المشهد اليمني الأول |متابعات
كشفت مصادر رسمية مصرية عن زيارة أجراها الرئيس اليمني السابق، «علي عبد الله صالح»، إلى مصر، مؤخرا، في خطوة قد تساهم في تصعيد الأزمة الحالية بين القاهرة والرياض.
ونقلت صحيفة «العربي الجديد» اللندنية عن المصادر ذاتها، التي لم تكشف عن هويتها، أن زيارة صالح للقاهرة استمرت أكثر من يوم، مضيفة: «تم التكتّم على الزيارة وفرض تعتيم عليها خصوصاً أنها تأتي في توقيت تتوتر فيه العلاقة مع السعودية».
وأوضحت المصادر أنه «تم خلال الزيارة التباحث بشأن الأزمة اليمنية الراهنة، وإمكانية التوصل إلى صيغة اتفاق ترضي جميع الأطراف، في وقت لا تكون فيه القاهرة مجبرة على دعم حزب الإصلاح الذي يمثل إخوان اليمن، وفقاً للرؤية التي تتبنّاها السعودية، قائدة التحالف العربي لدعم الشرعية هناك».
وتأتي زيارة صالح السرية للقاهرة، في وقت يفرض فيه مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه منذ عام 2014، تضمنت حظراً عالمياً على سفره وتجميد أصوله لتهديده السلام وعرقلة العملية السياسية في اليمن.
وما كشفت عنه المصادر المصرية تدعمه تصريحات لقائد اللواء 62 حرس جمهوري، العميد «مراد العوبلي»، المقرب من «صالح»، والتي أكد فيها أن الرئيس السابق سافر خارج اليمن، وعاد خلال الفترة القليلة الماضية، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال «العوبلي»، في تدوينة مقتضبة على حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»، إن «علي عبد الله صالح سافر إلى خارج اليمن ورجع بحمد الله خلال الفترة القليلة الماضية»، مضيفاً: «لا أريد أن يسألني أحد كيف ومتى وإلى أين؟».
والجمعة الماضية، ناشد «صالح»، أمير الكويت، الشيخ «صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح» القيام بدور الوسيط لإجراء مصالحة بينه وبين السعودية في أقرب وقت ممكن.
وقال «صالح»، خلال قيادته اجتماعاً ضم ممثلين من الجناح الموالي له في «حزب المؤتمر الشعبي العام»: «أتمنى على الكويت الشقيقة بزعامة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، أن ينسحب من هذا التحالف (التحالف العربي)، وأن يشترك كوسيط لرأب الصدع بيننا وبين الإخوان في السعودية وإنهاء الاقتتال الداخلي».
وكان حزب «المؤتمر» قد كشف، في بيان، أن مجلس الأمن رفض طلباً لصالح للسماح له بالسفر منذ نحو أسبوعين إلى كوبا لتقديم التعزية بوفاة الزعيم الكوبي «فيديل كاسترو».
زيارة «صالح» القاهرة خطوة من شأنها زيادة الانزعاج السعودي من القيادة المصرية على خلفية قضايا عديدة، منها الموقف المصري من سوريا ومن إيران، والتعقيدات التي أوقفت مسار نقل السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير» من مصر إلى السعودية.
وأكد العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز»، أن السعودية ترى أن أمن اليمن من أمن السعودية.
وقال، في الخطاب الافتتاحي للسنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى (البرلمان)السعودي الثلاثاء الماضي: «لن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية، أو ما يؤثر على الشرعية فيه، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها».
السيسي بادر بمنح السعودية «تيران وصنافير»
وعن موضوع جزيرتي «تيران وصنافير» في البحر الأحمر، كشفت مصادر مقربة من السفير السعودي في القاهرة، «أحمد القطان» عن أن الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، هو من بادر في بادئ الأمر لنقل السيادة على الجزيرتين إلى السعودية.
وأوضحت المصادر، أن «الملف بالنسبة للسعودية لم يكن مطروحاً خلال الفترة الحالية، ويمكن تشبيهه بأنه كان ساكناً، إلا أن السيسي عرض، خلال إحدى زياراته للسعودية، منحهم الجزيرتين تقديراً لدورهم في دعم ثورة 30 يونيو (وفق تعبير المصدر)، وما أنفقته المملكة من مساعدات، إضافة للتمهيد للحصول على مساعدات أكبر بسبب الظرف الاقتصادي الذي تمر به مصر».
وأضافت أن «السيسي تسبّب بتأزيم الموقف على نفسه وعلى المملكة؛ لأنه بات على الملك سلمان التمسك بالحصول على الجزيرتين أمام الشعب السعودي، خصوصاً بعدما اعترف السيسي نفسه وعدد من المسؤولين المصريين البارزين بأنهما سعوديتان، وفي حال عدم الحصول عليهما سيبدو الملك سلمان كأنه يفرّط بالتراب السعودي، في حين أصبح السيسي نفسه غير قادر على تنفيذ تعهده للسعودية بتسليمهما بعدما رفض القضاء المصري ذلك».
المصدر | العربي الجديد + الخليج الجديد