مصير الوحدة اليمنية

263

قبل اثنين وثلاثين عاما من الآن تمت إعادة الوحدة اليمنية بين شطري اليمن آنذاك الجمهورية العربية اليمنية في الشمال، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب.

كانت كلتا الجمهوريتين تسمى اليمن، وكان الشعب واحداً في ثقافته وعاداته وأسلافه، ولغته، ودينه، وهويته، كان يوجد نظامي حكم، وشعب واحد.

تحققت الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م- ووجد نظام حكم واحد وجمهورية واحدة سميت الجمهورية اليمنية، بحيث أصبحت اليمن بتوحدها قوية في جيشها، وفي اقتصادها، وفي مكانتها السياسية، وهذا الشيء لا يروق للأعداء الذين يسعون إلى تفتيت الشعوب العربية والإسلامية وتقسيمها وتجزئتها طائفيا ًومناطقيا ً، بحيث يسهل عليهم احتلال الشعوب ونهب ثرواتها، وسلب سيادتها وقرارها.

فاصبح تدمير وتمزيق الوحدة اليمنية هدفا من أهداف الأعداء، فتم التآمر عليها طيلة العقدين ،بعدة طرق وعدة وسائل وبتنفيذ أبناء اليمن انفسهم من الحكام والسياسيين والأحزاب، ومنها مشروع الأقاليم الستة التي تبناها الحوار الوطني الشامل عقب ما سمي بالربيع العربي في عام 2011م- حتى جاء العدوان السعوصهيوأماريكي في 26مارس 2015م لتكون الوحدة اليمنية هدفا أساسياً ورئيسيا ًوالقضاء عليها.

وهو ما يجري الآن من خلال بث سموم الفرقة والمناطقية بين أبناء الشعب اليمني، ودعم الإمارات لإحدى الفصائل السياسية (المجلس الانتقالي الجنوبي) بزعامة الزبيدي، الذي يدعو نهاراً جهارا ًإلى الانفصال وليس هذا وحسب.

ولكن يدعو إلى استعادة الجنوب العربي والتنصل عن هويته اليمنية، وهذا مخطط بريطاني بامتياز، فالوحدة اليمنية اليوم ليست في أحسن حالاتها، ومستقبلها غامض، وبقاؤها وصمودها مرهون بوعي أبنائها وتمسكهم بها، لأنها سر قوتهم، وعنوان مستقبلهم، والحفاظ عليها يفشل مخططات الأعداء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد صالح حاتم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا