شهدت مدينة مأرب، الأحد، مواجهات وصفت بالأعنف، عقب تنفيذ حملة مداهمة شملت منازل وفنادق في المدينة، ردا على تفجيرات استهدفت تجمعات عسكرية عند اطراف المدينة.
وأفادت مصادر قبلية بأن عددا من القتلى والجرحى سقطوا خلال المواجهات التي دارت في محيط فندق بمحطة بن معيلي اثر محاولة قوة أمنية تابعة للإصلاح اقتحام فندق ينزل فيه مسلح قبلي محسوب على صغير بن عزيز ويدعى سعيد الوايلي.
واندلعت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة قبل أن تتمكن القوة من اقتحام الفندق واعدام الوايلي وعددا من مرافقيه، كما قتل في العملية بائع قات وأصيب عددا من نزلاء الفندق. وعملية الفندق، وفق المصادر، ضمن حملة للإصلاح شملت مداهمة منازل بمحيط مدينة مأرب شابها مواجهات وسقوط قتلى وجرحى لم يعرف عددهم.
ولم يتضح بعد دوافع الحملات الجديدة في المدينة التي تشهد صراعات بين الإصلاح وجناح صالح في المؤتمر مع محاولة الأخير تعزيز نفوذه في المدينة عبر إرسال المزيد من المقاتلين إلى المدينة.
لكن تزامنها مع تقارير عن انفجارات هزت تجمعات لفصائل الإصلاح في الفلج يشير إلى أنها على خلفية تلك التفجيرات التي خلفت قتلى وجرحى وتمت خلال اجتماع لقادة مجاميع الإصلاح القبلية المنتشرة في البلق القبلي والدشوش والجرادة والفلج بهدف الضغط على بن عزيز الذي يستحوذ على مخصصات الجبهات.
الحزام الأمني يحاصر الانتقالي
بدأت فصائل الحزام الأمني، أحد أهم واقوى الفصائل الجنوبية، أمس الأحد، محاصرة مدينة عدن، المعقل الأبرز للمجلس في خطوة تشير إلى ترتيب هذه القوى لانقلاب جديد. ووسعت هذه الفصائل النقمة الشعبية ضد الانتقالي في أبين ولحج، اللاتي تعدان بمثابة بوابات عدن الرئيسية.
في أبين، البوابة الشرقية لعدن، يسود التوتر بين الحزام الأمني وما تسمى بـ”المقاومة الجنوبية” وهما من اهم فصائل الانتقالي، وذلك عقب وضع “الجنوبية” مهلة للحزام الأمني لتسليم أحد أفراده المتهمين بقتل احد عناصرها عند حاجز في مدينة لودر.
وأفادت مصادر قبلية بأن قيادات من المجلس الانتقالي وصلت إلى زنجبار المركز الإداري لأبين في محاولة لأبرام اتفاق يحول دون انفجار الوضع. الوضع مشابه تمام في محافظة لحج، التي تمثل البوابة الشمالية لعدن، حيث يسود التوتر بين هذا الفصيل والقبائل في ردفان عقب إعدام عناصر الحزام شاب من أبناء المنطقة أمام افراد اسرته وبدم بارد.
هذه الجرائم تضاف إلى سجل كبير من جرائم الحزام الأمني الذي يتوقع أن يتولى امن المحافظات الجنوبية بعد ضمه إلى وزارة الداخلية في حكومة معين مقابل تفكيك بقية فصائل الانتقالي.
لكن حتى اللحظة لم يتضح ما إذا كانت هذه الجرائم بقصد وتهدف لتحييد الحزام من قبل أطراف داخل الانتقالي، ترفض تسليم هذه الفصائل، التي تشكل قبائل يافع ومسلحيها قوامها، لمهام الأمن في المحافظات الجنوبية، ام تمرد من قبل هذه الفصائل التي شكلتها الإمارات ضمن منظومة أمنية للانتقالي وتسعى من خلاله رفض ما تصفه اجراءات إعادة الجنوب إلى باب اليمن، لكن توقيت جرائمها بحق المواطنين تشير إلى وجود مخطط لإغراق المحافظات الجنوبية بالصراعات المناطقية.