مقالات مشابهة

التحالف يعرض اليمن لكارثة.. أين هي القوانين والمواثيق الدولية؟

إن العدوان السعودي الإماراتي على اليمن يعد الاكثر إجراماً بحق الإنسانية فلقد خلف العدوان السعودي على اليمن مأساة كبيرة في الوضع اليمني، المأساة التي خلفها العدوان السعودي الإماراتي لا تقتصر فقط على الوضع الاقتصادي لليمن بل إن الجرائم بحق المدنيين والأبرياء من أبناء الشعب اليمني هي الأكثر وجعاً فأين هي المنظمات الإنسانية من الوضع الذي آلت اليه اليمن بسبب تحالف العدوان على اليمن.

ما لايخفى على أحد أن حجم الخسائر الاقتصادية خلال هذه الاعوام كانت كبيرة بسبب الحصار الجائر المفروض من قبل تحالف العدوان والذي أدى إلى تفاقم الوضع المعيشي لذلك يمكن القول إن اليمن اليوم بات يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث. وهنا لا بد من القول إن تحالف العدوان السعودي لم يفرق بين طفل وشاب ورجل وامرأة.

جرت العادة في الحروب أن للأطفال حرمة لا تُمس، لكن تحالف العدوان على اليمن تجاوز كل حد، منذ تسعة أعوام يقتل الأطفال مباشرة كما يقتلهم بتأثير الحصار ومجالات الحرب الأخرى بتواطؤ المجتمع الدولي، وعرَّض العدوان أطفال اليمن لجملة واسعة من المخاطر المباشرة وغير المباشرة والانتهاكات وصولاً إلى المجازر التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

منذ بداية العدوان وأطفال اليمن يتعرضون للانتهاكات الأمريكية السعودية الإماراتية، منها الموت والتيتم والإصابة بالجروح والاحتجاز في سجون العدوان، والنزوح والافتراق عن الأسرة والتوقف عن الدراسة والاصابة بالأمراض والأوبئة، وكذلك الاكتئاب والتأثيرات النفسية المختلفة، التي تصنف طبيا بتأثير ما بعد الصدمة.

وفي ظل تردي الوضع المعيشي في اليمن بسبب تدمير البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والخدمية المدنية فإن الوضع الصحي في اليمن يعاني أيضاً من مأساة كبيرة بسبب استهداف المستشفيات والمرافق الصحية من قبل تحالف العدوان السعودي.

أكثر من 210 مليارات دولار حجم الخسائر

أصدرت حكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني بياناً وأعلنت الأضرار التي سببها تحالف العدوان السعودي على اليمن خلال ثماني سنوات من العدوان الجائر على اليمن،حيث أفاد البيان الذي أصدرتة حكومة الإنقاذ الوطني بأن حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمنشآت الاقتصادية والصناعية والمرافق الصحية والمنشآت المدنية باليمن منذ بداية العدوان على اليمن على اليمن تزيد على 210 مليارات دولار.

وفي هذا السياق لا بد من القول إن العدوان السعودي الإماراتي قد ارتكب أكثر المجازر شناعة بحق أبناء الشعب اليمني والتي هي بالأساس جرائم ضد حقوق الإنسان، ويمكن القول إن جميع البنى التحتية الحيوية في اليمن تقريبًا قد دمرت خلال هذا العدوان الغاشم على اليمن.

في السياق نفسه يمكن الإشارة إلى الإحصائية لجرائم العدوان السعودي الأمريكي خلال 8 أعوام من العدوان على اليمن على الشكل التالي فحسب الإحصائية بلغ إجمالي الشهداء والجرحى خلال 8 أعوام 48,349 بينهم 18,140 قتيلا و 30,254 جريحاً، مشيرة الى أن عدد الشهداء والجرحى من الأطفال بلغ 4,079 قتيلا 4,790 جريحا، فيما بلغ عدد الضحايا من النساء 2,458 قتيلة و 2,988 جريحة.

وبلغ عدد الشهداء والجرحى من الرجال 11,603 شهداء و 22,476 جريحا، فيما قام العدوان باستهداف 15 مطاراً و16 ميناءً و 346 محطة ومولد كهرباء، بالاضافة الى استهداف 617 شبكة ومحطة اتصال و 3,095 خزاناً ومحطة مياه 2,105 منشآت حكومية و 7,293 طريقاً وجسراً.

كما استهداف 409 مصانع و 390 ناقلة وقود 12,088 منشأة تجارية، بالاضافة الى استهداف 1,020 مخزن أغذية و 427 محطة وقود و 704 أسواق و 1,040 شاحنة غذاء خلال سنوات العدوان فضلا عن استهداف 466 مزرعة دجاج ومواش و 10,279 وسيلة نقل و 485 قارب صيد.

وقال مركز عين الإنسانية ان العدوان استهدف خلال 8 سنوات 603,110 منازل و 182 منشأة جامعية و 1,714 مسجداً و 384 منشأة سياحية و 417 مستشفى ومرفقاً صحياً، كما استهدف العدوان 1,265 مدرسة ومرفقاً تعليمياً 11,350 حقلاً زراعياً و 141 منشأة رياضية و 258 موقعاً أثرياً و 61 منشأة إعلامية.

تحالف العدوان مسؤول عن الكارثة الإنسانية في اليمن

شنت المملكة العربية السعودية، في شكل تحالف من عدة دول عربية، بما في ذلك الإمارات، وبمساعدة وضوء أخضر من الولايات المتحدة، هجمات واسعة النطاق ضد اليمن – بحجة عودة عبد ربه منصور هادي. رئيس هذا البلد المستقيل والهارب من 6 أبريل 1994. لتحقيق طموحاته وأهدافه السياسية بسلطته.

ونتيجة لذلك يمكن القول وبكل وضوح أن تحالف العدوان مسؤول عن الكارثة الإنسانية في اليمن إضافة إلى ذلك فإن أمريكا تصر على استمرار الحرب والحصار على اليمن فالولايات المتحدة هي مسؤولة ايضاً عن الكارثة الإنسانية في اليمن، لأن الولايات المتحدة متواطئة في الحصار الإنساني على اليمن، فخلال كل السنوات الماضية كان من الواضح أن الأمريكي يرفض مشروع قرار وقف دعم السعودية في عدوانها على اليمن.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية والفرق بينها وبين السابقة على مستوى السياسات الخارجية لطالما قدمت الإدارة الأمريكية نفسها حمامة سلام في الانتخابات الماضية وأنها تريد وقف العدوان لكنها اليوم أظهرت أنها تريد استمرار الحرب وتتماهى مع جرائم السعودية، فلا فرق بين الإدارات الأمريكية فكلها لا تحرص على السلام وحقوق الإنسان بل هي إدارات إرهابية تعتدي على الدول الأخرى.

لقد بدأ العدوان السعودي الإماراتي على اليمن ليلة السادس والعشرين من مارس قبل ثماني سنوات وتم منذ اللحظة الأولى قصف المطارات والموانئ اليمنية وتدميرها بمختلف محافظات الجمهورية وفي مقدمتها العاصمة اليمنية صنعاء وتم تدمير منظومة الصواريخ والمطارات العسكرية وقصف قيادات المعسكرات في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية وتدشين البدء بالغارات الجوية لدول تحالف العدوان السعودي – الإماراتي – الأمريكي الغاشم الذي استباح كل شيئ (المنشآت الحكومية ومشاريع البنى التحتية) دون استثناء وتمادى وصولا الى المصانع والمنشآت الخاصة ودور العبادة ومنازل مواطنين أبرياء وحتى صالات الأفراح والعزاء واماكن تجمعات الناس دون مراعاة لأدنى معايير الإنسانية والقوانين الدولية التي تحرم وتجرم قصف المدنيين.

حيث استمرت عمليات القصف العدوانية لتحالف العدوان الكوني على اليمن ليل نهار مخلفة جرائم يندي لها الجبين وسط صمت أممي ودولي معيب ومهين ووسط تخاذل المجتمع العربي والإسلامي والدولي باستثناء دول محور المقاومة والتي ناصرت إعلاميا قضية مظلومية اليمنيين والعدوان الذي يقع عليهم.

الأسلحة المحرمة المستخدمة في اليمن

اكدت منظمة العفو الدولية أن قوات تحالف العدوان الأمريكي السعودي تستخدم الذخائر العنقودية المحظورة التي يتم إنتاجها في الولايات المتحدة الأمريكية وقال المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام إن 140 ألف قنبلة عنقودية ألقاها تحالف العدوان الأمريكي السعودي على محافظات صعدة وحجة وعمران ومأرب منذ بداية العدوان، وأضاف المركز في بيان صدر عنه إن تحالف العدوان أقدم على استخدام أسلحة محرمة دوليا واستهدف أماكن سكنية ومرافق خدمية حكومية وأراضي زراعية واسعة شملت محافظات الجمهورية، وأشار المركز إلى أن تحالف العدوان ألقى قنبلة نيترونية تسمى (أم القنابل) على فج عطان كما استهدف أحياء في أمانة العاصمة بقنابل عنقودية.

وأضاف إنه تم مسح مساحة 400 ×400 متر في قرية فج عطان التي ألقي عليها قنبلة نترونية وتم إخراج خمسة أطنان من مخلفات القنابل الملقاة من قبل طائرات العدوان السعودي الأمريكي. واكد ان القنابل والاسلحة المحرمة دولياً التي ألقاها تحالف العدوان العدوان الأمريكي السعودي تحمل صناعة أمريكية وبريطانية وتعتبر هذه الدول من ضمن دول العالم التي تعهدت بعدم استخدام مثل هذه الأسلحة أو تزويدها لأي بلد، فإنها مسؤولة مباشرة عن هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب اليمني.

أين هي القوانين والمواثيق الدولية مما يحصل في اليمن؟

على مدى سنوات عديدة لايزال الشعب اليمني تحت نيران عدو لا يعرف عن الأخلاق والإنسانية شيئاً، وعلى مرأى ومسمع عالم لا يقل عنه دموية وإجراماً ووحشية، فالأول يقتل بطائراته وصواريخه وذاك الآخر يقتل بصمته وسكوته، ويقبل على نفسه وصمة العار لتاريخه ومستقبله، نعم هذه هي الحقيقة وهذا هو المشهد المؤلم والحقيقة تجاه العدوان على اليمن، فالعدوان القائم على اليمن يخالف كل قوانين الإنسانية ويضرب بها عرض الحائط، ومن المؤلم أن نجد من يساوي بين الضحية والجلاد في مواقفه.

وها هي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة تقول: أطراف النزاع في اليمن يجب أن تلتزم بالقانون الدولي… ثم يقولون إنها الأزمة الإنسانية الأسوا في العالم! وهنا تُطرح العديد من التساؤلات اين هي المواثيق والمعاهدات الدولية مما يحدث في اليمن؟ أين هي الشرعية الدولية و”الأمم المتحدة”، ومجلس الأمن الدولي، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بل أين هي شعارات الإنسانية والحرية ومدعي الثقافة الإنسانية؟! أين القوانين والشرائع واللوائح الدولية التي تنادي بحفظ وصون الدماء واحترام إنسانية الإنسان؟ ألم تعد كافية تلك الجرائم حتى تصبح المعادلة واضحة لكل من ما زال ينظر بنظرات واهمة حول ما يحدث في اليمن..؟

في الحقيقة إن عدم اتخاذ مواقف جدية من قبل مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والصمت المطبق حول الحصار والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اليمني يعطي المعتدي تشجيعاً لمواصلة عدوانه وحصاره على اليمن، وغطاء لارتكاب مزيد من المجازر الوحشية، كما أنه لا يخفى على احد أن تاريخ مجلس الأمن مبني على المصالح فهو يقف دائماً ضد إرادة الشعوب.

في النهاية يبدو أن استمرار الحرب على اليمن يصب في مصلحة بعض القوى الدولية، حيث إنه على الرغم من مرور ثمانية أعوام على بدء الحرب على اليمن بقيادة السعودية وبمعونة من بلدان أخرى، إلا أن ذلك لم يثر اهتمام أعضاء مجلس الامن ولم يدفعهم لاتخاذ موقف ضد المعتدي.

حيث يتجلى واضحاً النفاق لبعض المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي وسياسة الكيل بمكيالين التي يقوم بها المجتمع الدولي من خلال الحصار و الجرائم التي يقوم بها العدوان السعودي الإماراتي والتي تعتبر أبشع جرائم ضد الانسانية.

وهنا يُطرح السؤال كيف تتباكون كذباً وخبثاً ونفاقاً على دماء اليمنيين وعند القرارات لا تخجلون من أنكم توازون بين الجلاد والضحية بكل وقاحة ؟ نعم انكم منافقون ومتواطئون مع العدوان السعودي الإماراتي. فتحالف العدوان يضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط نتيجة وقوفكم بجانبه وغض البصر عن جرائمه في اليمن.

وفي هذا السياق ورداً على القلق الذي يعرب عنه مجلس الامن بين الحين والاخر لابد من القول كفى نفاقاً وضحكاً فأنتم في خندق واحد مع العدوان السعودي الإماراتي ومجلس أمنكم المتواطئ وكل دوائركم الاستخبارية والأمنية والعسكرية تدعم هذا العدوان غير المشروع وغير القانوني على الشعب اليمني.