“خاص”
صدق الله العظيم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
قال تعالى: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰوَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّا نَصَـٰرَىٰۚ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّیسِینَ وَرُهۡبَانࣰا وَأَنَّهُمۡ لَا یَسۡتَكۡبِرُونَ) “سورة المائدة الآية 82”.
اليهود بالافرادهم الاشدعداوة للذين ءامنوا وامتدادهم اليوم الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المُحتلة بينما النصارىٰ منفردين هم الاقرب مودة للذين ءامنوا واعتقد والله اعلم انهم نصارى الشرق نصارى الروم القسطنطينية وامتدادهم اليوم الروم الارثوذكس في اسطنبول تركيا والاسكندرية مصر وبيت لحم فلسطين المحتلة وموسكو روسيا.
قال تعالىٰ: ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ) “سورة المائدة الآية 51”
في هذه الآية ينهانا سبحانه وتعالىٰ خالق السموات والارض من تولي تحالف اليهود والنصارى وامتدادهم اليوم تحالف امريكا اسرائيل ومن دار في فلكهم كندا استراليا نيوزلندا اوروبا الغربية وبريطانيا.
نعم لم يتحالف اليهود والنصارى بالتاريخ لان النصارى يعتبرون ان اليهود هم من صلبوا و قتلوا السيد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام وتحالف اليهود مع النصارى ظهر في عام 1290م. عندما سيطر اليهود على بريطانيا وتم تهويدها واخترقوا الكنيسة الكاثوليكية بالمذهب البروستانتي المتوحش وامتدادهم اليوم الكنيسة ألإنجيلية أو المسيحية الصهيونية والتي تسيطر ايضا على أمريكا ودول اوروبا الغربية.
وكانت بريطانيا الاستعمار وأمريكا الإمبريالية وثقافة الانحلال والنهب وهيمنة الدولار ويراد اليوم بالقرن ال21الميلادي العبور الى مجتمع هدم سنن الكون بالجنس الثالث والرابع والمجتمعات المادية الرقمية المتوحشه واستمرار هيمنة تحالف نصارى الغرب والصهيونية على العالم وبشكل اخر اكثر توحشاً من السابق.
نعم ومن قبل 1444 عام هجري القرآن الكريم هُدى الله سبحانه وتعالى للبشرية للعالمين حدد لنا العدو وهم اليهود ومن يتحالف معهم هو مثلهم عدو من النصارى والمتأسلمين العرب والأعراب وعجم تركيا وينسحب ذلك على حلف الناتو وأنظمة خيانة التطبيع بالعلن والباطن كالإمارات السعودية وقطر أولياء بعضهم أولياء بعض.
قال تعالىٰ:
(الۤمۤ ..غُلِبَتِ ٱلرُّومُ ..فِیۤ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَیَغۡلِبُونَ ..فِی بِضۡعِ سِنِینَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَیَوۡمَىِٕذࣲ یَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ..بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ یَنصُرُ مَن یَشَاۤءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ)
“سورة الروم الآيات من 1-5”.
كفار مكة وقريش بالفرح والاستهزاء والتهكم لهزيمة أهل الكتاب نصارى الروم القسطنطينية وقولهم ان المجوس الفرس الوثنيين هزموا اهل الكتاب النصارى للنيل من رسالة محمد صلّ الله عليه وآله وسلم رسول الرحمة للعالمين والقرآن الكريم، وثق ذلك وطمأن وبشر المؤمنين بوعد من الله سبحانه وتعالى في بضع سنين والوعد تحقق بعد ذلك بنصر نصارى الروم على الوثنيين المجوس الفرس وتزامن ذلك مع نصر المؤمنين على كفار قريش ومكة في معركة بدر ويومئذ يفرح المؤمنين.
روسيا والهوية الإيمانية
روسيا اليوم وبعد مرحلة الشيوعية والليبرالية الرأسمالية تنعطف نحو الهوية الإيمانية لتحافظ على وجودها المهدد من الغرب والصهيونية الذي يريد استسلام روسيا شعب وجغرافيا بكل الأخوال والظروف للعبور الى عالم تهيمن عليه قوى الغرب والصهيونية وبثقافة انحلال مادي متوحش لا يتقبلها العرق السلافي الروسي والكنيسة الأرثودكسية الروسية.
