قالت مسؤول بارز في منظمة الصحة العالمية إن النظام الصحي في اليمن هش ومثقل بأعباء شديدة ويقترب من الانهيار موضحة أن تمويل المانحين الدوليين غير كافي لتجنب المزيد من التدهور في الخدمات الصحية المتدهورة في البلاد.
وأوضحت الدكتورة أنيت هاينزلمان من منظمة الصحة العالمية في اليمن أن هناك عواقب كثيرة في حال تحول اليمن إلى أزمة إنسانية منسية. فالشعب اليمني صامد، لكنه يعاني بشدة. ويعتمد أكثر من اثنين من كل ثلاثة يمنيين على الغذاء والمساعدات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وطالبت المسؤولة الأممية زيادة الدعم من قبل المجتمع الدولي لتجنب المعاناة الإنسانية والوفيات التي لا توصف في الأشهر المقبلة. وقالت في تصريح نشرته مؤخراً: إن منظمة الصحة العالمية ليس لديها أموال متاحة تقريبًا للاستعداد لموسم الفيضانات السنوي في اليمن الذي يبدأ الآن وسيؤدي إلى زيادة كبيرة يمكن التنبؤ بها في تفشي الأمراض المنقولة عن طريق النواقل والمياه
وأشارت الدكتورة هاينزلمان إلى أن مجموعة الصحة الإنسانية اليمنية المكونة من 46 منظمة تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تلقت 62 مليون دولار فقط، من أصل 392 مليون دولار اللازمة الوصول إلى 12.9 مليون شخص أكثر ضعفاً. مضيفة، أن منظمة الصحة العالمية وشركاء الصحة في اليمن بدأوا يرون العواقب الوخيمة لجهودنا التي تعاني من نقص حاد في التمويل للتخفيف من الأزمة الصحية في اليمن.
وأوضحت أنه من المتوقع تعليق الدعم لـ23 من أصل 43 منشأة صحية في محافظة مأرب التي تستضيف أكبر عدد من النازحين في اليمن، وسيؤدي هذا إلى إيقاف خدمات الرعاية الصحية بشكل فعال لحوالي 2.8 مليون شخص أكثر ضعفاً في المنطقة.
وأكدت أن حوالي 46 بالمائة من المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد تعمل جزئيًا أو خارج الخدمة تمامًا بسبب نقص الموظفين أو الأموال أو الكهرباء أو الأدوية. وأشارت إلى أن حوالي 12.9 مليون يمني يحتاجون إلى رعاية صحية إنسانية عاجلة، و540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ومهددون بخطر مباشر للوفاة.
ولفتت الى أن تفشي الأمراض –ولا سيما الحصبة والدفتيريا وحمى الضنك والكوليرا وشلل الأطفال– يعمل على تسريع الأزمة الصحية المتفاقمة في اليمن. يؤدي النزوح الجماعي، والمرافق الصحية المثقلة بالأعباء، وتعطل شبكات المياه والصرف الصحي، وانخفاض تغطية التحصين إلى تفشي هذه الأمراض وانتشارها.
وكشفت أن الربع الأول من هذا العام، تم الإبلاغ عن أكثر من 13000 حالة حصبة جديدة و8777 حالة إصابة بحمى الضنك و2080 حالة كوليرا مشتبه بها. موضحة أن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير.