مقالات مشابهة

إحتلال السعودية والإمارات.. تقاسم مفضوح على أشلاء اليمنيين

من جديد يتكرر سيناريو تبادل الأدوار بين أدوات تحالف دول الإحتلال والعدوان السعودي – الإماراتي، على اليمن وتتكرر المشاهد بين قادة ذلك التحالف (السعودية، الإمارات) في مسرحيات توصف بالهزلية، تعبث بحياة اليمنيين في مناطق سيطرة تلك الدول المعتدية التي لا تجد حرجا في إعلان اتفاقها أو إختلافها على تقاسم ما لا تملكه وإبرام إتفاقات وإظهار تفاهمات حول تواجد مليشياتها في الأراضي اليمنية تحت مبررات واهية باتت – بحسب مهتمين بالشأن المحلي والدولي – مفضوحة ويعي كذبها اليمنيين.

فالسعودية والإمارات اللتان قادتا عدوانا وحربا قلما توصف بالظالمة على اليمن منذ ثمانية أعوام تحت مبرر إعادة ما يسمى بشرعية الرئيس الفار/ عبدربه منصور هادي، قد خلعتا رئيسهما “الدمية” هادي المحتجز رهن الإقامة الجبرية بالرياض وبات قميصه غير صالح لأن يعلق في شماعة الإحتلال والعدوان فاستبدلتاه بثمان “دمى” أخرى دون نص دستوري بذلك وشرعنتا لما أسمتاه بمجلس قيادة لم يستطع ان يقود نفسه الى قصر المعاشيق بعدن ليتم من خلاله تنفيذ مزيد من الأجندة الاستعمارية عبر أدوات للأسف محسوبة ظلما على اليمن واليمنيين.

كما أنه – وفقا لسياسيين – فقد بات من غير المجدي أن تستمر أدوات “السعودية ، الإمارات” في مواقعها بعد ان بدأ الشارع بالمحافظات الجنوبية يثور مطالبا بتحسين الأوضاع المعيشية والأمنية المتدهورة باستمرار، ليتم محاولة امتصاص الغضب بأكذوبة جديدة مفادها صحوة وقدوم ما يسمى بالشرعية وحكومة معين نحو بناء ما تزعم بأنها دولة لم تستطع بحقيقة الأمر الانتصار لذاتها، فيما باطن الأمر الذي بات يظهر لليمنيين في المحافظات المختلة ، المحتلة بأنها تغييرات لا تغدو عن تبادل أدوار بين شريكي وقائدي العدوان ( السعودية ، الإمارات).

ويرى مراقبون أن أكذوبة التغيير سرعان ما ستتكشف للجميع مثلما تعرت أكذوبة إعادة ما يسمى بالشرعية الزائفة وكذا أكذوبة طرد الإيرانيين من اليمن والتي كان ورائها دخول الإحتلال السعو – اماراتي والأمريكي ونهب الثروات اليمنية واحتلال الجزر والموانئ والسواحل اليمنية وتدمير اليمن أرضا وانسانا.

وضمن تلك الأكاذيب والتقاسم الذي بات مفضوحا – وفق عسكريين وسياسيين – ما أعلن مؤخرا في محافظة عدن حول إخراج مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا لإحلال بدلا عنها مليشيات ما يسمى ب درع الوطن المدعومة سعوديا، حيث أعلن أن ما يسمى بالمجلس الإنتقالي المدعوم إماراتيا أقر تسليم معقله الأبرز في محافظة عدن لخصومه (جماعة الإخوان وما يسمى بالشرعية الزائفة المدعومين من السعودية) ليطوي بذلك مسيرة دامت بضع سنوات منذ احتلال الإمارات لعدن عبر مليشياتها في أغسطس من العام 2019م.

وسخر ناشطون تداولوا هذه الأنباء من التقاسم العلني بين السعودية والإمارات بأدوات محسوبة على اليمن على احتلال أراضي يمنية. وكانت مليشيا الإمارات قد هددت مرارا بالإقتتال مع أي جماعات ستحاول دخول عدن ولكنها بالأخير سمحت لمليشيات السعودية بالدخول ويرى محللون عسكريون أن تلك الموافقة لمليشيات الإمارات تأتي بسبب أنها لا تمتلك القرار وإنما تتلقى تعليماتها من الإمارات وأن اي جهة او جماعة او مليشيا تتلقى توجيهاتها من الخارج لا يمكن ان تكون صاحبة قرار أو أن تهتم لمصلحة الوطن وأبنائه.

وجاءت موافقة مليشيا الإمارات بالتزامن مع زيارة وفد سعودي عسكري إلى محافظة عدن. وبحسب مصادر إعلامية فقد أرسلت السعودية الخميس وفداً عسكرياً إلى مدينة عدن في إطار مساعيها لتثبيت مليشياتها الجديدة في معقل مليشيات الإمارات المسمى ب “الإنتقالي”. وقالت مصادر مطلعة إن وفدا عسكريا سعوديا يرأسه حامد محمد الغامدي وصل المدينة لعقد لقاءات أفضت بإشراف سعودي على نشر مليشيات ما يسمى ب”درع الوطن” في مدينة عدن بشكل رسمي كبديلة عن مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

وكان ناشط سياسي سعودي قد كشف عن أسباب تواجد الوفد السعودي في عدن حيث أكد الناشط السعودي سعد بن محمد العمري في تغريدة له على “تويتر” الماضية أن الوفد العسكري السعودي وصل إلى مدينة عدن لحصر وأستلام السلاح الثقيل من مليشيا الإمارات وما تسمى بالمجلس الانتقالي وتسليمه لمليشيا السعودية ما تسمى ب” درع الوطن”.

وأعلنت مليشيات “الانتقالي” رسميا السماح لمليشيات ما يسمى ب “درع الوطن” بالانتشار في المدينة بعد أيام من الممانعة. وبحسب تأكيدات مصادر محلية فقد وزعت مليشيات ما يسمى بالحزام الأمني التابعة للإنتقالي المدعوم إمارتيا، أكبر المليشيات في عدن، توجيهات صادرة لمجاميعها على مداخل عدن تقضي بالسماح لعشرات الآليات المسلحة التابعة للتعزيزات “المليشاوية” السعودية المسماه ب ”درع الوطن” وعدم اعتراضها.

وكانت إفادات سكان محليون قد أكدت وصول مجاميع للمليشيات المسماة ب “درع الوطن” إلى مركز تدريب للجماعات المسلحة تابع لتحالف دول العدوان السعودي الإماراتي بعدن وتحديدا بمنطقة البريقة والتي تم رصد دخولها قبل أيام من منفذ الوديعة الحدودية. وبحسب مصادر عسكرية معلنة فإن هذه التعزيزات السعودية تعتبر تعزيزات أولية وتقدر بأكثر من مائة آلية وشاحنة مسلحة.

وتم الإعلان عن أن هذه التعزيزات المقدمة من السعودية قوامها 100 آلية ومعدة عسكرية وفق مصادر إعلامية، قادمة لمساعدة المليشيات التي اعلن عن تشكيلها رئيس ما يسمى بمجلس القيادة التابع للتحالف رشاد العليمي والمسماة ب“درع الوطن” وتمكينها من تعزيز قبضتها على عدن كبديل لمليشيات الإنتقالي كانت قد رفضت الخروج من عدن وفق ما اعتبره عسكريون بتوجيه إماراتي وضوء أخضر سعودي.

وجاء سماح التابع الإماراتي المسمى ب”الانتقالي” للتابع السعودي المسمى ب ”درع الوطن” رغم تهديد الأول بأن يرفض اي تعزيزات سعودية وتلويحه بالإقتتال داخل المدينة كما فعل في مرات عديدة منذ سيطرته.

محللون عسكريون يعزون تراجع تهديدات المسمى بالانتقالي الى وصول السفير الاماراتي، علي الزعابي إلى مدينة عدن والذي زار المدينة لأول مرة منذ بدء العدوان، والى توجيهه مليشيات الانتقالي التابعة للإمارات بتسليم المدينة للمليشيات التابعة للسعودية وفق ما يراه مراقبون بأنه تنسيق سعودي – إماراتي يفضي الى تبادل أدوار الإحتلال والعدوان في مناطق سيطرته.

على ذات السياق، كشف ما يسمى بالمجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، تفاصيل خارطة إماراتية للإنسحاب التدريجي من المناطق بمحافظة عدن. يتزامن ذلك مع بدء انتشار مليشيات ما يسمى ب“دع الوطن” الموالية للسعودية في المدينة. وأفادت مصادر في الانتقالي بأن السفير الاماراتي، محمد الزعابي، التقى مؤخرا بقيادات الانتقالي أحمد لملس وفضل الجعدي بأحد فنادق خور مكسر وأبلغ الزعابي قيادات الانتقالي بالخطة الجديدة.

وبحسب ما أعلن عنه: تتضمن الخطة الإماراتية إخلاء مليشيات الانتقالي المتمركزة في جبل حديد ومعسكري النصر والصولبان إضافة إلى معسكرين في البريقة والشعب. كما تقضي الخطة السماح لمليشيات “درع الوطن” بالإنتشار في تلك المعسكرات التي تتمركز في المدن الرئيسة لعدن أبرزها خور مكسر وكريتر وتشمل حماية المطار والخط البحري وقصر المعاشيق وساحل عدن.

ووفق تقارير إعلامية: أبلغ المسؤول الإماراتي بموافقة بلاده على قرار السعودية نفي شلال شائع وصالح السيد مقابل السماح بعودة الزبيدي. يذكر أن عدن ظلت منذ أغسطس من العام 2019 تحت نفوذ واحتلال الإمارات رغم زعم الاخيرة سحب الأخيرة مليشياتها من عدن.

وبحسب مصادر محلية تجري اتفاقات بين السعودية والإمارات لتمكين مليشيا طارق عفاش المدعومة إماراتيا من مناطق سيطرة تحالف العدوان في تعز واتفاقات أخرى بين شريكي العدوان ( السعودية والإمارات) لتقاسمات على أراض اليمنية في مناطق سيطرتهما حتى وإن كانت تلك التقاسمات ستؤدي إلى اقتتال.

ووفق معطيات الواقع والأحداث التي وقعت بمناطق سيطرة دول تحالف العدوان فإن كل من السعودية والإمارات لا تهتمان سوى لأطماعهما في الأراضي اليمنية في مناطق سيطرتهما وفق تقاسمات حتى وإن كانت على أشلاء ودماء اليمنيين الذين تدعي زورا وبهتانا أنها شنت الحرب لحريتهم ونصرتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفيق الحمودي