أكد المحلل السياسي والعسكري العميد عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي ان العرض العسكري الغير المسبوق “وعد الآخرة” والذي شهدته المنطقة العسكرية الخامسة يحمل العديد من الرسائل المحلية والدولية.
وأشار العميد عبد الله بن عامر لقناة الميادين إلى أن أبرز الرسائل التي حملها العرض هي تطمين الداخل وأيضا تحذير الأعداء، باعتبار اليمن حتى هذه اللحظة يعيش مرحلة العدوان وان كان هناك هدنة. لافتاً إلى استمرار الحصار واحتلال بعض أجزاء يمنية.
وقال بن عامر أن هاك تحديات عدة امام الشعب اليمني, ولهذا تضطلع القوات المسلحة بهذه المهمة الاستراتيجية وبالتالي هي تتخذ من الخطوات ما يكفي لإيصال رساله بانها مستعدة بالفعل لتنفيذ هذه المهمة الاستراتيجية. لان القوات المسلحة هي من تدافع عن هذ الشعب وهي ممن تتولى مهمة الدفاع عن هذا البلد عندما يتعرض لعدوان خارجي.
وجدد بن عامر التأكيد بأن العرض هو تطمين للداخل والتأكيد على ان هناك مطالب حقوقية للشعب اليمني على راسها مايتعلق بنهب الثروات في المناطق الجنوبية.
حتى هذه اللحظة لسنا في ظروف طبيعية هذا العرض العسكري جاء في ظرف استثنائي والرسائل متعلقة بالظرف الحالي هي تطمين الداخل وتحذير للعدوان.
وأشار إلى أن الرسائل على المستوى الاستراتيجي فهي تعبر عن مدى ما وصلت اليه العقلية السياسية اليمنية فيما يتعلق بالنظرة الى موقع اليمن، باعتبارها دولة بحرية وبرية ذات واجهة بحرية تفرض على اليمن الاهتمام بالقوات المسلحة في الجانب البحري.
ولفت إلى أن “العرض العسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة وهي منطقة جغرافية تمتد من شمال اليمن على الساحل الغربي الى اقصى جنوب محافظة الحديدة لها موقع مهم جدا والعدو في مرحلة معينة ارادنا ان نكون دولة حبيسة جغرافيا عندما اراد ان يحتل الحديدة وبالتالي فشل في ذلك وقدمت قواتنا الكثير من التضحيات لتحريرها”.
وأوضح بن عامر أنه “خلال العقود الماضية ان لم يكن خلال تاريخنا المعاصر لم تصل العقلية او الثقافة السياسية اليمنية ان يستجيب الحاكم هنا في صنعاء في مسالة الموقع الجيوبوليتيكي لليمن“، مؤكداً أننا “نشهد ما يؤسس لهذه الثقافة وهذه الثقافة تؤكد بالفعل ان اليمن هي دولة بحرية، واجهتنا البحرية واسعة جدا ارتباطنا بالحر الأحمر يجعلنا محل عداء مع الكيان الإسرائيلي في الدرجة الأولى وهناك الكثير من الاحداث التاريخية استهداف الجيش اليمني عام 76م في منطقة باب المندب”.
وأضاف العميد عبد الله بن عامر ان اليمن وطيلة القرون الماضية وساحلنا نقطة الضعف في جغرافيتنا العسكرية حتى ظن الواهمون (غزاة اليوم) أن ساحلنا كما كان فهرعوا اليه مسرعين فتداعى المخلصون واستجاب الأوفياء. وفي خضم المواجهة تشكلت التشكيلات وتقوت القوات وتماسكت وتعاضدت واتحدت فكانت المنطقة العسكرية الخامسة خلاصة التجربة الجهادية في مرحلتنا الراهنة.