عنف ممنهج وانتهاكات صارخة.. معتقلات الرأي في سجون آل سعود

160
منظمات حقوقية: السجون السعودية الأكثر رعباً في العالم

في اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة و في ظل صمت المجتمع الدولي و رغم ادعاءات السلطات السعودية برفع القيود عن المرأة في السعودية إلا أن أكثر من 100 إمرأة تعيش في ظلام سجون النظام السعودي. وتخضع السعودية لنظام استبدادي منذ فترة طويلة لكنها أصبحت دولة بوليسية بشكل أكبر خلال السنوات القليلة الماضية.

فكانت قضية المعتقلة سلمى شهاب لعقود من الزمن بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دليلا جديدا على أن الحكومة السعودية تستخدم قانون مكافحة الإرهاب لترهيب المعارضين والناشطين وكل من لا يبدي ولاء تاما للسلطات الحاكمة. إنه مثال فاضح يدحض كذبة أن ولي العهد محدّث وإصلاحي. من جهتها طالبت منظمة حقوق الإنسان “ساند” بدعم حرية التعبير للسجينات اللائي يواجهن أشد أشكال العنف في المعتقلات والضغط على نظام ابن سلمان للإفراج عنهن وإنهاء القمع.

كما رفضت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان الادعاءات السعودية بتغيير معاملة المرأة وتحسين وضعها القانوني وادعاء حماية الحريات، وأكدت أن هذه الادعاءات تتعارض مع الوثائق والوقائع الميدانية.

و تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى الزيادة الملحوظة في أعداد الناشطات السعوديات خلف قضبان النظام السعودي و على الرغم من أن المؤسسات السعودية لا تعلن عن العدد الدقيق للنساء المعتقلات، إلا أن المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق المرأة أفادت بسجن عشرات الناشطات السعوديات في سجون آل سعود. وحسب آخر تقارير منظمة “سند” الحقوقية، فقد اعتقل نظام آل سعود 60 ناشطًة سياسيًة في الأشهر الأخيرة، ليرتفع عدد المعتقلات إلى أكثر من 100معتقلة، ومن أبرز الأسماء ” أسماء السبيعي، لينا الشريف، ياسمين الغفيلي، عايدة الغامدي، رينا عبد العزيز، وهيلة القيصر، مي الطلق و لجين داغستاني.

الى ذلك شهدت منصات التواصل الاجتماعي وسما جديدا تصدرها وبقوة حيث دشن ناشطون على موقع تويتر حملة إلكترونية استخدموا خلالها وسم #اطلقوا_ضحايا_الازمة_ في الخليج الفارسي تأتي هذه الحملة تزامنا مع فعاليات كأس العالم في قطر لتذكر بمعتقلين سعوديين رفضوا فرض الحصار على قطر وطالبوا بعودة العلاقات معها منهم الشيخ سلمان العودة والصحفي سامي الثبيتي والمغرد الساخر ابو محمد البناخي، والصحفي خالد العلكمي والمنشد ربيع حافظ وآخرين.

انتهاكات وتعذيب

فيما أشارت مصادر صحفية إلى تعرض ناشطات معتقلات لدى سجون السلطة السعودية، للتعذيب والانتهاكات الجسيمة بحقهن، في ظل المخاوف المتزايدة على مصيرهن. و يتحدثن معتقلات الرأي بشكل متكرر عن المضايقات والإساءات التي تعرضن لها، بما في ذلك الضرب بالعصا على ظهورهن، و الصعق بالكهرباء والغرق على أيدي رجال ملثمين أثناء الاستجواب في السجون.

وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية قد كشفت في وقت سابق عن تعمد نظام آل سعود ارتكاب انتهاكات جسدية وجنسية بحق الناشطات المعتقلات في سجون المملكة. وأفادت محامية حقوق الإنسان هيلينا كيندي، في تقرير من 40 صفحة، بأن الانتهاكات التي تعرضت لها الناشطات المعتقلات شملت “ممارسة أعمال جنسية والتقبيل أمام المحققين”.

وأكد التقرير تهديد المعتقلات السعوديات بالاغتصاب، وتعليقهن من السقف وضربهن، وصعقهن بالكهرباء. وأشار التقرير إلى أن الناشطات طُلب منهن القيام بأعمال جنسية للمحققين وأشكال أخرى تصل إلى حد التحرش الجنسي. وأن ناشطة واحدة على الأقل، هي “عايدة الغامدي”، أجبرت على مشاهدة أفلام إباحية.

كانت “لجين” قد ظهرت مرة مع “ميغان ماركل”، زوجة الأمير “هاري” في المؤتمر الأول للشباب العالمي في كندا، واعتُقلت بعدما صورت نفسها وهي تقود سيارتها مخترقة الحظر “حظر قيادة المرأة السعودية”، ليجري التحقيق معها تحت إشراف “سعود القحطاني”، مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المتهم بترتيب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. وأورد التقرير أن القحطاني هدد “لجين” قائلا: “سأفعل ما أريد، وبعدها أذوبك وأرميك في الحمام”.

