تشهد عدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي اضطرابات أمنية غير مسبوقة، حيث هزت عدن سلسلة تفجيرات في محطة 22 مايو التي تزود عدن بالكهرباء، بالإضافة الى تفجيرات في معسكر النصر بخور مكسر التابع للانتقالي الجنوبي، ونهب مخازن الأسلحة.
وتشير مصادر إعلامية عن تورط فصائل في الانتقالي بإعادة نشر المفخخات في المدينة، هذا بالإضافة الى قيام مليشيات الانتقالي سلطة الأمر الواقع بمطاردة حكومة المرتزق معين في شوارع وأزقة المدينة، ناهيك عن مهاجمة أفراد لاقتحام فعاليات ومهرجانات بالمدينة، وشهدت بعض هذه الفعاليات استخدام قنابل يدوية لاخلاء المهرجانات التي ترعاها السعودية وبتمويل منها بلغت أكثر من 750 مليون ريال، وهو الأمر الذي آثار حفيظة الانتقالي، الخارج من حصة التمويل.
أمريكا والسعودية تديران المشهد مع هؤلاء “اللوثة” بمزيد من الاهتراء في الأوضاع الأمنية، وإشعال جذوة العداء والخصومة والكراهية، بين هذه الأدوات التابعة لها، بينما هي ترسم مخططات خيوط اللعبة، ضمن أجندات على الوقع، تتيح لها فجوة هذا الصراع، لاستمرار تنفيذ أهداف القوى الدولية والاقليمية، وإعادة ترتيب التحولات الجديدة، من خلال اقصاء بعض هذه الأجنحة من مواقعها القيادية، أو مناصبها لصالح طرف ثالث، وهو ما يعني توسيع قاعدة الصراع، الذي يتزامن معه أيضا تفكك سياسي ومجتمعي.
وتعتبر السعودية والإمارات، ومن خلفهما الشيطان الأكبر أمريكا، الفوضى الأمنية هو نجاح كبير لاستثمارها في إعادة تدوير الفوضى بطرق مختلفة، لإيصال الأوضاع إلى حالة الانهيار الشامل في “المنظومة الأمنية ” في عدن، وعدد من محافظات الجنوب.
وكل ذلك مخطط له بعناية ما يستدعي في إطار إدارة قواعد اللعبة تدخل اقليمي لإجبار فصائل الانتقالي على المغادرة من عدن، ومن حضرموت، في إشارة إلى المطالب بتسليم المدينة، واخراج فصائل الانتقالي منهما، وهو جزء من الضغوط للتحكم في مسار الأحداث وتمرير المشاريع على الأرض.
دوافع التصعيد السعودي في عدن، هي محاولة لاخضاع الانتقالي، واحتواء تصعيده ضد السعودية شرقا في معقله. وبينما تكشر السعودية على الأطراف التابعة للامارات، فإن الإمارات تعمل أيضا بالمثل على الإصلاح التابعين للسعودية، وكل ذلك لا يشكل اختلافا بين دولتي العدوان، إنما الاتفاق في اقتسام الأدوار بينهما، فيما تبقى الأدوات التابعة لها خارج سياق هذا التقاسم في إطار السباق الخفي بين الإمارات والسعودية على المناطق النفطية. فالسعودي تلهث نحو مناطق إنتاج النفط، في شبوة وحضرموت.. والإمارات تسعى إلى سيطرة أدواتها على مأرب.
لكن توقيت ذلك يشير إلى أن عدن تتجه نحو منزلق خطيرة، مع تحذيرات إماراتية من تفجيرات واغتيالات تقودها قوى موالية للسعودية، وفق تقارير إعلامية.
على نفس الصعيد تدفع الإمارات بمليشياتها للسيطرة على مأرب. جاء ذلك، تزامناً مع بدء فصائل إماراتية تحشيدات عسكرية واسعة في تخوم المناطق الشرقية لمدينة مأرب، لإقتحامها. وقالت مصادر قبلية إن العشرات من عناصر قوات الأمن الخاصة التابعة للإصلاح، على متن عدد من المدرعات والأطقم العسكرية انتشرت في معظم شوارع مدينة مأرب، ما أثار الذعر لدى الأهالي.
وتخشى قوات الإصلاح المتمركزة بمأرب، من هجوم مرتقب للفصائل الإماراتية، مع استكمال تحركات لإقصاء الحزب من أبرز معاقله، بعد اتفاق إماراتي سعودي للإطاحة بسلطان العرادة من منصب محافظ المحافظة النفطية، وتعيين ذياب بن معيلي المحسوب على الإمارات، بديلاً عنه.
وكانت الإمارات، قد وجهت في وقت سابق اليوم، فصائل محور سبأ، التي أنشأتها كبديلة عن قوات الإصلاح في مأرب، الاستعداد لاستلام المدينة. وسياسيا شهدت العاصمة المصرية، السبت، لقاءات مكثفة بين قيادات قوى جنوبية في محاولة لتفكيك كتلة الانتقالي في حضرموت، شرقي اليمن.
وافادت مصادر اعلامية بلقاء جمع رئيس تيار حراك هادي، فؤاد راشد، بمعية حيدر العطاس رئيس الوزراء الجنوبي الاسبق، إلى جانب عقيل العطاس القيادي في انتقالي حضرموت. واللقاء المتزامن مع بدء السعودية اخراج الانتقالي من حضرموت يهدف، وفق المصادر، لإنشاء تحالف واسع في حضرموت لمرحلة ما بعد خروج الانتقالي والإصلاح ومن شان اللقاء انهاء نفوذ الانتقالي مع استيعاب ابرز قياداته، وقطع الطريق عنه مستقبلا.
وتشهد حضرموت مخاض عسير منذ اشهر مع سباق قوى اقليمية ومحلية للسيطرة على ثرواتها من النفط والغاز.