وجه عيدروس الزبيدي، اليوم السبت، أقوى صفعة لصغير بن عزيز، رئيس الأركان بقوات المرتزقة.
وعقد الزبيدي اجتماع بمحافظ المؤتمر في صنعاء تحت علم “الانفصال”. وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها الزبيدي مسؤول موالي للتحالف من شمال اليمن بدون علم اليمن.
ومع أن الاجتماع لم يناقش شيء جديد، إلا ان وسائل إعلام المجلس حاولت تصويره كرد على بن عزيز باستحضار عبارة “تحرير بلدكم” وهي مصطلح أصبحت القيادات الجنوبية تحاول من خلالها إذلال خصومها من الشمال داخل منظومة السلطة الموالية للتحالف.
وكان بن عزيز وجه تهديد للانتقالي غير مسبوق. وقال بن عزيز في منشور على صفحته بمواقع التواصل بان اليمن لن تستقر إلا موحدة في إشارة إلى رفضه الإعلان الأخير للانتقالي والذي حمل ترتيبات للانفصال.
وتكشف التطورات المتعاقبة عن اتساع رقعة الازمة جديدة داخل القوى اليمنية الموالية للتحالف شمالا وجنوبا والتي تعاني بفعل الصراع على النفوذ والمكاسب الشخصية والامتيازات الأخرى التي يقدمها التحالف.
تقدم للانتقالي في معركة أبين
على سياق اخر، حقق المجلس الانتقالي، سلطة الأمر الواقع جنوبي اليمن، السبت، تقدم عسكري وسياسي كبير في معركة تركيع أبين. وأعلنت فصائل الانتقالي أحكام قبضتها على مديرية المحفد، التي تعد أبرز معاقل خصومه شرقي أبين.
وتداولت وسائل إعلام المجلس صور لمقاتلين من الدعم والاسناد والحزام الأمني وهم يستحدثون مواقع في جبال ووادي الخيالة المطل على مركز المديرية. وزعمت تلك المصادر بأن سيطرة فصائل الانتقالي على تلك المنطقة جاء عقب مواجهات مع من وصفتهم بـ”القاعدة”.
والمحفد جزء من معركة المناطق الوسطى التي أطلقها الانتقالي قبل أشهر تحت اسم “سهام الشرق” وتستهدف خنق المديريات الشرقية لأبين والتي تعد أبرز معاقل خصومه فيما كانت في ثمانينات القرن الماضي تعرف بـ”الطغمة” والتي يقودها جناحها حاليا أحمد الميسري، وزير الداخلية السابق في حكومة هادي.
ولا تزال الحملة التي يحاول الانتقالي من خلالها تشديد قبضته على مسقط رأس الميسري في مودية وكذا مديرية الوضيع التي ينتمي اليها هادي ناهيك عن لودر واحور وشقرة التي تعد معاقل لخصومه التقليديين في الجنوب، مستمرة وسط معارك استنزاف وكر وفر.
والتقدم الجديد في أبين يأتي بالتوازي مع تقدم سياسي برز بإعلان الانتقالي نجاحه بشق تيار المؤتمر الذي يقوده الميسري. وتداولت وسائل إعلام الانتقالي صور من لقاء الزبيدي وما وصفتها باللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الجنوبي والذي يقوده الميسري.
وأشاد الزبيدي، خلال اللقاء، بمشاركة اللجنة في مؤتمر الحوار الجنوبي على الرغم من إصدار الميسري بيان يعلن فيه مقاطعة المؤتمر ويتهم الانتقالي بمحاولة التضليل بشان مشاركته.
هذه التطورات تشير إلى أن الانتقالي الذي أعلن مؤخرا ما وصفه بميثاق جنوبي يسعى لحسم معركة أبين وإنهاء أي دور لخصومه خصوصا وأن أبين شكلت على مدى العقود الماضية شوكة في حلق التيار القادم من مثلث الضالع ويافع ولحج، استعداد لمعركة الشرق التي يعد لها الانتقالي بقوة.