وروسيا اليوم وعبر تصريحات للرئيس بوتين ومقاربات لمفكرين ومحللين روس منهم الكسندر دوغين والكسندر نازروف باحاديث العودة الى الهوية الإيمانية الروم الأرثوذكس المعادية للكنيسة الغربية الكاثوليكية والبروستانتية التي يسيطر عليها اليهود فالرئيس بوتين وقبل الحرب الأوكرانية قال: “ان اوكرانيا النازية اليمينية المتطرفة تعمل على محاربة الكنيسة المسيحية الأورثوذكسية”.
وزيلنسكي اليهودي هو رئيس أوكرانيا ولذلك نرى تصريحات روسية بالعودة إلى المؤمنين بالعالم عامة والعالم آلإسلامي وحتى عالم الفطرة الإنسانية لمقاومة توحش الغرب والصهيونية الذي يروّج لقيم انحلال ضد الدين وسنن الكون و الفطرة الإنسانية عبر تطهير الكون من المؤمنين ولمصلحة مجتمع “الميم” والمادية المتوحشة.
الداء تل أبيب والدواء الاجتثاث
الاشد عداوة للذين ءامنوا هم اليهود الذين يحاربون المؤمنين من وراء جدار يحاربون الشعوب الحرة بدول الاستعمار والإمبريالية والأذرع التكفيرية الوهابية الإخوانية السلفية المتوحشة يحاربون الشعوب بحلف الناتو نصارى الغرب واليمين العنصري العالمي العرق الأبيض النازي الفاشي يحاربون الأحرار بأنظمة خيانة التطبيع السعودية قطر الإمارات تركيا.
وكل ما سبق هم منتجات لليهود المُفسدين بالأرض هم أدوات للكيان الغاصب لفلسطين الطامح للتوسع والتمدد وحكم العالم من القدس المُحتلة وإذا استوعب المؤمنين تلك الحقيقة ما عليهم سوى اجتثاث الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين كل فلسطين من المُفسدين بالأرض وبذلك فقط ستنتهي كل الحروب والفتن وانتشار الأمراض والأوبئة بالعالم والوطن العربي والأمة الإسلامية بل سيتم تلافي قيام حرب عالمية نووية مدمرة فالداء هو تل أبيب والعلاج هو الاجتثاث وبزمن اقصر وتكاليف اقل لو كانوا يفقهون لو كانوا يعلمون.
وسيقال ونقول ان بني إسرائيل توزعوا إلى 11طائفة بعدد أبناء سيدنا يعقوب “إسرائيل بالعبرية” منهم الصالحون مثل طوائف يوسف الصديق وموسى وداوود وسليمان وعيسى عليهم الصلاة والسلام بينما طائفة اليهود التي تنسب إلى يهودا بن إسرائيل هي طائفة المُفسدين بالأرض الأشد عداوة للذين ءامنوا ولا تمثل شرائع يوسف وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وبالمثل التكفير الوهابي السعودي والإخواني والسلفي لا يمثلون شريعة الإسلام شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلّ الله عليه وآله وسلم والدين عند الله هو الإسلام لله رب العالمين والحمد لله رب العالمين.
اما اذا اتبعت روسيا بوتين نهج ديماغوجية المصالح مع يهود تل أبيب مع نفط وذهب أنظمة التطبيع الخليجي السعودي الإمارتي القطري فأن روسيا للمزيد من المعاناة والعزل والحصار ونقل فتن الحروب الأهلية التكفيرية واليمينية العنصرية للداخل الروسي وخطر تفكك الاتحاد الروسي المصير ومن جهة اخرى ولقوم مؤمنين حديث آخر قادم لا محالة بالتعامل مع يهود تل أبيب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
الكسندر دوغين ونازاروف
اليكم ادناه مقالة للفيلسوف الروسي الكسندر دوغين ومقالة للمحلل السياسي الروسي الكسندر نازاروف كما وردت حرفياً: اولا: مقالة نازاروف تحت عنوان “ضربة جديدة لمصر من المخابرات المركزية الأمريكية” ورد فيها مايلي:
“بعد تدمير الشرق الأوسط بمساعدة المتطرفين الإسلاميين، ها هي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تتوجه هذه المرة إلى طائفة الروم الأرثوذكس في ما عترف بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، تيودوروس الثاني، بالكنيسة الأوكرانية المنشقة، التي ساعدت في إنشائها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ما تسبب في تعميق انقسام العالم الأرثوذكسي، وانقطاع الصلة بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وبطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا.
