السعودية والإمارات.. صراع مصالح في المحافظات الجنوبية الشرقية

90

للسعودية والإمارات أطماع تاريخية في اليمن، فمن الناحية الجغرافية يتسم موقع اليمن بالأهمية الجيو سياسية الأمر الذي جعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية وإشرافه على الممر المائي المهم “مضيق باب المندب” الذي يضبط حركة الملاحة في البحر الأحمر مما جعل اليمن شريكا في أمن الملاحة والطاقة الدولية.

لقد سقطت ورقة التوت منذ وقت مبكر والتي ظلت دولتا الاحتلال الإماراتي والسعودي تتخفيان خلفها بحجة كاذبة وواهية وهي إعادة ما تسمى بالشرعية للحكم ليبرز التواجد الحقيقي من هذا والمتمثل في الاحتلال ونهب ثروات البلاد.

برهنت الأحداث أن السعودية والإمارات كانتا تحرصان منذ سنوات على إيجاد موطئ قدم لهما في اليمن بهدف السيطرة على ثرواته وموقعه المهم، ولم تعد مقبولة أية حجج كاذبة توردها هاتان الدولتان عن سبب تواجدهما في اليمن.

لقد مزقت السعودية والإمارات المحافظات الجنوبية والشرقية وأوجدتا فيها كيانات متصارعة وبحثتا عن العملاء والمرتزقة وأغدقتا عليهم الأموال، وهذه المسألة تتم تحت سياسة فرق تسد وهي سياسة استعمارية بريطانية اتبعتها في إدارة مستعمراتها في مختلف أنحاء العالم.

تعاملت السعودية والإمارات مع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ككيانات بشرية ليس إلا، وبحقد دفين وأذلت المرتزقة بالمال وجعلتهم يتصارعون على الفتات، وهما تستحوذان على المصادر الرئيسية للثروات في مختلف المحافظات.. وعندما تبدأ الأمور تسير نحو التفاوض تحاول السعودية والإمارات جاهدتان أن تظهرا كوسيط، بينما هما الطرفان الرئيسيان في العدوان على اليمن، وهما من قصفتا ودمرتا العاصمة صنعاء وبقية المحافظات طوال ثماني سنوات.

المتابع المنصف للتواجد السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية يخرج باستنتاج مفاده أن احتلال اليمن أبعد ما يكون من رغبة سعودية إماراتية، فالمسألة تأخذ بُعداً دولياً أمريكياً بريطانياً، وما السعودية والإمارات إلا أدوات تنفيذ لمخطط استعماري خبيث لاحتلال اليمن، وإلا ماذا يعني التواجد العسكري البحري الأمريكي الكبير في البحر الأحمر قبالة باب المندب مؤخراً، وكذا التواجد العسكري البريطاني الكثيف في محافظة المهرة.

لقد أتى هذا التواجد بعد أن مهدت السعودية والإمارات الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية للمحتل الأمريكي والبريطاني، وأصبح التآمر على تدمير بلد عربي واحتلاله يتم بأيادٍ عربية، وهي مفارقة عجيبة وغريبة، لم يشهد التاريخ العربي الحديث والمعاصر مثيلا لها.

لكن الأمور ستسير عكس ما تتوقعه الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وأدواتهما الرخيصة السعودية والإمارات، وسيلمسون أن اليمن كان وسيظل مقبرة للغزاة على مر التاريخ.

مصدرالسياسية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا