بعد قطيعة وسقوف عالية بين واشنطن والرياض منذ انتهاء حقبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبعد تصعيد وهجوم على السعودية، وتوعد بالثبور وعظائم الأمور ضد آل سعود، اضطرّ الرئيس الأميركي جو بايدن للعودة إلى أحضان “البقرة الحلوب”، متناسيًا قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ومحاولًا كسب إنتاج المزيد من براميل النفط الخليجي علّها تسعفه في المستنقع الأوكراني، كما ستكون زيارته رعاية مباشرة للتطبيع بين السعودية و”اسرائيل”.
بايدن الذي بدأ زيارته للمنطقة بتقديم فروض الطاعة في “تل أبيب”، وصل اليوم إلى مدينة جدة في السعودية. وفي إشارة لها دلالاتها، لم يستقبله ملك السعودية أو ولي عهدها في المطار، لينتقل بعدها إلى عقد لقاءات مع الملك سلمان وابنه.
والتقى الرئيس الأميركي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لدى وصوله إلى جدة، اليوم الجمعة، في بداية زيارة “محورية” من أجل مناقشة قضايا الطاقة والسياسة والعلاقات بين الخليج وواشنطن، على نحوٍ يشكّل تراجعًا عن تعهّده، خلال حملته الانتخابية، تحويلَ المملكة إلى دولة “منبوذة”.
وسائل إعلام سعودية رسمية نشرت صورًا للطائرة الأميركية الرئاسية في مطار جدة، بعد رحلة استمرت ساعتين من مطار “بن غوريون”، حيث لم يسبق لأيّ رئيس أميركي أن توجّه جوًا مباشرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى السعودية. وكان في استقبال بايدن أمير منطقة مكة، خالد الفيصل، والسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، ريما بنت بندر.
واستقبل ابن سلمان بايدن في قصر السلام في جدة، فيما أظهرت لقطات مصوّرة، بثتها وسائل إعلام رسمية، ابن سلمان مرحّبًا ببايدن عند أحد مداخل القصر الملكي، في المدينة الساحلية غربي البلاد.
وخلال وجوده في المدينة الساحلية، التقى بايدن الملكَ السعودي سلمان بن عبد العزيز، قبل المشاركة في “جلسة عمل” وزارية برئاسة ابن سلمان.
كما سيشارك بايدن السبت في قمة تجمع قادة الدول الخليجية والأردن ومصر والعراق.
بايدن: لن نترك فراغًا في الشرق الأوسط لروسيا والصين
وفي أول تصريح له من السعودية، أعلن الرئيس الأميركي أنّه سيتم فتح متبادل لخطوط الطيران بين “إسرائيل” والسعودية، وأنّه ناقش أهمية حرية الملاحة للجميع بما في ذلك “إسرائيل”.
وقال “أجريت مباحثات مهمة مع الملك سلمان وولي العهد واتفقنا على شراكات مع السعودية بشأن تقنية الجيل الخامس 5G”، مشيرًا إلى أنّه ناقش “مع القيادة السعودية ملف أمن الطاقة، وبحثنا تعزيز موقعنا في العقود القادمة والاستثمار في تكنولوجيا الجيل الخامس بالتنسيق مع الشركاء”.
وتحدّث الرئيس الأمريكي عن إجرائه سلسلة جيدة من الاجتماعات، ونقاشه الاحتياجات الدفاعية للسعودية، معلنًا أنّه سيعمل على تعزيز أمن السعودية في وجه أيّ تهديدات، زاعمًا أّن السعودية ساهمت في “تثبيت ودعم الهدنة” في اليمن، وأنّ السلطات السعودية وافقت على تمديد الهدنة في اليمن.
وشدّد بايدن أنّ بلاده لن تترك فراغًا في الشرق الأوسط لروسيا والصين، وأنّ واشنطن تفعل كل ما بوسعها لزيادة إمدادات النفط لأميركا، كما أنّه بحث مع المسؤولين السعوديين مسألة الطاقة والحاجة لمد الأسواق بما تحتاج، متوقعًا خطوات عملية من الرياض.
وأعلن بايدن أنّ السعودية “ستشاركنا في مبادرة الطاقة النظيفة، وولي العهد السعودي سبق واتخذ إجراءات بحق المسؤولين عن مقتل خاشقجي”، وفق زعمه.
وأشار بايدن إلى إنهاء الاتفاق على ربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكة دول مجلس التعاون الخليجي عبر الكويت والسعودية.