من المعروف كيف كان تنظيم القاعدة ليس سوى قائمة للمتطرفين الإسلاميين على حاسوب آلي بمبنى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلا أن الوكالة دربتهم، وسلّحتهم، ثم استخدمتهم ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان. وليس ما رأيناه في مثال تسليح واستخدام الدولة الإسلامية في سوريا لإزاحة رئيسها بشار الأسد، إلا تأكيد واضح على استمرار واشنطن في نهجها لاستخدام المتطرفين، والدين بشكل عام، لتحقيق أغراضها.
اليوم تتدخل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في القضية الأرثوذكسية حول العالم، ليصل تأثير انقسام الأرثوذكسيين في أوكرانيا إلى المسيحيين المصريين من الروم الأرثوذكس.
كانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قد منحت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، استقلالا ذاتيا كاملا عنها، إلا أنها كانت مع ذلك تنتمي روحيا إلى بطريركية موسكو للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وتظل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية أكبر كنيسة أرثوذكسية في أوكرانيا.
حتى بعد عشرات السنين من القمع واختطاف الكنائس من جانب السلطات المتعاقبة وتيارات القومين المتطرفين الساعين للانشقاق. في الوقت نفسه، انشقت هذه الكنيسة بعد نيلها استقلالها مباشرة، حينما أسس المطران السابق، فيلاريت كنيسة أرثوذكسية منشقة ببطريركية كييف. علاوة على ذلك يوجد في أوكرانيا أيضا ما يسمى بالكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية المستقلة، التي تحتوي تحت سقفها بشكل أساسي القوميين من أوكرانيا الغربية.
كان كل ذلك يحدث قبل وقوع الانقلاب الذي نظمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أوكرانيا عام 2014، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى أراضي روسيا، وبداية الحرب الأهلية في شرق أوكرانيا. وحينما جاء إلى السلطة نظام قومي بزعامة بيوتر بوروشينكو، الذي حاول ضمن سياساته قطع الصلة بالكامل ما بين الأرثوذكسيين الروس والأوكران.
من الصعب الجزم بمن كان البادئ، لكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والرئيس بوروشينكو وحّدا جهودهما لتوحيد الكنائس الأوكرانية تحت بطريركية القسطنطينية، لكن الكنيسة الأرثوذكسية الكبرى في أوكرانيا رفضت، وكانت النتيجة توحد كنيستين منشقتين، غير معترف بهما من قبل أي كنيسة أرثوذكسية أخرى.
بعد ذلك، وفي ديسمبر عام 2018، قام المطران، فيلاريت، الذي كان يترأس إحدى الكنائس الموحدة، بمنح وسام لنائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق، جاك ديفاين، لبذل الولايات المتحدة الأمريكية جهودها في هذا المسعى.
وللتذكير نقول، كان جاك ديفاين أحد المشاركين، ورئيس بعض العمليات السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، منذ نهاية الستينيات وحتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي، من بينها الانقلاب في تشيلي وسقوط الرئيس سلفادور آلندي عام 1973، وعملية “إيران-كونتراس”. كما ازداد دعم المجاهدين في أفغانستان في عهده، واتخذ قرار تزويدهم بصواريخ ستينغر، كما شغل ديفاين في سنوات متفرقة فرع الوكالة في أوروبا.
لكن الفضائح أصبحت تلاحق الكنيسة الجديدة “الموحدة” المنشقة بمجرد إنشائها، حيث اتهم المطران، فيلاريت، الرئيس الأوكراني السابق، بتروشينكو، وبطريرك القسطنطينية، برثلماوس الأول، بالخداع وصرح بأنهما وعداه بكنيسة أوكرانية مستقلة، ليتضح فيما بعد أنها ليست سوى جزء من بطريركية القسطنطينية بلا أي حقوق. وعليه قال فيلاريت إنه سيعيد نشاط بطريركية كييف ، التي كان يترأسها قبل التوحيد، وسانده في ذلك بعض الأساقفة، بينما لا زال الموقف يتطور.
وكما يحدث في أوكرانيا دائما، فحتى مؤامرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لا تسير كما ينبغي، حيث تنهار الكنيسة الأوكرانية المنشقة التي تقع تحت سيطرة المخابرات الأمريكية، إلا أن ذلك لا يمنع أن تضغط واشنطن على كنائس أرثوذكسية أخرى بغرض الاعتراف بالمنشقين.
