“أحرار على خُطى الانتصار”
ها نحن رغم المصاعب و الجراح.. نبدأ عاماً دراسياً جديدا.. نقول فيه بأننا ماضون في طي الأسى و رسم خارطة أمل غدٍ مُشرقٍ و فجرٍ جديد..
لكننا مثقلون بالهموم..هناك من فقد عمله.. و هناك من فقد مُعيله أو بيته جرّاء هذا الإعتداء الغادر الغشوم.. فعلى كلٍ منّا أن يمد يده للآخر و أن يساعد الآخر.. فتكافلنا و استمرارنا في الحياة بكل تحدٍ و قوة هو الذي أوهن كيد تحالفهم و جعل أوهام تآمرهم تتلاشى خلف الغيوم..
علينا ألا نحمّل بعضنا ما لا طاقة لنا به.. فتلك الطالبة قد لا تمتلك ثمن الزي المدرسي و ذلك الطالب لا يقدر أن يوفِّر ذلك النوع من الدفاتر.. أما ذلك الأب أو الأخ أو الأرملة فلم يستطع أو تستطع أن يدفع إيجار المنزل بعد..! إذا كنت تمر بضائقة فهو كذلك إن لم يكن أكثر منك..!
فنحن أمام تحالف أممي و تكالب عالمي يستهدف هويتنا الإيمانية و عزتنا و كرامتنا.. و يسعى لإذلالنا و إركاعنا بكل الوسائل و الطرق.. لكن من هو مثلنا بإيمانه و شموخه و صموده و استبساله و قد سكب كل تلك الدماء الزكية الطاهرة و قدم كل تلك الأرواح العظيمة الثائرة قرابينا في سبيل الله و دينه و وطنه و كرامته.. و نحن بطبيعتنا كيمنيين شرفاء و أحرار نأبى الضيم و نرفض حياة الصغار.. فإن كل ذلك يحتم علينا أن نزيد من تلاحمنا و تراحمنا و تكاتفنا و ثباتنا و أن نرص الصفوف و نكون إلى جانب بعضنا.. لأننا عندما نرحم بعضنا و نقف إلى جانب بعض فإن ذلك مدعاة لزيادة قوتنا و ثباتنا و لِأن تتنزل رحمات الله علينا و يعجل بفرجه و نصره لنا..
تجويع.. حصار..و إبادة بالجملة.. تخويف الآمنين ليل نهار.. و إصرار على جعلك تعيش في الظلمة.. هل هذا كافٍ يا شعب الحكمة لرؤيتك تُعلِنُ الانكسار..؟ لا والذي خلق الليل و أشرق لنور عظمته النهار.. ها أنت نسجت من خيوط الشمس نوراً يُبدد مساعي قوى التحالف و يجعل أحلامها تنهار..
لقد حققت بصبرك و إيمانك الكثير.. و جاوزت الكثير من التحديات و الأخطار.. ما عليك فقط هو الاستمرار في الثبات.. لتنال عمّا قريب النصر و هذا جزاء الصبر و هو وعد الله للأحرار..
و في مسيرتك المقدسة و المباركة نحو التحرر و كسر قرون قوى الإستكبار.. يتوجب عليك زيادة التلاحم و التراحم و رص الصفوف لِتقوي بذلك وحدة الوطن و تُشتت صفوف العِدا و تجعلها تسارع في التبعثر و الكسوف..
د.أسماء الشهاري