحراج القيادة الإسرائيلية وأجهزتها العسكرية والاستخباراتية.
كيرستن فونتنروز: الحصار المفروض على غزة يزداد شدةً
كيرستن فونتنروز هي المديرة السابقة لشؤون الخليج الفارسي في مجلس الأمن القومي الأمريكي ترى فيما يتعلق بحرب حماس ضد الکيان الإسرائيلي، أنه بعد هذه الحرب ستغلق “إسرائيل” قطاع غزة بوجود غير مسبوق وقيود خانقة، ومن المرجح أن تؤثر الحرب الأخيرة على عملية التطبيع بين المملكة العربية السعودية والكيان الصهيوني.
أرييل إزراحي: هذا الهجوم هو نصر عظيم لحماس
أرييل إزراحي هو عضو غير مقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، يرى فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في فلسطين أن التطورات الأخيرة ستعزز موقف حماس في فلسطين وخارجها، لأن حماس تمكنت من كسر الجدار الأمني الإسرائيلي.