لقد أصبح إنشاء هذه الكنيسة ممكنا بفضل بطريرك القسطنطينية، برثلماوس الأول، المقيم في تركيا. وبعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى اليونان أكتوبر الماضي، اعترفت بالكنيسة الأوكرانية المنشقة الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، وهو ما أدى لقطيعة بين الكنيستين الأرثوذكسيتين الروسية واليونانية.
أما الأسبوع الماضي فقد اعترفت بطريركية الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، الموجودة في مصر، والتي تنتمي أغلبية قياداتها إلى اليونان، بالكنيسة الأوكرانية المنشقة. إن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الأرثوذكسيين اليونانيين كبش فداء، بغرض هدم العقيدة الأرثوذكسية، وزرع الفتنة وزعزعة استقرار أكبر عدد ممكن من البلدان.
وبطبيعة الحال يبقى السؤال، ما إذا كانت السلطات المصرية تسيطر على الأمور في مصر، وما إذا كانت تستطيع أو تريد التأثير على قرار كهذا. لكن الواضح هو أن هذا القرار لا يخدم المصالح المصرية، ولا الأرثوذكسية حول العالم، ولا حتى مصالح المسيحيين المصريين.” المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
ثانيا مقالة الفيلسوف الكسندر دوغين جاء فيها مايلي:
“في الأيام القليلة الماضية، حدثت تغييرات كبيرة في ميزان القوى في أوكرانيا. هذا يحتاج إلى النظر في مجملها. كانت هجمات كييف المضادة بشكل عام فاشلة في منطقة خيرسون، لكنها، للأسف، نجحت في منطقة خاركوف. إن الوضع في منطقة خاركوف والتراجع القسري لقوات التحالف هو نقطة التحول. إذا وضعنا جانباً الآثار النفسية والتجربة الطبيعية للوطنيين، فيجب ملاحظة أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة في تاريخ العملية العسكرية الخاصة بأكمله.
يوصي الجميع الآن باتخاذ إجراءات غير عادية لتغيير المد، وبعض هذه المقترحات منطقية تماماً. ونحن لا ندعي بأي شكلٍ من الأشكال أن ما سنقوله من أفكار هنا، يعود إلينا حصرياً، لكننا سنحاول فقط تلخيص أهم النقاط والتوصيات الأساسية، ووضعها في السياق الجيوسياسي العالمي.
الحرب العالمية الثالثة
نحن على شفا حرب عالمية ثالثة يدفعنا إليها الغرب بهوسٍ شديد. وهذا لم يعد تخوفاً أو توقعاً، هذه حقيقة. روسيا في حالة حرب مع الغرب الجماعي، مع الناتو وحلفائهم (وإن لم يكن مع الجميع – تركيا واليونان لديهما موقف خاص بهما، وعدد من الدول الأوروبية، في المقام الأول فرنسا وإيطاليا-وليس فقط فرنسا وإيطاليا- لا ترغب في المشاركة بشكل فاعلٍ في الحرب مع روسيا). ومع ذلك فإن خطر نشوب حرب عالمية ثالثة يقترب.
ما إذا كان الأمر يتعلق باستخدام الأسلحة النووية، هو سؤال مفتوح. لكن احتمال حدوث آرمجدون [حرب نهاية العالم] نووي يتزايد كل يوم. إنه أمر واضح تماماً، والعديد من القادة العسكريين الأمريكيين (مثل القائد السابق للقوات المسلحة الأمريكية في أوروبا، بن هودجز) يعلنون ذلك صراحة، لن يكون الغرب راضياً حتى مع انسحابنا الكامل من أراضي أوكرانيا السابقة.
سوف يقتلوننا على أرضنا، ويصرون على “الاستسلام غير المشروط” (ينس ستولتنبرغ)، “إنهاء الإمبريالية الروسية” (وفقاً لتعبير بن هودجز)، وتقطيع أوصال روسيا.
في عام 1991، كان الغرب راضياً عن انهيار الاتحاد السوفيتي واستسلامنا الأيديولوجي، في المقام الأول من خلال تبني الأيديولوجية الليبرالية الغربية والنظام السياسي والاقتصاد تحت قيادة القيّمين الغربيين. اليوم، بالنسبة للغرب، الخط الأحمر هو وجود روسيا الأكثر سيادة – حتى داخل حدود الاتحاد الروسي.
الهجوم المضاد للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة خاركوف هو ضربة مباشرة من الغرب ضد روسيا. يعلم الجميع أن هذا الهجوم تم تنظيمه وإعداده وتجهيزه من قبل القيادة العسكرية للولايات المتحدة والناتو، وتم تحت إشرافهما المباشر. ولم يتم ذلك فقط من خلال استخدام المعدات العسكرية للناتو، ولكن أيضاً عبر المشاركة المباشرة لمخابرات الفضاء العسكرية الغربية والمرتزقة والمدربين. في نظر الغرب، هذه بداية “نهايتنا”.
نظراً لأننا تراخينا في الدفاع عن الأراضي الواقعة تحت سيطرتنا في منطقة خاركوف، فيمكننا أن نهزم أكثر. هذا ليس نجاحاً صغيراً للهجوم المضاد في كييف، إنه أول نجاح ملموس لقوات Drang nach Osten لقوات الناتو. [المترجم: شعار Drang nach Osten هو من الأصل الألماني، ويعني الانتشار نحو الشرق، وهو شعار استخدم في ألمانيا النازية وكذلك في القرن التاسع عشر في كل من ألمانيا وبولندا للتعبير عن الرغبة في التوسع والسيطرة باتجاه الأراضية السلافية في الشرق].
بالطبع، يمكن للمرء أن يحاول أن ينسب ذلك إلى “الصعوبات الفنية” المؤقتة وتأجيل التحليل الأساسي للوضع إلى وقت لاحق. لكن هذا لن يؤدي إلا إلى تأخير تحقيق الأمر الواقع، وبالتالي، لن يؤدي إلا إلى إضعاف أنفسنا وإحباطنا.
لذلك، من الجدير الاعتراف ببرود: لقد أعلن الغرب الحرب علينا وهو يخوضها بالفعل. لم نختر هذه الحرب، ولم نكن نريدها. في عام 1941، لم نكن نريد حرباً مع ألمانيا النازية ورفضنا الإيمان بها حتى النهاية. لكن في الوضع الحالي، عندما تُشنّ ضدنا بحكم الأمر الواقع، فهذا ليس ذا أهمية حاسمة. الآن من المهم فقط الفوز بها، للدفاع عن حق روسيا في الوجود.
نهاية العملية العسكرية الخاصة
تم الانتهاء من العملية العسكرية الخاصة كعملية محدودة لتحرير دونباس وعدد من أراضي نوفوروسيا. تطورت تدريجياً إلى حرب شاملة مع الغرب، حيث، في الواقع، يلعب نظام كييف الإرهابي النازي نفسه دور الأداة فقط. محاولة محاصرة ذلك النظام، وتحرير عدد من مناطق نوفوروسيا التي يسيطر عليها النازيون الأوكرانيون.
مع الحفاظ على توازن القوى الجيوسياسي الحالي في العالم دون تغيير، بوصف هذه الإجراءات عملية تكنيكية، هو أمرٌ لم ينجح. والتظاهر بأننا نواصل ببساطة العملية العسكرية الخاصة – في مكان ما على هامش الاهتمام العام هو علاوة على ذلك، وببساطة، أمرٌ لا طائل من ورائه.
ضد إرادتنا، نحن الآن في حالة حرب، وهذا ينطبق على كل مواطن روسي: كل واحد منا مهدد بسلاح العدو، بإرهابيه وقناصيه ومجموعاته الاستطلاعية والتخريبية، بما في ذلك خلف الحدود.في الوقت نفسه، فإن الوضع، وبغض النظر عن حجم الأمنيات، غير قابل للعودة إلى الظروف الأولية لما قبل 24 فبراير 2022. ما حدث لا رجوع فيه، ولا ينبغي حتى أن يخاف المرء من احتمال تقديم تنازلات أو الدخول في صفقات من جانبنا؛ فالعدو لن يقبل إلا استسلامنا الكامل، واستعبادنا، وتقطيع أوصالنا، واحتلالنا. لذلك ليس لدينا خيار.
