كانت سريلانكا دولة متوسّطة الدخل تتمتّع بمستوى معيشي تحسدها عليه الهند، ولكنّها تأثرت بفقدان عائدات السائحين في أعقاب هجوم تكفيري في العام 2019 ثم جائحة كوفيد-19، مما جعل سريلانكا غير قادرة على شراء ما يكفي من الوقود، وهناك نقص في المواد الغذائية والضروريات الأساسية والأدوية والغاز، كما تواجه أجزاء كثيرة من سريلانكا انقطاعا مستمرا في التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود. في الوقت نفسه، يقدر الدين الخارجي لها بنحو 51 مليار دولار.
وعلى إثر الأزمة المتصاعدة اجتاحت العاصمة السريلانكيّة خلال الأيّام الثلاثة الأخيرة احتِجاجات شعبيّة هادرة وشارك فيها مِئات الآلاف من الشّباب الغاضب اقتحموا القصر الجُمهوري وأشعلوا النّار فيه، وأجبروا الرئيس غوتابايا وشقيقه ماهيندا رئيس الوزراء على الفرار، وإعلان استِقالتهم، واستِعدادهم لتسليم السّلطة يوم الأربعاء المُقبل لمن يختارهم نوّاب الشّعب.
وأظهرت مقاطع فيديو لمتظاهرين سريلانكيين وهم يلتقطون الصور التذكارية من على سرير الرئيس السريلانكي داخل غرفة نومه، وقام متظاهرون بالقفز في حمام السباحة الخاص بالرئيس وآخرون بالجلوس لاحتساء الشاي في مكتبه بعد ان اقتحم الآلاف من المحتجون السريلانكيون المقر الرئاسي ومكاتب وسكن الزعيم “غوتابايا راجابكسا “في العاصمة كولومبو بعد فراره منه.
في الصدد غادرت سفينتان تابعتان للبحرية السريلانكية، ميناء العاصمة كولومبو وعلى متنها أشخاص مجهولون، وجرى ذلك وسط شائعات تفيد بفرار رئيس البلاد.
وقالت الهند الجار العملاق لسريلانكا والتي قدمت دعما بنحو 3.8 مليار دولار خلال الأزمة، إنها تراقب الأحداث عن كثب.
وقال صندوق النقد الدولي، الذي يجري محادثات مع الحكومة السريلانكية بشأن خطة إنقاذ محتملة بقيمة ثلاثة مليارات دولار إنه يراقب الوضع عن كثب.