في الوقت الذي تعيشُ فيه الولاياتُ المتحدة الأمريكية أزمةً اقتصاديةً وركودا هو الأكبر على مستوى الدولة ما سبب في ارتفاع معدل التضخم والبطالة في أوساط الأمريكيين، إلا أنها تسعى جاهدة لتقديم وعرض الوظائف أمام اليمنيين؛ الأمر الذي يؤكّـد استهدافَ واشنطن المباشر لهذا البلد الواقع تحت حربها وحصارها منذ 9 سنوات.
وما يُثيرُ الاستغرابَ وعلاماتِ الاستفهام هو انتشارُ إعلاناتٍ مموَّلة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيّام الماضية، تدعو الشبابَ اليمني للالتحاق بالجيش الأمريكي، وذلك تزامناً مع تحشيدات واشنطن الحربية إلى باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر، وسط تحذيرات القيادة الثورية والسياسية لتلك القوات الأجنبية المحتلّة.
الإعلاناتُ الممولة المشبوهة التي حملت شعار (هل أنت من اليمن؟ وظائف عسكرية في الولايات المتحدة!)، تضمنت معلومات عن فرص العمل في الجيش الأمريكي، والمزايا التي يحصل عليها الملتحقون، مثل راتب مجزٍ، وتأمين طبي، وتدريب مهني.
وقد أثارت تلك الإعلاناتُ استهجانَ واستنكار المئات من اليمنيين، الذين اعتبروها محاولة أمريكية لاستقطاب الشباب اليمني وزجه في حروب مستقبلية، داعين إلى سرعة اتِّخاذ إجراءات قانونية لمنع انتشار هذه الإعلانات، وحماية الشباب اليمني من الوقوع في فخ الاستقطاب الأمريكي.
إلى ذلكَ، اعتبر مراقبون سياسيون أن “انتشار هذه الإعلانات في هذا التوقيت، يهدف إلى استقطاب الشباب للعمل في الجيش الأمريكي، في إطار سعي واشنطن إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وذلك بالتزامن مع التحشيدات الأمريكية في البحر الأحمر، ونزول جنود من المارينز والقوات البريطانية في المحافظات الجنوبية المحتلّة”.