أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، بوقوع عملية إطلاق نار قرب بلدة حوارة التابعة لنابلس، في الضفة الغربية المحتلة، ومقتل مستوطنين بعد إصابتهما بجروح خطرة، مشيرةً إلى أنهما أصيبا بعدد كبير من طلقات بندقية “أم – 16”.
ووفقا لشهود عيان، قام فلسطيني بإطلاق النار على سيارة إسرائيلية، باستخدام مسدس على طريق 60 قرب نابلس، ومن ثم انسحب من المكان. وتداول ناشطون وصحفيون صهاينة على مواقع التواصل مقطع فيديو يظهر عناصر إسعاف كيان العدو وهو تحاول إنعاش أحد المصابين في مكان العملية.
وقالت “القناة 12” إنّ سيارة منفذ العملية صدمت سيارة الإسرائيليين، قبل أن يترجل منها ويطلق النار عليهما ويلوذ بالفرار. وأشارت إلى أنّ القوات الأمنية الإسرائيلية توجهت إلى المنطقة، حيث تقوم بعملية مطاردة لمنفذي عملية إطلاق النار.
ونقلت مصادر عن إنقاذ بلا حدود، بإصابة شخصين بجروح خطيرة جراء إطلاق نار شمال عينبوس في حوارة. وأفادت منظمة “إغاثة بلا حدود”، بأن عناصرها أسعفوا المصابين في علمية إطلاق النار، شمال قرية عينابوس جنوب نابلس.
وصرّح وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت عقب الحادثة: “سنجري قريباً تقديراً للوضع وسنتخذ قرارات إزاء قمة العقبة”. ووصف رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة العملية التي وقعت في حوارة بـ “الصعبة”. فيما قال رئيس المجلس الإقليمي يوسي دغان من موقع الحادثة: “أطالب الحكومة بقلب الطاولة على السلطة الفلسطينية، وإعادة الوفد من الأردن، وشنّ عملية عسكرية”.
الفصائل الفلسطينية تبارك عملية حوارة
هذا وعلّقت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان، على العملية التي وصفتها بالبطولية، مشيرةً إلى أنها “جاءت ردّاً طبيعياً على اجتماع العقبة الأمني وعلى مجزرة نابلس، وتأكيداً على أنّ المقاومة وحدها هي القادرة على إلحاق الهزيمة بالاحتلال والمشروع الصهيوني”.
بدورها، باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان العملية، وأكدت أنّ “هذه العملية جاءت وفاءً لوعد المقاومة بالثأر لدماء قادة سرايا القدس محمد الجنيدي، وحسام اسليم، وردّاً طبيعياً ومشروعاً على جرائم الاحتلال التي تصاعدت بحق شعبنا”.
كما اعتبرت الجبهة العملية أنها “رسالة قوية إلى اجتماع قمة العقبة الأمني”، و”استجابة ميدانية وسريعة لنداء الواجب”، مؤكدةً: “مقاومتنا حاضرة رغم حجم المؤامرة”. من جهتها، أكدت حركة الأحرار في بيان، أنّ العملية هي “الرَّد المباشر على قمة العار الأمنية في العقبة”.
اجتماع طارئ
وصباح الأحد، انطلق اجتماع أمني طارئ في مدينة العقبة دعت إليه الولايات المتحدة والأردن ومصر بهدف وقف التصعيد بين إسرائيل وفلسطين خصوصا مع اقتراب شهر رمضان، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”. بدوره، طالب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وفد إسرائيل بالانسحاب من اجتماع العقبة، داعيا الحكومة الإسرائيلية للانتقال من الفلسطينيين.
وأمس السبت، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية (خاصة) إنه من المتوقع أن تناقش الأطراف في قمة العقبة الخطة الأميركية لخفض حالة التوتر في الضفة الغربية، وإنهاء المقاومة المسلحة فيها. وأضافت أن الخطة الأميركية تتضمن وقف كيان الإحتلال الإسرائيلي الخطوات الإضافية الأحادية الجانب في ما يتعلق بالمستوطنات، مقابل وقف السلطة خطواتها ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.
مواجهات مع المستوطنين
على صعيد آخر، أصيب شابان فلسطينيان أمس السبت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب قرية بيت سيرا (غرب رام الله) بالضفة الغربية، بذريعة محاولتهما إلقاء زجاجات حارقة تجاه مركبات المستوطنين قرب القرية، وقد تم اعتقال أحدهما وهو مصاب.
وفي مخيم العروب شمال مدينة الخليل، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه منازل المخيم. وقد أحرق مستوطنون مركبتين مدنيتين واعتدوا بالحجارة على مزارعين فلسطينيين في أراضيهم وعلى منازلهم في قرية بورين جنوب نابلس بالضفة.
وقال شهود عيان إن مجموعات من المستوطنين في مستوطنة “يتسهار” المجاورة لقرية بورين اقتحموا أطراف القرية وأحرقوا المركبتين، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بهما.
ومنذ بداية العام الجاري، قُتل ما يزيد عن 60 فلسطينيا برصاص إسرائيلي، بينهم 11 خلال اقتحام جيش الإحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، الأربعاء. وردا على هذه الاعتداءات، ينفذ فلسطينيون عمليات إطلاق نار، لا سيما في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أودى إجمالا بحياة 10 إسرائيليين منذ بداية 2023.