أكدت الولايات المتحدة، اليوم السبت، مشاركتها بالمفاوضات التي تقودها سلطنة عمان بين صنعاء والرياض. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الامريكية، ماثيو ميلر، المفاوضات التي تحتضنها الرياض حاليا استمرار لجولة مسؤولين أمريكيين كبار شملت السعودية والإمارات وعمان خلال الأسبوع الماضي.
كما أشار إلى أن ما وصفها بـ”المشاركات” بين السعودية و “صنعاء” بالخطوة المهمة باتجاه السلام، على الرغم من تجديد تمسك بلاده بما وصفها تنشيط العملية السياسية برعاية أممية.
ويعد الموقف الأمريكي الجديد تطور لافت خصوصا بعد استمرار واشنطن تعطيل التقارب بين صنعاء والرياض خلال الأشهر الأخيرة وربطها بملفات عدة أبرزها التطبيع السعودية مع إسرائيل. وكانت تقارير إعلامية تحدثت في وقت سابق عن تعهد بن سلمان خلال لقائه وفد “صنعاء” في مسقط بتغيير بالموقف الأمريكي من الحرب على اليمن.
وقصد بن سلمان العاصمة مسقط حيث يقيم وفد صنعاء بعد مشاركته في قمة العشرين التي استضافتها الهند وتم خلالها اعتماد خط بحري وبري جديد يربط السعودية بالسواحل الإسرائيلية. ولم يتضح بعد ما إذا كان تغيير الموقف الأمريكي من مفاوضات صنعاء والرياض تعكس موافقة الرياض على التطبيع أم تحقيق واشنطن لأجندتها من الحرب باعتماد طريق ملاحة جديد موازي لذاك الذي تبنته الصين وأثار حفيظة واشنطن.
اعتراف سعودي لأول مرة
بدورها، أنهت السعودية، جدل سنوات من الحرب على اليمن باعتراف جديد. وكتب الخبير السعودي المقرب من الاستخبارات سليمان العقيلي على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي عبارة “صورة بدون روتوش” أرفقها بعبارة يعترف بها بهزيمة بلاده عسكريا.
وأكد العقيلي بأن بلاده تسعى لهدنة مطولة وإعادة بناء الثقة مع صنعاء بعد أن “أثبت الصراع باستحالة حسمه بالقوة”. وتعليقا على إقصاء بلاده للقوى اليمنية الموالية لها، اكد بأنها لا تفاوض عن أحد وإنما عن نفسها، لكنه أمل في أن تؤدي المفاوضات الحالية في نهاية المطاف لمفاوضات يمنية – يمنية.
وتعد تغريدة العقيلي الذي عرف بتنظيره للسياسة الخارجية للسعودية أول اعتراف من مسؤول سعودي بأن المفاوضات سعودية يمنية وكذلك بأنها تعكس تأكد بلاده باستحالة تحقيق انتصار بالمعركة.