كشف موقع أكسيوس الأميركي عن صدمة اماراتية من الهجمات اليمنية الاخيرة على مواقع حساسة العام الماضي وعن عجزها تماما عن توفير اجراءات دفاعية لصد تلك الهجمات. واكد ان القيادة الإماراتية شعرت بالصدمة بعد أن تلقت طلباً اميركياً بدفع نفقات الدفاع عن أبوظبي خلال هجوم صاروخي من اليمن على الإمارات العام الماضي.
وقال الموقع انه بعد أيام عدة من الهجوم اليمني الثاني على أبو ظبي، وصل الملحق العسكري في السفارة الأمريكية لعقد اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين الإماراتيين الذين اعتقدوا أنه جاء لمناقشة الهجمات. ونقل عن مسؤولين إماراتيين اعتقادهم أن الملحق العسكري الأمريكي جاء لمناقشة الهجمات، ليكتشفوا أن الاجتماع كان بشأن شيء مختلف تماماً، وسلم الضابط الأمريكي الكبير نظيره الإماراتي فاتورة قيمة تزويد طائراتهم بالوقود.
واشار الى ان الجيش الإماراتي كان قد ابلغ محمد بن زايد أنه بحاجة إلى قدرات إعادة التزود بالوقود لناقلات الطائرات الاستراتيجية التابعة للقوات الجوية الأمريكية KC-135، والتي تم نشرها في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، ووافقت واشنطن على الطلب الإماراتي. واكد انه بعد الهجوم من اليمن بالصواريخ والطائرات المسيرة العام الماضي على أبو ظبي، عقد محمد بن زايد اجتماعاً طارئاً مع قادته العسكريين لاتخاذ إجراءات فورية للدفاع من الهجمات الاضافية.
لافتا الى ان الإماراتيين رأوا أن تعرض الإمارات للقصف من اليمن في 17 يناير 2022 قد عرضهم للاهانة الشديدة كونه يعد بمثابة تكرار لهجمات 11 سبتمبر التي شنت على السعودية، وأن الطلب الأمريكي بدفع النفقات كان دليلاً آخر على تخلي الولايات المتحدة عن الإمارات في وقت الحاجة.
تحالف اسرائيلي اماراتي بشان اليمن
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في تقرير نشره الثلاثاء 9 مايو/أيار 2023 إن نسخة محدثة من كتاب يتناول الاتفاقات الإبراهيمية، كشفت عن المساعدة متعددة الأوجه التي قدمتها إسرائيل إلى الإمارات، عندما تعرضت الدولة الخليجية لسلسلة من الهجمات الصاروخية عن طريق القوات المسلحة اليمنية خلال العام الماضي.
وفي فصل جديد بكتاب “سلام ترامب” للصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، أكدت أن إسرائيل كانت ثاني دولة ترسل وفداً من مسؤولي الاستخبارات لمساعدة الإمارات في التحقيقات حول أولى الهجمات اليمنية التي شنت في مطلع عام 2022. وذكرت أن إسرائيل نقلت أيضاً شحنة من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية “سبايدر” إلى الإمارات.. ومع ذلك، يكشف الفصل الجديد أن الإمارات ارتأت أن استجابة إسرائيل تتناقض تناقضاً صارخاً مع استجابة الولايات المتحدة.
وأوضح أن استشعار ضعف الدعم الأمريكي صار مصدر توتر هائلاً بين الحكومة الإماراتية وإدارة بايدن. وأفادت أن كتاب سلام ترامب نشر باللغة العبرية في ديسمبر/كانون الأول 2021، وتصدر عناوين الصحف لاحتوائه على مقابلة أجراها رافيد مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تبجح خلالها ترامب بكلام بذيء ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اعتُبر حتى ذلك الوقت أحد أقرب حلفاء الرئيس الأمريكي السابق.
وأوردت أن خلال رحلة خاضها في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى أبوظبي، عقد بينيت لقاءً طويلاً مع ولي العهد آنذاك محمد بن زايد، الرئيس الحالي للإمارات، اقترح خلاله تطوير ما يعرف بـ”تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط (ميد)”، وهو عبارة عن شبكة من الرادارات التي ستنشر حول المنطقة وتعمل تحت مظلة القيادة المركزية الأمريكية.
فشل التصدي لهجوم ثالث
وتابعت أن الفكرة اكتسبت معنى جديداً في الأسابيع اللاحقة، عندما ضربت صواريخ باليستية وطائرات كاميكازي المسيرة، عدداً من المواقع حول الإمارات.. وبعد ساعات من الهجوم، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد للتعبير عن تضامنه.
ورأت الصحيفة أن إدارة بادين رفضت الاستجابة للطلب، وسط مخاوف من أن إعادة تصنيف أنصار الله إلى قائمة الجماعات الإرهابية سوف تُصعِّب وصول المساعدات الدولية إلى مستحقيها في اليمن. وحاول المسؤولون الإسرائيليون الضغط على واشنطن للتفكير مجدداً في الأمر.
من جانبه، أرسل بينيت وفداً من ضباط الموساد ومن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالجيش الإسرائيلي لتقديم المساعدة في تحقيقات الطب الشرعي المتعلقة بالهجوم، كما نُقل عن مسؤول إماراتي في الكتاب، قوله: “نقدر ذلك حقاً”.
وأشار إلى أنه عندما كان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في زيارة إلى أبوظبي، وقع هجوم يمني ثالث. ولما أيقظه معاونوه في الليل ونصحوه بالإجلاء واللجوء إلى ملجأ من القنابل، رفض الرئيس الإسرائيلي. وفي الصباح التالي، تحدث هرتسوغ مع بن زايد، وسأله الزعيم الإماراتي ما إذا كان الهجوم قد أيقظه.
الصحيفة كشفت أن الإمارات طلبت الحصول على منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي لحمايتها من أية هجمات أخرى من القوات المسلحة اليمنية.. اقترحت إسرائيل بدلاً من ذلك أن يجري مسؤولوها الأمنيون مراجعة للتأكد من أن القبة الحديدية سوف تقدم المزايا الملائمة لاحتياجات الدفاع الخاصة بأبوظبي.. في حين قادهم هذا التقييم إلى استنتاج منظومة سبايدر.
من جهة أخرى، زار قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول فرانك ماكنزي الإمارات في فبراير/شباط 2022، لكن محمد بن زايد رفض مقابلته. نقل الكتاب عن مسؤول إماراتي بارز قوله: “لم نصدق أن الأمر استغرق من الأمريكيين 22 يوماً كي يرسلوا شخصاً إلى أبوظبي لإبداء تضامنهم أمام الهجمات”.