نهاية العملية العسكرية الخاصة تعني الحاجة إلى تحولات عميقة للنظام السياسي والاجتماعي بأكمله لروسيا الحديثة – نقل البلاد إلى قاعدة عسكرية – في السياسة والاقتصاد والثقافة ومجال المعلومات. يمكن أن تظل العملية العسكرية الخاصة مهمةً، لكن ليس بوصفها المحتوى الوحيد للحياة العامة الروسية: الحرب مع الغرب هي ما ينبغي أن يخضع له كل شيء.
الجبهة الأيديولوجية
وجدت روسيا نفسها في حالة حرب أيديولوجية. القيم التي ينادي بها الغرب المعولم من طراز: (LGBT، وتقنين الانحرافات، والمخدرات، ودمج الإنسان والآلة، والاختلاط التام أثناء الهجرة غير المنضبطة، وما إلى ذلك)، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهيمنته العسكرية والسياسية ونظامه أحادي القطب. الليبرالية الغربية، والهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية العالمية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، هما شيء واحد. إن القتال مع الغرب وفي الوقت نفسه قبول قيمه (وإن كان ذلك جزئياً)، التي باسمها يشن الحرب ضدنا، حرب الإبادة، هو ببساطة أمر سخيف.
إن أيديولوجيتنا الكاملة لن تكون “مفيدة” لنا اليوم فحسب. إذا لم نمتلكها، فسوف نخسر. سيستمر الغرب في مهاجمتنا من الخارج، بأيدي نازيين أوكرانيين مسلحين ومدربين، ومن الداخل – بأيدي الطابور الخامس، الذي لا يزال ليبرالياً، يفسد بمهارةٍ، وعيَ جيل الشباب ويفسد روحه.
دون أيديولوجيتنا الخاصة، والتي ستحدد بوضوح من هو الصديق ومن هو العدو، سنجد أنفسنا في مثل هذا الموقف، شبه عاجزين. يجب تحديد الأيديولوجيا بعبارات عامة على الفور، ويجب أن يكون جوهرها هو الرفض الكامل والمباشر لإيديولوجية الغرب والعولمة والليبرالية الشمولية، بكل أنواعها وأدواتها – بما في ذلك النازية الجديدة والعنصرية والتطرف.
التعبئة
التعبئة أمر لا مفر منه. الحرب تطال الجميع والجميع. ومع ذلك، فإن التعبئة لا تعني إرسال المجندين الإجباري إلى الجبهة. يمكن تجنب ذلك – على سبيل المثال، من خلال تشكيل حركة تطوعية كاملة – مع الفوائد الضرورية ودعم الدولة.
يجب أن نراهن على قدامى المحاربين، على دعم خاص لجنود نوفوروسيا. روسيا لديها القليل، لكن هناك مؤيدين في الخارج. يجب ألا نتردد في تشكيل كتائب دولية مناهضة للنازية ومناهضة للعولمة من أناس شرفاء من دول الشرق والغرب.
لكن الشيء الرئيسي هو أنه لا ينبغي الاستهانة بالروس. نحن شعب بطل؛ بأثمانٍ باهظة نعم، ولكن في النهاية انتصرنا أكثر من مرة في تاريخنا المجيد على أعداء رهيبين. سوف نفوز هذه المرة أيضاً، ولكن فقط حين تتحول الحرب مع الغرب إلى حرب شعبية. إنها الحروب الشعبية، هي التي ننتصر فيها – حروب تستيقظ أمة عملاقة للمشاركة فيها.
التعبئة تنطوي على تغيير كامل في سياسة المعلومات. يجب إلغاء معايير زمن السلم (في الواقع، النسخ الأعمى لبرامج واستراتيجيات الترفيه الغربية التي لا يكتفي بها سوى المجتمع الفاسد). يجب أن يصبح التلفزيون ووسائل الإعلام بشكل عام أدوات وطنية للتعبئة في زمن الحرب. جميع الحفلات الموسيقية في المقدمة، والوجود في المؤخرة هو أيضاً في المقدمة. لقد بدأ هذا بالفعل تدريجياً، لكنه حتى الآن لا يؤثر إلا على جزء صغير من القنوات. ويجب أن يكون في كل مكان.
الثقافة، والإعلام، والتعليم، والتنوير، والسياسة، والمجال الاجتماعي – يجب أن يعمل كل شيء بالإجماع من أجل الحرب، أي من أجل النصر.
الإقتصاد
يمكن لأي دولة ذات سيادة إصدار العملة الوطنية بالقدر الذي تحتاجه. إذا كانت حقاً ذات سيادة. الحرب مع الغرب تجعل الاستمرار في الألعاب الاقتصادية وفقاً لقواعده، أمراً بلا معنى. لا يمكن للاقتصاد في زمن الحرب إلا أن يكون ذا سيادة. للفوز، يجب أن تنفق الكثير من المال على الضرورات.
من الضروري فقط التأكد من أن عمليات الإصدار تتركز في دائرة خاصة مصممة للأغراض الاستراتيجية. يجب أن يتم التعامل مع الفساد في مثل هذه الظروف، كجريمة حرب. الحرب والراحة شيئان لا يتوافقان. الراحة كغاية، ينبغي استبعادها من دليل نمط الحياة. فقط الأشخاص المستعدون للصعوبات هم القادرون على كسب حروب كاملة حقيقية.
في مثل هذه الحالات، تظهر دائماً جمهرة جديدة من الاقتصاديين، هدفها إنقاذ الدولة، وهذه أهميتها هي الأعلى، وثانياً تأتي العقائد والمدارس والأساليب والنُهج. يمكنك تسمية مثل هذا الاقتصاد باسم اقتصاد التعبئة، أو يمكنك ببساطة تسميته اقتصاداً عسكرياً.
حلفاؤنا
يلعب الحلفاء دوراً حيوياً في أي حرب. اليوم، ليس لدى روسيا الكثير منهم، لكنهم موجودون. بادئ ذي بدء، نحن نتحدث عن تلك الدول التي ترفض النظام الغربي الليبرالي الأحادي القطب. يتعلق الأمر بمؤيدي التعددية القطبية – مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية وصربيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، وكذلك إلى حد ما الهند وتركيا وعدد من الدول الإسلامية والأفريقية وأمريكا اللاتينية (في المقام الأول كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا).
في العمل معهم، من الضروري حشد جميع الموارد المتاحة، ليس فقط الدبلوماسية المهنية، ولكن الدبلوماسية الشعبية. ولهذا، مرة أخرى، هناك حاجة إلى أيديولوجية. يجب أن نقنع الحلفاء بأننا قررنا الانفصال عن العولمة والهيمنة الغربية بشكل لا رجعة فيه ومستعدون للمضي قدماً في بناء عالم متعدد الأقطاب. هنا يجب أن نكون متسقين وحازمين. انتهى وقت الألوان النصفية والتنازلات. تقسم حرب الغرب ضد روسيا البشرية على جانبي المتراس.
العامل الروحي
النقطة المركزية في المواجهة العالمية التي بدأت، هي الجانب الروحي والديني. وجدت روسيا نفسها في حالة حرب مع حضارة معادية للدين تقاوم الله وتطيح بأسس القيم الروحية والأخلاقية – الله، والكنيسة، والأسرة، والجنس، والإنسان. مع كل الاختلافات بين الأرثوذكسية والإسلام التقليدي واليهودية والهندوسية والبوذية، فإن جميع الأديان والثقافات المبنية عليها، تعترف بالحقيقة الإلهية والكرامة الروحية والأخلاقية العالية للشخص وتكريم التقاليد والمؤسسات – الدولة والأسرة والمجتمع.
لقد ألغى الغرب الحديث كل هذا، واستبدله بالواقع الافتراضي، والفردية المتطرفة، وتدمير الجنس، والمراقبة العالمية، و”ثقافة الإلغاء” الشمولية، ومجتمع ما بعد الحقيقة.
تزدهر الشيطانية المفتوحة والعنصرية الصريحة في أوكرانيا، والغرب يدعم ذلك. نحن نتعامل مع ما يسميه الشيوخ الأرثوذكس “حضارة المسيح الدجال”. لذلك، فإن دور روسيا هو توحيد المؤمنين بمختلف الأديان في هذه المعركة الحاسمة.
لا تنتظر حتى يدمر عدو العالم منزلك ويقتل زوجك أو ابنك أو ابنتك.. في مرحلة ما سيكون الأوان قد فات لا سمح الله. إن هجوم العدو في منطقة خاركوف هو بالضبط ذلك الشيء بالذات. بداية حرب شاملة من الغرب ضدنا.” (انتهت مقالة الكسندر دوغين )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد اليمني الأول
المحرر السياسي
26صفر1444هجرية
21سبتمبر 2022م