اعادت السعودية، اليوم الأحد، تصدير ملف اغتيال الرئيس اليمني الأسبق، إبراهيم الحمدي إلى صدارة المشهد في اليمن في خطوة وصفت من حيث التوقيت بمساعي ابتزاز القوى الموالية لها في اليمن.
وفتح الخبراء السعوديين ملف اغتيال الحمدي بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي. وحاول منظري السياسية الإعلامية في السعودية اسقاط دور السعودية بتصفية الحمدي.. وابرز متناولي الملف صالح العمار المستشار بشركة ارامكوا وقد حاول من خلال تغريدة له استعراض زيارة الحمدي للمملكة عقب تعيينه رئيسا لليمن.
واعتبر العمار فتح الصندوق الأسود لمقتل مؤسس الجمهورية اليمنية الحمدي بمثابة فهم أوسع لأسباب فشل الدولة في اليمن. وتأتي الحملة قبل أيام فقط على حلول ذكرى اغتيال الحمدي التي دبرها المستشار العسكري بسفارة الرياض صالح الهديان بمشاركة قوى يمنية عدة.
وحمل فتح السعودية لملف اغتيال الحمدي في هذا التوقيت ابعاد عدة، ولم يتضح بعد ما اذا كانت الحملة محاولة سعودية لطمس معالم الجريمة التي اعادت صنعاء احيائها بملفات ووثائق أصدرتها دائرة التوجيه المعنوي خلال السنوات الأخيرة أم ضمن اهداف أخرى، لكن تعليقات المهتمين اليمنيين برزت متباينة بين من يرى بانها محاولة سعودية لتصفير ملفات جرائمها في اليمن مع مساعيها عقد اتفاق جديد مع صنعاء وبين من يرى انها محاولة ابتزاز للقوى التي ظلت تابعة لها وشاركت بشكل مباشر بتنفيذ العملية وابرزهم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والذي تعيد الامارات ترتيب عائلته لتصديرها إلى المشهد مجددا وكذا عبدالله بن حسين الأحمر.
وابرز المتفاعلين مع الحملة السعودية صالح أبو عوذل اعلامي جنوبي يرأس مؤسسة اليوم الثامن الإعلامية وقد أعاد في صفحته نشر تحليل امريكي اشار فيه إلى أن احد أسباب اغتيال السعودية للحمدي كان ترتيبه لعقد لقاء مع قادة الدولة جنوب لإعلان الوحدة الوطنية بين جنوب وشمال اليمن وهو ما كانت ترفضه السعودية حينها.
ويعتبر التحليل زيارة الحمدي للسعودية بانها لتهدئة مخاوفها بشأن الوضع في اليمن ولم يكن ناتج عن تقارب بين الجانبين، لكنه اشار إلى تصاعد المخاوف السعودية من تحركات الحمدي وابرزها تهميش القوى القبلية الموالية لها وكذا رفضه تجديد اتفاق الطائف الذي استولت السعودية بموجبها على أراضي واسعة في جيزان ونجران وعسير.