وتعتبر المحاكم السرية واحدة من الانتهاكات الصارخة التي تمارسها السلطات السعودية بحق معتقلي الرأي. من جانبها اعتبرت منظمة سند أن المحاكم السرية ضد معتقلي الرأي والأكاديميين والكتاب والمفكرين في السعودية تعد جريمة ضد الإنسانية ولا يجب السكوت عنها، حيث لا يسمح لهؤلاء المعتقلين بتوكيل محام، أو حضور لجنة دولية تراقب المحاكمة أو ذوي المعتقل، وتركز المحكمة على التهم الملفقة غالبا، أو التهم التي يتم انتزاعها تحت التعذيب.

ومن الناشطات اللواتي تعرضن لمحاكم سرية من قبل السلطات السعودية نذكر على سبيل المثال لا الحصر ” أمل الحربي و لجين الهذلول” والعديد من الدعاة والناشطين والمطالبين بحقوقهم من معتقلي الرأي.

وبناء على ما ذكر يمكن القول إن المحاكم السرية هي من الجرائم التي تورطت بها السلطات السعودية ضد معتقلي الرأي، التي لا ينبغي السكوت أو التهاون عنها، فهي ظلم بحق المعتقلين، وتعدٍ على حقوق الإنسان، وخرق للبنود والاتفاقيات العالمية والمحلية. كما أن العديد من الناشطين والمعتقلين داخل معتقلات السلطات السعودية لقوا حتفهم بسبب الإهمال المتعمد للحالة الصحية ومن التعذيب الجسدي الذي لاقوه خلف القضبان.

وما زال خطر الموت يلاحق العديد من معتقلي الرأي داخل السجون السعودية، ومن بين الذين يلاحقهم الموت بسبب الإهمال المتعمد والتعذيب الجسدي، محمد الخضري، سفر الحوالي، سعود مختار الهاشمي، وعائدة الغامدي وغيرهم الكثير. ولهذا السبب تطالب العديد من المنظمات الحقوقية الجهات المعنية بحقوق الإنسان في العالم للنظر في مخاطر الموت الذي يلاحق معتقلي الرأي وانقاذهم من السجانين داخل السجون السعودية.

حتى نساء العائلة المالكة لم تنجو من بطش آل سعود

أثارت قضية اعتقال الأميرة بسمة البالغة من العمر 57 عاما و التي سجنت تعسفيا لمدة ثلاث أعوام جدلاً واسعاً الاميرة بسمة تعتبر أصغر أبناء الملك الراحل سعود بن عبد العزيز كان تم ايقافها من قبل السلطات السعودية أثناء توجهها إلى سويسرا في رحلة للعلاج في عام 2019.

كانت الأميرة بسمة قد صرحت قبل سجنها بمجموعة من المواقف المنددة للانتهاكات التي يمارسها آل سعود في البلاد حيث إنها كانت مؤيدة للاصلاح في المملكة السعودية و منتقدة للانتهاكات الواقعة، وقد صرحت مراراً في العلن بأنها ترغب في أن تتبنى المملكة دستوراً يضمن المساواة بين الجنسين ويحافظ على الحقوق المدنية ويعيد إصلاح قوانين الطلاق والنظام التربوي والخدمات الاجتماعية ووقف التمييز ضد المرأة وإلغاء فكرة المحرم.

وحسب المنظمة الحقوقية “طوال فترة الاعتقال لم توجه أي تهم لبسمة”، مشيرة إلى أنها “حرمت أثناء ذلك من العناية الصحية الضرورية لحالة صحية حرجة”. تم احتجاز الاميرة السعودية في سجن الحاير بالقرب من الرياض و هو السجن الذي يضم العديد من المعتقلين السياسيين و أصحاب الرأي.

ختام القول، ما زال من الصعب جداً التكلم عن حرية المرأة السعودية في ظل ممارسات آل سعود بحق نساء لمجرد تعبيرهن عن آرائهن السياسية. يُعتبر النظام السعودي من أبشع وأشنع الأنظمة الاستبدادية الدموية في العالم, حيث يُمارس انتهاكات وتجاوزات صارخة لحقوق الإنسان, ويوجد حالياً في غياهب السجون السعودية أكثر من 30 ألف مُعتقل سياسي, يعانون من شتى وسائل القمع والتنكيل ودون أي تهمة مُحددة أو محاكمات عادلة، ويمتلك النظام القمعي السعودي أكثر السجون وأكبرها حجماً في العالم, ومن أشهرها معتقل الحائر الرهيب ويقع جنوب الرياض.

وكذلك سجن عليشة ويقع أيضاً في الرياض, وسجن ذهبان في مدينة جدة, إضافة إلى سجون المناطق الأخرى ففي كل منطقة يوجد سجن سعودي خاص, كسجن مكة المكرمة وسجن المدينة المنورة وسجن الباحة وسجن حائل وسجن الجوف وسجن نجران وسجن القطيف ووالخ, وغيرها من السجون السعودية السياسية السرية الكثيرة. و تعتبر السعودية من أشهر ممالك الرعب والخوف في العالم المُعاصر التي تخالف أبسط مبادئ حقوق الإنسان متجاوزة كل القوانين والأعراف العالمية, وسط صمت دولي رهيب، وكل ذلك مقابل الذهب الاسود.

مصدرالوقت التحليلي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا