كشفت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، نقاط تفاوض جديدة بين صنعاء والرياض. يتزامن ذلك مع تفاؤل بتقدم في نتائج المفاوضات التي قادتها سلطنة عمات مؤخرا. وأفاد معهد دول الخليج في واشنطن، أحد أذرع الاستخبارات، ومنظري السياسة الأمريكية الخارجية بأن السعودية حاولت من خلال التفاوض مع “صنعاء” تحييد ملفي الحدود والمياه الإقليمية عن الهجمات.
وأشار المعهد إلى أن قرار السعودية التفاوض مباشرة مع “الحوثيين” ضمن استراتيجية تقوم على ركيزتين أبرزها مواجهة النفوذ الإماراتي في الجنوب. واعتبر المعهد السياسية السعودية الجديدة في اليمن تهدف لعزل الرئاسي، مؤكدا بأن قرار استبعاد حكومة معين والرئاسي من المفاوضات تمهيد لإضعافهما وتقويض دولتهما.
وأكد المعهد قرار السعودية للاعتراف بمن وصفهم بـ”الحوثيين” مقابل التراجع عن تمكين حكومة المرتزقة، مرجعا ذلك إلى تنامي النفوذ الاماراتي في جنوب اليمن والذي دفع السعودية للنظر له كتهديد أمني إضافة إلى عجزها عن فرض قواعد اللعبة على الأرض وافتقارها لمحاورين راسخين بين السياسيين والحلفاء القبليين.
كما ألمح إلى أن السعودية تحاول من خلال التسوية تحقيق مكاسب للخروج من الحرب على اليمن ناهيك عن نجاح استراتيجيتها الجديدة في مواجهة الفصائل الإماراتية.
تحذير أمريكي للإمارات
كثفت الولايات المتحدة، ضغوطها على الإمارات في محاولة لثنيها عن ملف التصعيد في اليمن. وعقد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، لقاء جمع وزيرا خارجية الامارات والسعودية يعد الثاني في اقل من 24 ساعة. وقال الوزير في تغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي أنه ركز نقاشه على دعم الجهود الحالية للسلام في اليمن والتنسيق لتسهيل العملية في إشارة إلى المفاوضات التي تقودها مسقط بين صنعاء والرياض.
والمح الوزير إلى تحذيره من تداعيات الصراع بين الطرفين على خط الاقتصاد الجديد الذي يربط الهند بأوروبا عبر السعودية والامارات وإسرائيل في إشارة إلى استخدام بلاده ورقة الخط الجديد للضغط لتمرير اجندتها في المنطقة. كما نشر صورة تجمعه بوزيري الخارجية الاماراتي ونظيره السعودي. وكان الوزير الأمريكي عقد لقاءات منفردة بوزراء الخارجية الخليجين في وقت سابق الثلاثاء، اعقبه بيانات تأييد لمفاوضات السعودية وصنعاء من قبل الخارجية الإماراتية والسعودية.
والحراك الأمريكي في ملف اليمن ضمن مساعي أمريكية السير باتفاق لإخراج السعودية من مستنقع الحرب على اليمن مع نجاحها بتحقيق تقدم كبير في مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل والذي تشترطه واشنطن مقابل وقف الحرب في المين.
وكانت الامارات حاولت خلال الأيام الماضية مع وصول وفد صنعاء إلى الرياض عبر تصدير فصائل المرتزقة الموالية لها جنوب اليمن إلى صدارة المشهد والتلويح بدعم الانفصال في محاولة لعرقلة المفاوضات. وتخشى الامارات تاثير التقدم في سير التطبيع بين الرياض وتل ابيب ما ينهي امتيازاتها كقوة موازية للسعودية في المنطقة.